الإثنين 12/مايو/2025

قاسم: خطاب عباس كرر الأخطاء السابقة ولم يأت بجديد

قاسم: خطاب عباس كرر الأخطاء السابقة ولم يأت بجديد

قال أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم: إن خطاب رئيس السلطة محمود عباس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مساء أمس الأربعاء، لم يأت بجديد، وإنما كرر الأخطاء السابقة نفسها.

ويرى قاسم أن خطاب عباس كان استجدائيا يستدر عطف الآخرين، “في هذا رسالة واضحة لإسرائيل أننا أضعف من أن نصنع شيئا، وكل ما نملكه هو استدرار العطف”.

وأضاف، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن هذا الأسلوب يقلل من هيبة الشعب الفلسطيني.

وفي حديثه عن الأخطاء في خطاب عباس، قال: إنه استخدم في خطابه مصطلح “فلسطين التاريخية”، وهذا خطأ فادح، والصحيح هو “فلسطين الانتدابية”، كما تحدث عن مرور 50 سنة على الاحتلال، والصحيح هو 70 سنة، وهذا يعني أنه أسقط الأراضي المحتلة عام 1948.

وأضاف أن عباس لم يتحدث عن الحق بالمقاومة، وإنما تحدث عن القانون الدولي والشرعية الدولية، في حين أن القانون الدولي يعطي الحق للشعب الواقع تحت الاحتلال بالمقاومة.

وقال: “عباس يريد القانون الدولي ضد الإرهاب، ولا يريده ضد الاحتلال، مع أن الاحتلال هو إرهاب واستعمال للقوة ضد المدنيين لتحقيق أهداف سياسية، وهذا هو التعريف الأمريكي للإرهاب”.

وأرجع ذلك إلى أن عباس لا يمتلك نقاط قوة، ولا يريد امتلاكها أصلا، متسائلا: “من يصرّ على ضعفه، كيف يمكن له أن ينجز شيئا مهما لشعبه؟”.

وفيما يتعلق بالتلويح بحل السلطة ومراجعة الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، أشار قاسم إلى أن عباس سبق له في خطابه العام الماضي أن قال: إذا كانت “إسرائيل” لا تلتزم بالاتفاقيات فنحن لن نلتزم بها، لكن ما جرى هو أن الكيان استمر بعدم التزامه بالاتفاقيات، في حين التزمت السلطة بها، وفق تعبيره.

ورغم أن عباس لوّح بحل السلطة، إلا أن قاسم  قال: إنه لا يملك الشجاعة لكي يقدم على هذا الأمر، مبينا أن هذا الأمر يحتاج إلى قائد شجاع لديه استعداد ليقود الشعب بطريقة سليمة وعادلة ويوزع الثروة على الجميع.

وأضاف: “هذا لن ينجح لأن هناك “حيتانًا” من أصحاب المصالح، وإذا أراد حل السلطة فسيتوقف تدفق الأموال من إسرائيل وأمريكا، وسيصبح حال الضفة مثل حال غزة، فهل القيادات الموجودة برام الله مستعدة للعيش بحياة مشابهة لغزة؟ لا أعتقد”.

ورأى قاسم أن أخطر ما جاء في الخطاب هو التنازل عن الأراضي المحتلة عام 48، وعدم التركيز على قضية اللاجئين، باستثناء ذكر بعض القرارات الدولية المتعلقة بحق العودة.

وقال: إن قضية اللاجئين يجب أن لا تكون مرتبطة بالسياسة الدولية، وإنما هي مبدأ إنساني ثابت، ويجب الإصرار عليه باستمرار.

ولفت إلى أن عباس امتدح حلّ حركة حماس اللجنة الإدارية، لكنه بالمقابل لم يقدم شيئا من جانبه لإنجاح المصالحة والوحدة.

وقال: إن عباس في الوقت الذي تحدث عن “الإرهاب المحلي”، ويقصد به من يحمل السكاكين، فإنه لم يقرن الإرهاب بالاحتلال، وكان يجب أن يركز على أن الاحتلال هو الإرهاب، وأن كل من يدعم الاحتلال هو إرهابي، وأن يبرز ذلك للعالم.

وأضاف أن الخطاب ألصق صفة الإرهاب بشعبه، في حين أن شعبه يمارس مقاومة مشروعة.

ورأى أن هذا الخطاب لن يكون له تأثير على المجتمع الدولي، ولن يصنع شيئا، لأن المجتمع الدولي المتمثل بالجمعية العمومية ليس فاعلا، وإنما الفاعل هو أمريكا وبعض دول أوروبا و”إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات