الأحد 30/يونيو/2024

غوليان باري.. موت السلطة والاحتلال يطارد أبو تبانة

غوليان باري.. موت السلطة والاحتلال يطارد أبو تبانة

تناوبت السلطة الفلسطينية والاحتلال على “قتل” جسده، فخلفت مرضا خطيرا أقعده عن الحركة، حتى وصل العجز في جسمه النحيل إلى (80%)، ورغم ذلك لا زالت أجهزة السلطة تطارده من محكمة لأخرى، رغم وضعه الصحي الحرج.

يجلس الأسير المحرر والطالب الجامعي، عز الدين أبو تبانة (23 عاما)، في منزله، بصعوبة فائقة، (فقد أعجزه المرض)، يسرد بدايات “المأساة”، لمراسلنا، وكأنه يعيشها اللحظة، تفاصيل دقيقة من الصعب أن ينساها، يقول: “اقتحمت عناصر الأمن الوقائي منزلنا، واعتقلتني فجر يوم (27/12/2012م)، ومكثت في التحقيق العنيف 33 يوما، تعرضت خلالها لصنوف من العذاب والإهانات”.
   
ويضيف: “شبحوني في العراء خلال تساقط الثلج، وأنا لا أرتدي إلا الملابس الداخلية، ويداي مقيدتان إلى الخلف، كما احتجزت في زنزانة صغيرة جدا، وأنا مقيد اليدين والرجلين، حيث اتهموني بتشكيل مجموعة عسكرية لمواجهة الاحتلال”.
           
لم تفلح ثلاثة قرارات إفراج من محاكم السلطة بإطلاق سرح “أبو تبانة”، فلم ير النور إلا بعد تعب وتدخلات من هنا وهناك، وتحديدا يوم (23/12/2012)م، فيما حالته الصحية متدهورة، يقول: “ذهبت بعدها للمستشفى، فكشفت الفحوصات الطبية عن معاناتي من تضخم في الكبد والطحال والرئتين!”.

زنازين الاحتلال
أيام قليلة مكثها أبو تبانة في منزله، فقلبه لم يدفأ بعد من أحضان والدته، حتى داهمت قوة احتلالية بيته، واعتقلته وحولته إلى مركز تحقيق عسقلان، ليقضي 45 يوما، في رحلة عذاب جديدة لا تقل شأنا عن سابقتها، يقول: “قدمتني سلطات الاحتلال للمحكمة العسكرية، وحكمت علي بالسجن الفعلي 27 شهرا، وغرامة مالية قيمتها 12 ألف شيكل، وأفرج عني يوم 23/3/2015م”.

مرض خطير جدا

“خرجت من السجن، وأنا في حالة انهيار كامل، لا أقوى على الحركة أو المشي، أكابد، أتألم”، يقول أبو تبانة، ويضيف: “تزوجت، وقلت لعلي استعيد حيويتي ونشاطي وصحتي، ولكن دون جدوى، ففي شهر آذار من عام 2016م، راجعت المستشفى فتبين بعد الفحوصات أنني مصاب بمرض فيروسي خطير يسمى (غوليان باري) يضرب الجهاز العصبي، ما أدى إلى إدخالي المستشفى”.

ويتابع سرد قصته، وهو يتلوى من الوجع، “مكثت بالمستشفى شهرا كاملا، أجريت خلاله عملية تغيير بلازما الدم، وخرجت إثرها، ولكن حالتي الصحية تردت من جديد، وعدت إلى المستشفى مرة أخرى، وعجز الأطباء عن علاجي، وأبلغت أنه لا علاج لي إلا في الخارج أو المستشفيات الإسرائيلية!!.

ويضيف عز الدين أبو تبانة، وهو في حالة يرثى لها، وقد خيم عليه الحزن واليأس: “سلطات الاحتلال منعتني من السفر للعلاج، وكذلك لم تصدر لي تصريحا للعبور إلى مستشفيات الداخل المحتل.. والله المستعان”.

استدعاء السلطة

“كل ما سلف لم يشفع لي عند ذوي القربى”، مستهجنا، يتابع: “استدعاءات محكمة السلطة لم تتوقف، حتى وأنا في سجون الاحتلال”، والأنكى من ذلك ، “لقد خرجت من سجون السلطة بالبراءة، وبالرغم من ذلك اعتقلت من جديد، لمدة ثلاثة أيام، وخرجت بعد دفع كفالة مالية مقدارها 1000 دينار أردني، لم أستردها حتى الآن”، كما قال.    

وهو يمسك بتقرير رسمي من وزارة الصحة، يظهر عجزه الطبي بنسبة وصلت إلى 80%، يقول: “استدعتني أجهزة السلطة عدة مرات إلى المحكمة، وأنا مريض جدا، ولا أقوى على الحركة، (وكان آخرها يوم 13/9/2017م)، لا أدري ماذا يريدون مني،  فانا لا أقوى على المشي والحركة، وتقرير وزارة الصحة نفسها يؤكد أنني عاجز عن الحركة.

الوالد يناشد
الدكتور عدنان أبو تبانة القيادي في حماس، والأسير المحرر، يتألم على حال ابنه الصحي، ويتألم أكثر لملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بلا مبرر أو سبب، حمل فحوصات وتقارير ابنه “عز الدين” كافة، وهمّ بالسفر إلى عمان قبل أسبوع لعرضها على الأطباء هناك، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح له بالسفر، فبات قلقا جدا على مصير ابنه المجهول.

يقول الوالد، في حديث خاص، لمراسلنا: “من المعيب أن يلاحق ابني من محكمة فلسطينية، وإعادة محاكمته على تهم حوكم عليها عند الاحتلال نفسه!! رغم حالته المرضية الخطيرة”.
 
يضيف: “الأصل في السلطة أن تهتم بصحته، وتعمل على تنسيق السفر له للعلاج، سواء في الخارج أم  بمستشفيات الداخل المحتل، ويناشد، المؤسسات الحقوقية والدولية التدخل لمساعدته ونجله للسفر من أجل العلاج. 


عدنان أبو تبانة ونجله عز الدين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات