السبت 10/مايو/2025

المبعدة رسمية عودة.. أيقونة نضالٍ خارج فلسطين

المبعدة رسمية عودة.. أيقونة نضالٍ خارج فلسطين

عمرها من عمر قضيتها.. رسمية يوسف عودة (70 عاما)، أيقونة من أيقونات نضال الفلسطينيين في الخارج، قصتها تعبر عن روح المقاومة ضد المستعمر الصهيوني، فهي مارست حقا كفلته كل الشرائع السماوية بالنضال ضد الاحتلال.

الميلاد والنشأة

تعرف أيضا باسم رسمية يوسف، ورسمية ستيف، أو رسمية جوزيف، وهي مواطنة فلسطينية، ولدت عام 1948 في قرية لفتا بفلسطين، وتلقت التعليم الأساسي في مسقط رأسها، ومن ثم تلقت التعليم الإعدادي والثانوي في مدرسة بنات رام الله.

تخرجت المناضلة يوسف في معهد دار المعلمات الحكومي عام 1966، وعملت مدرسة رياضيات وعلوم بعد ذلك في مدرسة بنات عين يبرود الإعدادية.

النضال والعملية الفدائية
كأي مواطن فلسطيني على هذه الأرض، رفضت الاحتلال، وقاومته بكل قوة وعزيمة، فقد انضمت منذ شبابها إلى صفوف “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، ونشطت على مستوى المقاومة الشعبية ثم المقاومة العسكرية.

نفذت هي وعائشة عودة عملية سوق “محانيه يهودا” في قلب القدس المحتلة في القدس عام 1969، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة تسعة آخرين.

اعتقلها الاحتلال “الإسرائيلي”، وحكمت عليها محكمة “إسرائيلية” عام 1970 بالسجن مدى الحياة وقضت حوالي عشر سنوات في الأسر قبل أن تخرج ضمن صفقة تبادل أسرى.

فقد كانت رسمية عودة ممن شملتهم صفقة عملية “النورس” التي تمت بين منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وجيش الاحتلال “الإسرائيلي” الذي اشترط إبعادها هي وعدد آخر من المحررين والمحررات خارج فلسطين، فاستقرت في الأردن فترة من الزمن قبل أن تنتقل لاحقا إلى لبنان والأردن ومن ثم إلى الولايات المتحدة عام 1995.

في الولايات المتحدة والإبعاد عنها
حصلت رسمية عودة على الجنسية الأميركية، وعملت ضمن صفوف “شبكة العمل العربية الأميركية” في شيكاغو متطوعة ثم أصبحت مديرة مشاركة للمنظمة.

وأدينت رسمية في نوفمبر/تشرين ثانٍ 2014 بالحصول على الجنسية بشكل غير قانوني، ونقضت محكمة استئناف أميركية الحكم في فبراير/شباط 2016.

وقالت محكمة الاستئناف: إن القاضي حرم رسمية من فرصة تقديم الدليل الذي يفيد أنها لم تكشف عن سجنها في “إسرائيل” لمعاناتها من اضطراب ما بعد الصدمة.

وتقول السلطات الأميركية: إن رسمية عودة لم تفصح عن إدانتها بتهم قتل “الإسرائيليين” عند تقديم طلبها للحصول على الجنسية الأميركية، بينما تصر عودة على أن اعترافها بقتل “الإسرائيليين” كان تحت ضغط التعذيب.

وقالت رسمية في أبريل/نيسان 2017: إنها لا تعرف حتى الآن إلى أين ستذهب، وقالت وهي تغالب دموعها وتعانق عشرات من أنصارها أثناء مغادرتها قاعة المحكمة: “هذا ظالم للغاية وخطأ. أن يتمكنوا بسهولة من إبعادي عن هذا البلد بعد العيش 24 عاما هنا.. هذا خطأ”.

وفي منتصف أغسطس/آب 2017، تظاهر العشرات أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت مركز ولاية ميشيغان الأميركية؛ احتجاجا على قرار المحكمة ترحيل الأسيرة الفلسطينية المحررة رسمية عودة وسحب جنسيتها، وهي التي توصف بأنها أيقونة لنضال الفلسطينيين في الخارج. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب المحكمة بإنصاف رسمية عودة.

واليوم الخميس 21 أيلول 2017 وصلت الفلسطينية رسمية عودة إلى الأردن بعد إبعادها عن الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الأسيرة المحررة رسمية عودة (70 عامًا): إنها “منهكة وغاضبة” من قرار الولايات المتحدة إبعادها إلى الأردن، وإن المحكمة لم تسمع منها ولم تنصفها، وإنها عملت مساعدة لمدير شبكة العمل العربية الأمريكية التي تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية في شيكاغو طيلة سنوات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات