الأحد 23/يونيو/2024

أقدم مطاعم نابلس بلا زبائن!

أقدم مطاعم نابلس بلا زبائن!

بطرازه القديم، يتربع  مطعم “فؤاد حلاوة” (افتتح سنة 1936) وسط البلدة القديمة، بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، على سلم أقدم المطاعم بنابلس، والتي ما تزال تحافظ على بقائها رغم ما طرأ عليها من ظروف وأحوال.

يجلس المسن  “أبو عماد” حلاوة (82 عاما)، يستقبل المارة في ساعات الصباح الباكر بابتسامته المعهودة، وحاله يرثى ماض تليد، عندما كانت الحياة تدب في ساحة النصر (فيها مسجد ومنارة النصر)، فيما المطعم يحافظ على صبغته التراثية البسيطة، بمشهده التقليدي منذ عقود طويلة.

سمي بمطعم النصر، نسبة إلى ثورة النصر عام 1936، يقول أبو عماد، ويتابع: “هو مصدر رزق العائلة  منذ سنوات طويلة، وما زال حتى الآن يسترزق منه، لم يختلف به شيء منذ تأسس حتى الآن، سوى أنه اليوم ليس له اسم، لأنه أشهر من النار على العلم، إذ إنه أقدم مطعم في المنطقة، والجميع يعرفه ويدل عليه، والزبائن القلائل الذين يقصدونه هم من المعارف أو أشخاص يدلون عليه”.

التحق “أبو عماد” بالعمل مع والده في المطعم بعد ما أنهى دراسة الصف السادس الإبتدائي، وما يزال يحافظ على ما تركه والده من صحون وملاعق وأدوات شواء اللحوم، كان أحضرها من حلب السورية قبل عشرات الأعوام، يقول: “أبقى في المطعم حتى أذان المغرب سواء أكان هناك شغل أم لا”.

 

 

ويقع المطعم  على بعد أمتار قليلة من قاعدة الساعة (ساعة السلطان عبد الحميد الثاني، الشهيرة بساعة المنارة) التي ترتفع عدة أمتار، يمكن مشاهدتها من عدة مناطق في نابلس.

المطعم كان يعج بالزبائن إبان الانتداب البريطاني، فهو واقع بمنطقة باب الساحة حيث الدوائر الحكومية والحاكم العسكري الإنجليزي واضع القرار 242، وكذلك السجن ومركز التوقيف، إلا أن أبو عماد يشتكي تراجع الحركة الشرائية في السنوات الأخيرة.

سحب اللحمة من الأسياخ بكفيه، وتحدث لـ”مراسلنا” عن أن زبائنه اليوم معروفون، ويقتصرون على أهل البلدة القديمة، وأن بعض الزبائن يفضلون إحضار اللحم والبندورة والبصل معهم، ويتولى أبو عماد عملية الشواء وتحضير الوجبة.

ويضيف: في هذا المطعم تخرّج أبناء عائلة (حلاوة) منهم الطبيب والمحامي والمهندس، منبّها إلى أن أنجاله تخرجوا بتخصص طب الأسنان، وكان للمطعم فضل في تعليمهم.

يستذكر “أبو عماد” أيام الماضي، حيث كان يعمل إلى جانب والده، إضافة إلى 6 عمال آخرين، لكن الآن لا يوجد سواه في المطعم، ويطالب “حلاوة” الجهات الرسمية بفتح مقرات لمؤسسات حكومية بالبلدة القديمة، مثل محكمة شرعية للقرى والأرياف، تشجع قدومهم للمدينة لقضاء حوائجهم، ما يؤدي إلى الحراك الاقتصادي، مضيفاً “انظر للمنطقة لا حركة فيها طوال النهار”.

ويضيف “حلاوة” أن الحركة أصبحت معدومة منذ قرابة الخمس سنوات؛ نظراً لتفضيل الناس الذهاب للمطاعم الراقية في وسط المدينة، معرباً عن حزنه الشديد عما وصل إليه المطعم، ويختم “يا ريت نرجع مثل أول، سقى الله على أيام زمان”.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...