حنظلة بالطربوش العثماني.. هكذا يجوب رحالة فلسطيني أنحاء تركيا

تحت شعار “حنظلة بالطربوش العثماني”، قرر الرحالة الفلسطيني علاء الدين الفارس، أن يجوب مختلف ولايات تركيا سيرًا على الأقدام؛ تعبيرًا عن وفائه وشكره لشعبها الذي لطالما وقف بجانب القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك.

من مدينة نابلس الفلسطينية قدم الفارس إلى مدينة إسطنبول التركية التي وصلها قبل أيام، تمهيدًا لانطلاق رحلة تجواله سيرًا على الأقدام بين الولايات التركية، والتي سيبدأها اليوم بعد صلاة الجمعة من منطقة “الحرم” في أوسكودار بالطرف الأسيوي لإسطنبول، ليتوجه بعد ذلك إلى العاصمة أنقرة ومنها إلى بقية الولايات.

و”الحرم” هي أول محطة في القطار الذي كان يربط بين الحجاز ومدينة إسطنبول التركية قديمًا.

حكاية حنظلة

والفارس هو أيضًا ناشط إعلامي وشبابي، ويرفع شعار “حنظلة بالطربوش العثماني”، في إشارة منه إلى الحالة السيئة التي أصبحت عليها فلسطين بعد الدولة العثمانية.

و”حنظلة” هو أحد أشهر رموز الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وهو فتى صغير، عمره 10 سنوات، يدير ظهره للمشاهد، ويشبك يديه خلف ظهره، ويُعدّ أيقونة هوية ونضال الفلسطيني من أجل حقوقه.

وقال الفارس في حديث لوكالة الأناضول: “قدمت إلى تركيا ناشطا إعلاميا وشبابيا، لأعبر عن حبي ووفائي باسم أحرار فلسطين والعرب للشعب التركي، لأنه لم يقصّر يومًا بقضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وقررت أن أتجول في تركيا لأعبر عن هذا الشعور”، مضيفًا: “رسالتي تشير إلى أن حنظلة الذي كان يشكل أيقونة الثورة الفلسطينية، يدخل يومًا جديدًا، ومرحلة مختلفة”.

وتابع: “حنظلة يلبس اليوم الطربوش العثماني؛ لأنه أدرك أن فلسطين ضاعت بسبب تفرق العرب عن الأتراك، وفلسطين لن تعود إلا بتوحد العرب والأتراك تحت راية واحدة، وهذه رسالتي رحالةً فلسطينيًّا”.

رحالة السلام

وعن رحلته إلى تركيا قال الفارس: “قبل شهرين غادرت من فلسطين متوجهًا إلى الأردن، وآنذاك استقبلني السفير التركي لدى عمان، مراد قرة غوز، وبعد أن وصلت إلى هنا تواصلت مع مسؤولين أتراك، لأوصل لهم رسالتي”.

وأردف: “سأتوجه خلال رحلتي إلى أنقرة، وبعد الوصول إليها سأطلب من مجلس الوزراء التركي أن يتبنى مشروع الرحالة العرب والأتراك (مشروع الفارس)، ثم تطويره إلى مشروع رحالة السلام في العالم، وهو المرحلة النهائية”.

وبخصوص مشروعه وهدفه، قال: “نهدف من خلال هذا المشروع لتوصيل رسالة أن العرب يشكرون تركيا وشعبها على وقوفهم بجانبنا في فلسطين، ونصرتهم لنا”.

أهداف مستقبلية

وحول أهدافه المستقبلية، أشار إلى أنه “من المخطط لهذا المشروع بعد 3 سنوات، أن يجتمع تحت رايته خيرة الشباب العرب والأتراك، وبعدها بسنتين يضم جميع الشباب في الأمة الإسلامية، نحو توحيد الأمة والعمل على تحرير المسجد الأقصى”.

وأشار الفارس إلى أن “تركيا اليوم هي المقر الحقيقي للأحرار، وهي المفر والمأوى لهم”، مضيفًا: “منذ أول يوم قدمت فيه إلى هنا، أحببت تركيا، وأحببت أهلها، لأن هذه الدولة بالنسبة لي هي التاريخ، وتمثل تاريخ عائلتي السياسي من أجدادنا الذين كانوا متواجدين في الدولة العثمانية، وتمثل الفكر الحضاري المتطور، والذي من خلاله تمثل الفكر الذي سينهض بالأمة الإسلامية”. وتمنى على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومجلس الوزراء التركي تبني المشاريع التي يطرحها، نصرةً للقضية الفلسطينية.

وتابع: “أنا أعرّف الناس اليوم بهذه المشاريع التي تهدف إلى جمع الشباب نحو العدالة والحرية والحق (..) مهما كانت تركيا قوية، فلن تكون قوية إلا إذا كان العرب معها، وكذلك الأمر بالنسبة للدول العربية، والقيادة التركية تستحق أن يكون أحرار العرب خلفها”.

تركيا والقضية الفلسطينية

ولطالما ساندت تركيا القضية الفلسطينية، ووقفت بجوار الفلسطينيين على الصعيدين السياسي والإنساني، ولطالما قدمت مؤسساتها وهيئاتها ومنظماتها الخيرية المساعدات الإنسانية للفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو غيره من المدن الأخرى، وفق الفارس.

وظهر هذا الدعم جليًّا، والكلام للمتحدث نفسه، في الأزمة الأخيرة بمدينة القدس، ففي يوليو/تموز الماضي، قال أردوغان، إنّ المسجد الأقصى يعدّ شرف 1.7 مليار مسلم، وليس الفلسطينيون فقط، ولا يمكن للعالم الإسلامي أن يبقى مكتوف الأيدي حيال القيود المفروضة على الأقصى.

وجاءت تصريحات الرئيس التركي، على خلفية الأزمة التي شهدتها القدس المحتلة، خلال النصف الثاني من تموز/ يوليو الماضي، حينما قررت سلطات الاحتلال نصب بوابات فحص إلكترونية على مداخل الأقصى، وهو ما قوبل برفض فلسطيني قوي، أعقبه قرار برفض دخول المسجد، وأداء الصلوات في الشوارع.

وعاد الهدوء النسبي للقدس بعد أن قررت الحكومة الصهيونية رفع البوابات، وجميع الإجراءات الأخرى التي فرضتها على مداخل المسجد، بعد ضغط فلسطيني ودولي.