الأحد 04/مايو/2025

إيجابية حديث هنية تنتظر موقف عباس

مصطفى الصواف

استمعت لما قاله السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في المؤتمر الذي عقده في معبر رفح بعد عودته من زيارة القاهرة الثلاثاء 19 9-2017، تحدث خلاله بشكل مجمل عن مباحثات وفد حركة حماس مع وزير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي وطاقمه في قضايا كثيرة وملفات تتعلق بالشأن الفلسطيني والقدس والمصالحة والعلاقات مع مصر والوضع الأمني ووضع القضية الفلسطينية ودور مصر فيها.

وعبر هنية في كلمته عن التقدير والاحترام لمصر ودورها الرائد ومكانتها المعتبرة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأثنى هنية بلغة دبلوماسية على الحفاوة والاستقبال المصري لوفد قيادة حماس خلال الزيارة والاهتمام من قبل المخابرات المصرية في ما طرح من نقاش حول كثير من الموضوعات دون تفاصيل.

هنية كان حذرا من الحديث عن وعود مصرية وآمال يمكن أن تتحقق من خلال هذه الزيارة، وأعتقد أنه محق في ذلك لأن التجربة تفرض الحذر وعدم الإفراط في التوقعات، وهذا ما يجب أن يتمتع به المسئول، لأن الحديث عن وعود يمكن أن تتحقق يحتاج إلى واقع يؤكدها ويثبت مصداقيتها رغم تركيز هنية على أن حماس سعت إلى بناء علاقات استراتيجية مع مصر.

هنية تحدث بلغة الواثق من موقف حركته الموحد حول العلاقة مع مصر وحول الموقف من المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وأبدى حرصا على إتمامها، وأن حركته قدمت كل ما يلزم في سبيل وحدة الصف الفلسطيني معرجا على الاتصال الذي جرى بينه وبين محمود عباس بعد الموقف الذي أعلنته حماس بكل ثقة ودون تردد من أجل مصلحة الوطن والقضية.

حماس قالت بكل وضوح إنها تنتظر قدوم حكومة الوفاق من أجل أن تتحمل مسئولياتها عن قطاع غزة، وأن حماس ستعمل بكل طاقاتها على تمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة بعد تخليها عن مسئولياتها منذ توقيع اتفاق الشاطئ تحت حجج ومبررات واهية.

ندرك أن قرار الحكومة وحركة فتح لا يملكه سوى محمود عباس، لذلك لم نسمع موقفا واضحا من قبل الحكومة وفتح من المصالحة رغم الترحيب بموقف حماس؛ ولكن دون تحديد موقف من المصالحة والعمل على البدء بإنهاء الانقسام وأول الخطوات وقف العمل بالإجراءات العقابية ضد قطاع غزة وقدوم حكومة الحمد لله للقيام بمهامها حتى تدور عجلة المصالحة وإنهاء الانقسام، ورغم ذلك استمعنا إلى تصريحات مواقف غير مسئولة من قبل بعض قيادات حركة فتح بشكل يعطي انطباعا بأن هذا الفريق من قيادة فتح ينطلق من منطلقات الحقد والكراهية واجترار الماضي والإصرار على بقاء حالة التشظي قائمة بين الوطن والفرقة بين أبنائه.

موقف فتح لا يُسمع إلا من قبل محمود عباس، ودون ذلك هو هراء وفقاعات في الهواء لا قيمة لها، ولكن موقف واضح من محمود عباس يفتح الباب واسعا للتكهن والتشكيك والغموض فيما هو قادم.

قد يكون هناك مبرر لعدم تحديد موقف من قبل فتح كون أن محمود عباس في نيويورك، وهناك لقاء مع (الرئيس) الأمريكي ترمب، وعباس ينتظر الموقف الأمريكي كون أن عباس لا زال يراهن على الموقف الأمريكي رغم الوضوح الكامل لهذا الموقف.

ليس من المنطق من وجهة نظر عباس الحديث بإيجابية عن العلاقة بينه وبين حماس التي يصفها ترمب بأنها “إرهابية”، وهذه الإيجابية لو حدثت يعني أنها ستشكل عاملا مزعجا لترمب وربما يكون سلبيا على العلاقة التي يتوقعها عباس من أمريكا.

والسؤال: متى يتحرر القرار الفلسطيني من الرهانات على أمريكا وغيرها؟ متى سيكون القرار الفلسطيني مستقلا وغير مرتبط برضى هذا الطرف أو ذاك؟ فقط هذا القرار يجب أن يخدم مصلحة الشعب والقضية.

دعونا لا نغرق في التحليل، وننتظر قليلا، ونبني على بعض المؤشرات الإيجابية في تصريحات بعض القيادات الوازنة في حركة فتح دون نظر إلى تخاريف بعض الحاقدين والمنتفعين من حالة الانقسام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات