واشنطن وإسلام أباد.. ضغوط متبادلة أم نهاية حلف قديم؟

منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالدترامب، في 21 أغسطس/آب الماضي، عن خطة بلاده الجديدة في أفغانستان، شهدت جارتهاباكستان، امتعاضًا أشعل تراشقًا غير مسبوق بين الحليفين القديمين، واشنطن وإسلامأباد.
فقد اتهم ترامب في خطابه باكستان بالتراخي في مواجهة “الإرهابيين” عبر الحدود، ما جعل منها مأوًى لهم، ومنطلقًا لعملياتهم.
من جانبها، ردت إسلام أباد في احتجاج على تلك التصريحات، بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير خارجيتها، خواجا محمد آصف، نهاية الشهر نفسه، إلى واشنطن، وتوجه بدلًا منها إلى الصين وإيران وتركيا، وأعلن أنه سيلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الأمم المتحدة، لمناقشة الملف الأفغاني.
وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، نشرت أمس الأول السبت، وفي أول تعليق رسمي على موقف الإدارة الأمريكية الجديد، قال “آصف”: إن حركة “طالبان” لا تحتاج إلى مأوى في بلاده، فهي لا تزال تسيطر على 40% من مساحة أفغانستان، في فشل واضح لواشنطن وحلفائها.
ولم يكتف “آصف” بذلك، بل ذهب إلى حد وصف استراتيجية ترامب الجديدة/القديمة، القائمة على استخدام القوة وإرسال المزيد من القوات، بـ”الحماقة” التي فشلت وستفشل، بحسب الصحيفة.
دفعت تلك التطورات العديد من المراقبين إلى التساؤل عن إمكانية انتهاء التحالف الأمريكي الباكستاني، الذي استمر عقودًا، وتمحور حول الملف الأفغاني إلى حد كبير، منذ الحرب الباردة مرورًا بالغزو السوفييتي لأفغانستان، وصولًا إلى الحرب الأمريكية على “الإرهاب”.
ومما يشجع على القول بقرب انتهاء ذلك التحالف هو التقارب الأمريكي الهندي الكبير، الذي شهدته السنوات الأخيرة، من جهة، مقابل التحالف الوثيق، الذي خلقته الحاجة الاستراتيجية والاقتصادية المتبادلة، بين الصين وباكستان، من جهة أخرى.
من جهة أخرى، رأى تقرير لمجلة “جيوبوليتكل فيوتشرز” الأمريكية، صدر أمس الاثنين، أن ما يجرى هو ضغوط متبادلة من الجانبين، لإعادة تشكيل تفاهمات تضمن لكل منهما مصالحه في المنطقة؛ فباكستان غير معنية بعداوة مع الولايات المتحدة، والأخيرة قد لا يكون من صالحها خسارة باكستان تمامًا لصالح معسكر صيني-روسي-إيراني، أو إحداث فجوة جديدة في المنطقة لن تكون قادرة على منع منافسيها من ملئها.
يُشار أن خطة ترامب الجديدة تتضمن إرسال نحو 3900 جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، ليصبح مجموع قواتها هناك نحو 12300 جنديًّا، والسماح لهم بمحاربة طالبان بقواعد اشتباك أكثر حرية، ما يعني القضاء على آمال التوصل مع الحركة إلى تسوية سلمية، كانت إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، قد بدأت خطوات نحوها، كما يعني تأجيج الشارع الأفغاني، مع تصاعد حوادث مقتل مدنيين في عمليات الجيش الأمريكي وحلفائه، منذ الإعلان عن الخطة الجديدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

أنصار الله: الملاحة في المطارات الإسرائيلية غير آمنة
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية "أنصار الله"، أن الملاحة الجوية في المطارات الإسرائيلية باتت غير آمنة، مشيرة إلى أن...

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...