الخميس 08/مايو/2025

مخيم عين الحلوة.. بين الطبخ السياسي وفن الممكن

 محمد أبو ليلى*

في علم السياسية، تعرّف السياسة بفن الممكن، وهي مهارة تعني ببساطة أن نتحرك في المهام التي تُوكل إلينا بالمتاح من الموارد وليس بما ينبغي أن يتاح من موارد. وحديثاً عرّفت بفن اختيار المقادير، فالطباخ السياسي عليه أن يحسن اختيار مقادير طبخته، وإن لم يحسن اختيارها فإن الأثمان حتماً ستكون عالية.

وبين فن الممكن وفن اختيار المقادير يحاول السياسيون التسديد والمقاربة لحقيقة ما يدور في أروقة مخيم عين الحلوة والذي يشغل بال السياسيين والأمنيين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ربما، ولكنهم كانوا يتوصلون إلى حائط مسدود، فلا بالموارد المتاحة حققوا مكاسب، ولا بالطبخ استطاعوا أن يخرجوا طبقاً بطعم الانتصار.

والسؤال المشروع الذي دائما يسأله البعض: لماذا؟؟ مع أن المعطيات والموارد المتاحة توصل إلى تحقيق مكسب سياسي ينقذ مئة ألف إنسان في موقع جغرافي لا يزيد عن الكيلومتر مربع ونصف، وأن مقادير الطبخة تم اختيارها بدقة متناهية، ولكنها “باظت” فجأة!!

طالما أنها تصب في خانة خدمة القضية الفلسطينية، وهنا بيت القصيد.

إن استهداف مخيم عين الحلوة يكمن بأجندة العبث السياسي الذي يمارسه البعض بغية استهداف أحد أهم ركائز القضية الفلسطينية؛ ألا وهي قضية اللاجئين وحق العودة إلى فلسطين.

وإن تحقيق هذا العبث يكمن باستهداف الاستقرار في مخيم عين الحلوة واستهداف كل مقومات الصمود للوصول إلى إنهاء مخيم عين الحلوة باعتباره هو الآخر أحد أهم ركائز الوجود الفلسطيني في الشتات.

إن الطبخة السياسية التي تحاك بطعم العبث لن تفلح إنّ تم مواجهتها بطبخة سياسية أكثر حنكة وصلابة، وهذا ما هو مطلوب اليوم.

فلسان حال أهالي عين الحلوة يردد باستمرار إنّ المخيم “بات قاب قوسين أو أدنى” من فنائه وإنهاء وجوده لا سمح الله.

* باحث وناشط سياسي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات