بانتظار الحكومة

يأمل المواطن الفلسطيني ألا يطول انتظاره، وأن يرى قريبًا خطوات متسارعة تعزز الأمل لدى أبناء شعبنا في أننا نسير في الاتجاه الصحيح بتطبيق اتفاق القاهرة، فبعد سلسلة من التجارب المريرة فيما يتعلق بلقاءات المصالحة الفلسطينية لم يعد ينظر الغزيون إلى جوهر المصالحة، وإنما أصبحوا يتطلعون إلى تحسين ظروف حياتهم التي أنهكها الانقسام، والحروب، والحصار، ويتطلعون أكثر إلى رفع العقوبات الأخيرة التي فرضها رئيس السلطة على قطاع غزة، وكل تساؤلاتهم انصبت على إمكانية رفع عباس العقوبات الأخيرة التي من بينها الإجراءات بحق موظفي السلطة في غزة، وإمكانية تحسين أوضاع الناس في غزة، ويأملون بتطبيق المصالحة على أرض الواقع بأقصى سرعة، والسؤال الذي يطرح نفسه بهذا الشأن هو: متى سننتهي من الإنجاز الكامل للمصالحة وطي صفحة الانقسام لعقد جلسة المجلس الوطني بوحدة فلسطينية راسخة لإجراء هذه المراجعة الإستراتيجية الشاملة؟!
مما لا شك فيه أن شعبنا الذي استقبل اتفاق القاهرة بالترحاب والتفاؤل، وتمنى ألا يكون مصيره كمصير الاتفاقات السابقة ينتظر الخطوة التالية؛ تسلم حكومة الحمد الله مسؤولياتها في قطاع غزة، ثم الاتفاق على مواعيد الانتخابات، وغير ذلك من القضايا، ومن الواضح في الظروف الراهنة أن عامل الزمن لا يعمل لمصلحتنا في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال توسيع الاستيطان وترسيخ الاحتلال وتهويد القدس … إلخ، ويبدو المجتمع الدولي غير مكترث بكل هذه الانتهاكات الجسيمة، ولهذا لا بد من تأكيد أن الكرة في ملعبنا، وأن الأولوية الوطنية تقتضي المسارعة إلى تنفيذ اتفاق القاهرة، للبدء برسم معالم الطريق في كيفية مواجهة التحديات الجسام الماثلة أمامنا، وإسماع العالم مجددًا صوت فلسطين القوي الواحد والموحد المتمسك بالثوابت الوطنية.
وإذا كان الاحتلال يراهن على استمرار الانقسام ومحاولة تكريسه لتصفية القضية والتهرب من التزاماته الدولية؛ فإن من الواجب اليوم أكثر من أي وقت مضى توجيه ضربة قاضية إلى هذه الأوهام الإسرائيلية لتعزيز الشرعية الفلسطينية، واستعادة الوجه المشرق والديمقراطي للنظام السياسي الفلسطيني، ومخاطبة العالم أجمع بصوت واحد قادر على التأثير، وقادر على إبقاء قضية شعبنا رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه.
إن الاختبار الحقيقي يكمن بعد هذا الإعلان في تسلم حكومة الحمد الله مهامها في قطاع غزة، والقيام بواجباتها كاملة لحل كل مشاكل الغزيين، من إعادة رواتب الموظفين، وإنهاء محنة انقطاع الكهرباء، وتزويد المستشفيات جميعًا بالأدوية والمعدات الطبية، ثم إعادة فتح معبر رفح حسب ما اتفق عليه بين السلطة ومصر؛ لأن هذه الأمور إذا تحققت فسيشعر الشعب الفلسطيني عمومًا وفي القطاع خاصة بأن الأمور ستعود إلى مجراها الطبيعي، هذا من ناحية، أما النواحي السياسية المعقدة فمن الممكن حلها بالذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وفق ما هو منصوص عليه في الاتفاقيات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...