الجمعة 28/يونيو/2024

ما بين غزة ومكة .. حكاية المشاعر المحفوفه بـالأشواك

ما بين غزة ومكة .. حكاية المشاعر المحفوفه بـالأشواك

رحلة إيمانية إلى البيت العتيق فاز بها حجاج غزة، ملبين دعوة إبراهيم عليه السلام، ومؤدين ركن الإسلام الأعظم.. امتزجت فيها مشقة السعي والطواف، مع سعادة القلب بأداء فريضة الحج؛ حيث رجاء غفران الذنوب ورفعة الدرجات.

عاد حجاج غزة من بيت الله الحرام، تحملهم الأشواق إلى ديارهم وأهليهم، وما إن وطئت أقدامهم أرض معبر رفح البري حتى تسابق الأبناء والأقارب لتقبيل رؤوسهم وأقدامهم، مستبشرين بعودتهم سالمين من الديار الحجازية.

أجمل أيام العمر

سعادة تعجز عن وصفها الكلمات رافقت الحجيج خلال رحلة الذهاب والعودة؛ وهو ما حكاه الحاج نمر أبو زرقة، والتي امتزجت دموع شوقه بفرحة العودة ورؤية الأهل والأحباب، بعد تسجيله للحج قبل 10 أعوام؛ ليكون له نصيب الحج هذا العام.

ورغم التعب والمشقة التي كابدوها أثناء رحلة سفرهم وعودتهم أوضح أبو زرقة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن رحلتهم كانت إيمانية بامتياز، واصفًا تلك الأيام التي قضوها بأنها أجمل أيام العمر.

ولم يخف أبو زرقة سعادته بوصوله إلى أرض الوطن بالرغم من وجوده في أطهر بقاع الأرض، قائلاً: “إن قطاع غزة، بكل ما فيه من مشاكل وصعاب، لا يقدر بثمن، ولا يستغني عن ذرة تراب من أرضه”، داعيًا الله أن يحفظ الأهل في قطاع غزة، وأن يفرج كربة الشعب الفلسطيني.

وبوجه مليء بالفرحة والسعادة بدأ الحاج أكرم أبو سنيمة وصف رحلة الحج بأنها ميسرة وسهلة، واصفًا كذلك إجراءات الجانب المصري بأنها كانت سلسة وطيبة؛ حيث وجدوا معاملة حسنة، مقدرين تأخرهم بالعودة نظرًا للتطورات الأخيرة التي حصلت قبل يومين في سيناء، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود المصريين.

عادت إلى المثوى الأخير

وفي إحدى زوايا المعبر، يجلس الشاب محمد فروانة الذي غابت عنه ملامح الفرحة، منتظرًا عودة والدته الحاجة سعاد فروانة من الحج، ولكن لينقلها إلى مثواها الأخير بعد أن غادرت الحياة أثناء رحلة عودتها للقطاع.

وما هي سوى لحظات حتى ظهرت سيارة إسعاف داخل المعبر تقل جثمان الحاجة فروانة، ليصعد إلى داخلها، ويطبع على جبينها قبلة الوداع في صورة تجسد مدى الألم الذي يحمله محمد.

وفي كل عام يعيش حجاج غزة حالة من الخوف والقلق على مصير الموسم نتيجة الحصار المستمر للعام الحادي عشر على التوالي، وما يعانيه الحجاج أثناء المغادرة والعودة في رحلة تحفها الكثير من “الأشواك” نتيجة الواقع الذي يمر به القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات