الذهب الأسود.. بوابة البوسنة لجني المليارات من أوروبا

عام 1989، فازت شركة النفط الأمريكية “أموكو”، بالحق الحصري للوصول إلى حقول النفط في البوسنة، وانضمت إليها الشركة الاستشارية البريطانية “إكسبلوريشن كونسلتانتس ليمتد” لإجراء أعمال بحث وتنقيب استكشافية عن النفط.
وأسفرت الجهود عن العثور على حقل نفطي شمالي البلاد، وآخر في الجنوب، بحسب وكالة الأناضول.
ومع ذلك، حالت حرب البوسنة في التسعينيات دون بدء الاستثمار النفطي وأعمال الحفر وتوقف ذلك لمدة عقدين تقريبا.
حقل “أوراسجي” في الشمال، الذي يعدّ أكثر الحقول الواعدة من الناحية الاقتصادية بين الحقول الموجودة بين كيانين (اتحاد البوسنة وجمهورية صرب البوسنة)، يحتوي على 180 مليون برميل نفط.
وإذا استطاعت البوسنة اللعب بهذه الورقة، فإنها بذلك يمكن أن تفسح المجال لنفسها لتكون موردا رئيسًا لـ”الذهب الأسود” إلى أوروبا. ومع هذا الاكتشاف في البوسنة، يمكن أن تخفّض البلاد الأسعار، ويمكن أن تصدّر لجيرانها.
وتشير تقديرات أخيرة لشركة النفط الأسترالية “كي بتروليوم” إلى أن المنطقة الفيدرالية “اتحاد البوسنة” تحتوي على 600 مليون طن من الاحتياطيات النفطية.
ومنذ 12 سبتمبر/أيلول 2017، بلغ سعر البنزين الخالي من الرصاص للتر الواحد في البوسنة 0.87 يورو (دولار واحد)، في حين أن أسعار الكويت الغنية بالنفط لم تتجاوز (28) سنتاً للتر الواحد.
وفي الوقت الراهن، لا تصدر البوسنة النفط، ولكن في 2013، قدرت الواردات بـ 20.690 ألف برميل يوميا.
ومنذ بدء الاختبارات، أظهرت 70 حفرة (ضمن أعمال التنقيب) عن نتائج إيجابية.
ويعود البحث عن النفط في البوسنة، إلى زمن الإمبراطورية النمساوية – المجرية عندما اكتشف أول حقل نفطي في جبل ماغيفيكا بالقرب من توزلا وبركو شرقي البوسنة في 1898.
وفي 2016، أعربت شركة النفط الفرنسية العملاقة “توتال” عن اهتمامها باستكشاف النفط والغاز في البوسنة، وأبدت استعدادا لتقديم عقد بمليار دولار.
لكن “توتال”، لم تكن الشركة الأولى التي أعربت عن اهتمامها بالاستكشاف فى البوسنة بعد الحرب، فهي ثالث شركة حتى الآن.
ودخلت “شل إكسبلوريشن”، في محادثات، ولكنها انسحبت في سبتمبر/أيلول 2016، بعد أن غيّرت حكومة البوسنة قانون التنقيب عن النفط والغاز.
وفي ديسمبر/كانون أول 2015، أعربت “كي بتروليوم” الاسترالية أيضا عن اهتمامها.
وخططت الحكومة البوسنية لإطلاق دعوة عامة للتعبير عن اهتمامها باستكشاف النفط والغاز في اتحاد البوسنة، بحلول نهاية نوفمبر/تشرين ثان 2016، لكنها أرجأت الإعلان لوقت لاحق.
إحدى الوسائل التي تنقَل من خلالها طاقة البوسنة هي عبر خط الأنابيب الأيوني-الأدرياتيكي، وهو خط أنابيب غاز طوله 516 كيلومترا يمتد من فيير في ألبانيا مرورا بالجبل الأسود والبوسنة وينتهي في كرواتيا.
وكانت شركة سوكار الأذرية، قد أنشأت المشروع برعاية الاتحاد الأوروبي.
وفي مايو/أيار 2017، وقعت ألبانيا والبوسنة وبلغاريا وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا والجبل الأسود، اتفاقا مشتركا لتطوير خط أنابيب للغاز الطبيعي، يمكن أن يوقف اعتمادها على الغاز الروسي.
وحظي المشروع بدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، وسيكون الخط ثنائي الاتجاه، ويربط بخط “ترانس أدرياتيك بايبلاين” الذي سيبدأ من اليونان عبر ألبانيا والبحر الأدرياتيكي، إلى إيطاليا وإلى أوروبا الغربية.
ومن المقرر أن ينقل خط الأنابيب الأيوني – الأدرياتيكي 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.
وفي يناير/ كانون ثان 2009، كادت البوسنة وجيرانها الذين يعتمدون اعتمادا كبيرا على الغاز الروسي، أن يتجمدوا، بسبب النزاع بين روسيا وأوكرانيا على السعر الذي ينبغي أن تدفعه الأخيرة.
وفي ذلك الوقت، تدفق حوالي 70 فى المائة من الغاز الروسي عبر خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية إلى أوروبا بما فيها البوسنة.
ولكن في ظل هذا الاحتكار الذي تمارسه روسيا على الغاز، باستخدام الوسائل السياسية للسيطرة على دول البلقان، وهو ما يسعى الاتحاد الأوروبي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لوقفه، فإن خط الأنابيب الأيوني – الأدرياتيكي يمكن أن يكون سببا لاندلاع “حرب طاقة” مع روسيا.
ولكن البوسنة أيضا، قادرة على الاكتفاء الذاتي بنسبة 41 بالمائة من جميع الاستهلاك المستمد من مصادر الطاقة المتجددة.
وتولد البلاد 40 بالمائة من الطاقة المائية و60 بالمائة من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم.
وفي 2016، كانت هناك زيادة بنسبة 10 بالمائة، في إنتاج مناجم الفحم؛ ما يعني زيادة كبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومن أجل خفض الانبعاثات، ستبني البوسنة محطة رياح تبلغ طاقتها 48 ميغاواط في موستار جنوب البلاد، بتكلفة قدرها 74 مليون دولار، كما تخطط لبناء محطة توليد للطاقة النووية بطاقة 48 ميغاواط أخرى، في “بودفيليزجي” بالقرب من موستار فضلا عن توليد 500 ميغاواط أخرى من طاقة الرياح على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وتقع البوسنة في موقع رئيس؛ لأنها قادرة على تصدير الطاقة بسبب قدرتها المائية.
وإذا كان بإمكانها أيضا توقيع صفقة مع شركة توتال أو شركة نفط أخرى، فإنها ستصدر قريبا النفط أيضا، وبهذا ستدفع جميع ديونها، وتعيد بناء البلاد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قتلى وجرحى في تفجير مبنى بقوة من لواء غولاني برفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...

الاحتلال يحول الصحافي الفلسطيني علي السمودي إلى الاعتقال الإداري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافي الفلسطيني علي السمودي من جنين، شمالي الضفة الغربية،...

“موت ودمار لا يمكن تصوره”.. منظمة دولية تطلق نداءً لوقف النار في غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت "منظمة أوكسفام الدولية"، نداءً مفتوحًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من استمرار الكارثة...

شهيد وإصابات برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية...