الأحد 04/مايو/2025

التهريب على المعابر.. انتشار بين الكبار وملاحقة لـالصغار

التهريب على المعابر.. انتشار بين الكبار وملاحقة لـالصغار

اتخذت الجمارك الفلسطينية على معبر الكرامة منذ أيام قرارا بتشديد العقوبات على عمليات التهريب على معبر الكرامة على الحدود مع الأردن في ظل فشل كبير في ضبط حركة التهريب التي تتم بمستويات مختلفة.

وتفاجأ المواطنون بقرارات جديدة في استراحة أريحا تشمل تحويل أي شخص يضبط معه خمسة “كروزات” سجائر فأكثر إلى المحكمة، وحجز جواز سفره لحين دفع غرامة باهظة إجبارية، علما أن الإجراء السابق كان يكتفي بالمصادرة.

ويشير المواطن أنس صوافطة لمراسلنا والذي يسافر كثيرا على معبر الكرامة: إن مثل هذه الإجراءات تستهدف بشكل رئيسي “تجار الشنطة ” الصغار ممن يعدون جزءا من شبكات التهريب الفردية والجماعية التي يلاحظها أي مسافر على معبر الكرامة، ولكنها لا تصيب كبار التجار من المهربين.

شبكات واسعة
وبحسب بيانات للضابطة الجمركية كانت نشرتها في وقت سابق، تشير إلى وجود أكثر من (400) تاجر شنطة على معبر الكرامة يتحركون بشكل يومي، وأغلبهم يعملون في تهريب السجائر والمعسل والتمباك، فيما تختلف التقديرات حول حجم التهرب الجمركي الذي يحدثونه، والذي يقدر بأنه لا يقل عن 200- 150 مليون دولار سنويا.

ويلاحظ مؤخرا انتشار إجراءات جديدة في تتبع حركة المسافرين، فمثلا في كل معابر العالم ينتهي تفتيش المسافر فور خروجه من المعبر، علما أن المسافر الفلسطيني يمر من الجمارك الإسرائيلية  ثم الفلسطينية، ولكن مؤخرا بدأ يلاحظ نصب كمائن لمركبات النقل العمومي للمسافرين على الطرق الرئيسية؛ حيث تفتش حقائبهم مرة أخرى على مفارق الطرق ومداخل المدن وهو ما تسبب بحالات شجار وإزعاج.

ويعبر المواطن أمجد المصري لمراسلنا عن استيائه من موقف مشابه حصل معه، مشيرا إلى أن على الضابطة الجمركية بدل أن تنصب الكمائن لمواطن يحوز عددا محدودا من “كروزات السجائر” أن تنشط في مكافحة كبار المهربين، وبعضهم مرتبط بعلاقات مع مسئولين تسهل إدخاله لكميات كبيرة بسلاسة.

كبار المهربين!
ويؤكد متابعون ومراقبون لمراسلنا أن كل هذه الإجراءات لن تكون فعالة، لأن هناك حالات يكون فيها كبار المهربين مرتبطين بعلاقات شراكة مع ضباط كبار؛ فإذا وصل المعبر يكون في استقباله، فيدخل دون تفتيش ومرور على الجمارك.

وأضافوا: إنه إضافة إلى ذلك، فإن طبيعة المعبر وعدم سيطرة الفلسطينيين؛ عليه يحدث ثغرات كبيرة تساعد المهربين، فالمسافر ينتقل من الجانب الأردني إلى الجانب الصهيوني، وهناك ينتقل بحافلة إلى استراحة أريحا حيث الجانب الفلسطيني، ولكن قسما من المهربين لا ينقلون بضائعهم إلى استراحة أريحا معهم كمسافرين، وإنما يهربونها من خلال سيارة النقل العمومي التي تنقل مسافري القدس، وتحمل لوحة تسجيل إسرائيلية مباشرة من المعبر الإسرائيلي مقابل مبالغ مالية متفق عليها.

وبحسب المصادر؛ فإن الجمارك الصهيونية شددت من رقابتها على هذه المركبات مؤخرا، ولكن تبقى الثغرات موجودة.

ويتساءل كثيرون لمراسلنا وفي أحاديثهم: ولكن ماذا عن الذين يدخلون كميات كبيرة بالاتفاق وبالتواطؤ ويغض الطرف عنهم، وبعضهم له علاقات مع ضباط أردنيين و”إسرائيليين” وضباط في السلطة؟ متى سيعاقب ويحاسب هؤلاء ممن يدخلون كميات تجارية كبيرة تضر فعلا بالاقتصاد الوطني؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات