العين طبيخ.. كيف تتحول حبات العنب لـتراث فلسطيني؟

في منطقة البويرة شرق الخليل، وضع الحاج محمد سلطان “أبو وجدي” (77 عاما)، “دسته” -وعاء الطبخ الكبير- على موقدة من الحطب، وقد ملأه بكمية كبيرة من العنب الأبيض كي يطبخ مربى العنب المسمى عند أهل مدينة الخليل “عين طبيخ”، والمسمى عند قرى محافظة الخليل “العنبية”.
تراث
ويعد شهر أيلول من كل عام هو شهر “العين طبيخ” و”الدبس” عند أهل الخليل، وذلك لأن موسم العنب يكاد ينتهي في هذا الشهر حيث تذبل عناقيد العنب وتصبح مملوءة بالماء، وقد ذهبت حموضته مع تعرضه للشمس، لذلك يدرك الخليليون أن ذبول العنب واصفراره وطرواته لا تؤهله للبيع كفاكهة مستقلة، وإنما يعرض للبيع لاستخدامه للطبخ واستخلاص المربى.
ورغم قدم هذه الطبخة التراثية الشامية، التي يعيدها البعض لعصر الفراعنة، فيما يرى آخرون أنها نشطت في العهد الفاطمي، وباتت غذاء دائما في الشتاء يمزج معها زيت الزيتون، إلا أنها لا تزال حاضرة في حياة الفلسطينيين عامة، وأهل الخليل على وجه الخصوص.
ويقول الحاج أبو وجدي سلطان: كانت العين طبيخ تمويننا الشتوي منذ عشرات السنيين لطوال العام حيث نخزنها في جرار من فخار، ويوضع على وجهها قليلا من زيت الزيتون البلدي، فلا تفسد وتبقى صالحة للأكل طوال العام.
الإعداد والتجهيز
وحول صناعة وطبخ العنبية أوالعين طبيخ يكشف الحاج أبو وجدي الخطوات الدقيقة لمراسلنا ويقول: ليس كل نوع عنب يصلح للطبيخ، فالعنب أنواع وألوان متعددة وأطعمة مختلفة.
يتابع: أفضلها لطبخ العين طبيخ هو الجندلي والدابوقي، حيث نأتي بالعناقيد ونفرطها حبة حبة، ثم نغسلها من الغبار والأتربة وننتظر قليلا حتى تجف حبات العنب من الماء.
“وبعدها نضعها في الدست، ومن ثم على موقد الحطب، ونفضل الطبخ على الحطب لأن العين طبيخ تحتاج وقتا من الزمن في طهيها وحرارة عالية”، يقول الحاج.
ويحذر الحاج أبو وجدي من سكب الماء على دست العين طبيخ، لأن الماء بحسب علمه وتجربته يفسد المربى ولا يمكن تخزينه.
ويرى أن حبات العنب المفروطة تطبخ لوحدها دون أي قطرة ماء، ومع الحرارة تتحلل ويخرج منها الماء الذي يساعد في عملية الطبخ.
ويمضي الحاج السبعيني قوله: وبعد أن ينضج العنب قليلا يخفف نار الموقد ويستمر الطهو لساعة أو ساعتين مع التحريك المستمر، وبعدها يتم سكب العين طبيخ في أوانٍ فخارية أو زجاجية، ويمكن أن تخزن لأشهر أو لأكثر من عام دون أن تفسد رغم أنه لا يستخدم لتخزينها أي نوع من المواد الحافظة.
من جانبه قال الحاج فضل عابدين عضو سابق في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الخليل ورجل أعمال معروف: إن أهل الخليل لا يزالون يحافظون على المنتوجات التراثية كإرث حضاري أنتجه أجدادهم وآباؤهم،
ويشير إلى أن العين طبيخ والدبس والملبن والزبيب والقطين، أكلات تراثية لن تنتهي، وموجودة في كل بيت خليلي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...