لماذا تتحمل واشنطن سبب تصاعد أزمتها مع بيونغ يانغ؟
وسط تصاعد قوة ونفوذ دول مختلفة حول العالم، على حساب الولايات المتحدة، في السنوات القليلة الماضية، وتعمق العجز الاقتصادي الأمريكي وتراكم ديونه، يتساءل مراقبون عن السياق الحقيقي لتصاعد الأزمة مع كوريا الشمالية مؤخرًا.
ويلقي كثير من المراقبين، ومنهم أمريكيون، باللائمة على واشنطن في تصاعد الأزمة الأخيرة، وقد اتهمتها الصين بالفعل في أكثر من مناسبة بإخافة بيونغ يانغ ودفعها نحو التسلح، من خلال نشر منظومات صاروخية في كوريا الجنوبية واليابان.
ولفت تقرير حديث لمجلة “غلوبال تايمز” الصينية، إلى قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، مؤخرًا، بالسماح لحلفائه في شرق آسيا بشراء كميات كبيرة من أحدث الأسلحة وأكثرها فتكًا من بلاده، وما أعقبه من تمرير لميزانية ضخمة لصالح وزارة الدفاع في مجلس النواب.
تلك الميزانية التي تعاني من ضغوط بلوغ سقف الدين الأمريكي العام مرحلة الخطر، الأمر الذي يعني ضعف ثقة الدائنين المحليين والخارجيين بقدرة الاقتصاد الأمريكي على الوفاء بالتزاماته المالية، إلا من خلال تخويف الجانبين، على السواء، من خطر يتهددهما، وهو إن لم يكن في هذه الحالة “الإرهاب” العالمي، فإنه أقرب عدو جغرافيًّا إلى الأراضي الأمريكية؛ كوريا الشمالية.
ويشكك التقرير، إلى جانب تقارير أخرى عديدة صدرت مؤخرًا، في رغبة الولايات المتحدة بحل الأزمة الكورية، وكما فشلت سابقًا في تحييد خطر الإرهاب، بل تسببت بتصاعده، فإنها اليوم تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية واستراتيجية، في إطار سعيها الحثيث لتضييق الخناق على أي منافسين حقيقيين على الساحة الدولية، مثل الصين وروسيا، دون الاضطرار للدخول في صراع مباشر معهما.
وبالفعل، فقد أكد تقرير لمجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية، نهاية أغسطس/آب الماضي، أن أي حرب مباشرة في المستقبل المنظور، بين القوتين والولايات المتحدة سيؤدي إلى “تحطيم” الأخيرة، بتعبير المجلة، وعزت ذلك إلى التطور الكبير والمتسارع في قوتهما العسكرية المضادة للمنظومة الأمريكية التي تعتمد على أحدث التقنيات والرادارات والأقمار الصناعية.
ومع ضعف التزام واشنطن بتعهداتها تجاه حلفاء كثر حول العالم، من أوروبا، التي أكدت على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبل أيام، أنها لن تقف مع أمريكا في حرب مع كوريا الشمالية، إلى باكستان التي تتهم حليفها القديم بالتخلي عنها لمصلحة الهند، مرورًا بتركيا، التي أبدت غضبًا كبيرًا من الحلف الأمريكي الكردي الأخير، فإن موقف واشنطن الحالي يبدو أكثر ضعفًا، وهي بحاجة إلى خلق أخطار حقيقية تدفع دولًا إلى الارتماء في أحضانها بشكل كامل.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...