لهذه الأسباب .. الضفة قبلة فلسطينيي 48 في العيد
امتلأت الحدائق والمدن الترفيهية والمناطق السياحية في الضفة الغربية بالفلسطينيين من المناطق المحتلة عام 48، وقد أمّوا تلك المرافق على مدار كل أيام العيد للابتهاج بفرحته، لأنهم كما يقولون لا يشعرون بفرحة العيد في “الوسط الصهيوني”، ولا يشعرون بالفرحة الكاملة إلا في مناطق الضفة الغربية.
كمال العيد في الضفة:
ويشير إبراهيم حاج يحيى، الذي قدم وعائلته من بلدة سخنين، في الجليل الأعلى، للاحتفال في مدينة الميجا السياحية بمدينة طولكرم: “هنا تظهر كل ملامح العيد؛ فالفرحة بادية على كل الوجوه، والمدن الترفيهية امتلأت عن آخرها بكل الزوار، والمحال مغلقة أو تبيع حاجات العيد، وهذا ما نبحث عنه، لنشعر بالفرحة الكاملة”.
ويضيف خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن الوجود اليهودي الغالب في المدن المحتلة، يضيع جزءاً كبيراً من بهجة العيد، فالمحال التجارية كما هي، ولا مظهر يشعرك بأيام العيد، وكذا عجلة الحياة والعمل” مؤكداً: “لذلك نأتي إلى الضفة الغربية لنعيش العيد مع إخواننا المسلمين هنا”.
وتشاطره زوجته أم محمد بالقول: “بعد الساعات الأولى للعيد وانتهاء الزيارات الاجتماعية للأرحام، يبدأ أطفالنا بالإلحاح علينا للخروج للمدن الترفيهية، ونحن لا يكتمل العيد لدينا إلا بالقدوم إلى الضفة الغربية، وزيارة الأماكن السياحية مع آلاف الناس”، مستشهدة ضاحكة بالمثل الشعبي: “الجنة بدون ناس.. ما بتنداس”.
صلة الأرحام:
لا تقتصر زيارة فلسطينيي 48 لمناطق الضفة الغربية على الترفيه فحسب؛ بل هناك الكثير من العائلات الفلسطينية من المنطقتين تربطها علاقات قرابة ونسب، فالمواطن إبراهيم السعدي من مدينة الناصرة يشير لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أن هناك تجمعاً كبيراً لعائلته في مدينة جنين، يفوق ما هو في مدينته الناصرة”.
وأضاف “آتي إلى هنا لأداء واجباتي الاجتماعية في صلة الأرحام والتواصل مع بقية أفراد عائلتي، فلي ثلاثة أعمام وعمّتان في جنين، وتربطنا علاقة تواصل دائم معهم ومع أبنائهم في جميع المناسبات”.
في حين أن فتحي الحوراني، وهو من مدينة جنين، وتزوج من فتاة من بلدة المشيرفة، إحدى قرى المثلث، فيقول: “إنني أستضيف عائلة زوجتي في كل عيد، لزيارة ابنتهم، وبعدها نخرج لقضاء العيد في إحدى مناطق الضفة، وحالهم مثل الكثير من العائلات في الضفة الذين تربطهم علاقة نسب مع زوجات أو أزواج من المناطق المحتلة عام 48”.
أما وليد محاجنة، من مدينة أم الفحم، فيؤكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه “رغم وجود الكثير من المناطق المميزة والجميلة في الداخل المحتل، إلا أن زيارتنا إلى الضفة لها طعم خاص؛ فنحن نشعر هنا أننا نمضي العيد مع أهلنا وبين إخوتنا في الدين، إضافة إلى الأسعار الزهيدة التي ندفعها للحدائق والمتنزهات”.
فشل سياسة الاحتلال:
ويرى الباحث الاجتماعي مخلص سمارة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، “أن الاحتلال سعى على مدار عشرات السنوات من احتلاله للأراضي الفلسطينية، إلى خلق تجمعات سكانية بين الفلسطينيين منعزلة عن بعضها البعض، وذلك بفصلها جغرافيًّا؛ فقد فصل المناطق المحتلة عام 48 عن مناطق الضفة وفصل قطاع غزة عنهما أيضاً”.
ويضيف: “لكن هذه السياسة فشلت أمام الترابط الاجتماعي الذي يجمع الكل الفلسطيني، متابعًا “بالكاد تجد عائلة واحدة في المناطق المحتلة عام 48، لا توجد لها فروع في مناطق الضفة الغربية أو قطاع غزة، علاوة على علاقات النسب والمصاهرة التي زادت من ترابط أبناء الشعب الفلسطيني مع بعضهم البعض”.
وأشار إلى أن العامل الديني أيضاً جعل من الضفة الغربية مزاراً لفلسطينيي 48، خاصة في المناسبات الدينية”، مؤكدا “أن الاحتلال يسعى لفرض يهودية الدولة، ورغم أن الفلسطينيين يشكلون ما يزيد على 20% مما تسمى إسرائيل (فلسطين المحتلة) 83 % منهم من المسلمين، إلا أن الاحتلال يعاملهم أقلية، ولا يقيم أي وزن لمناسباتهم الدينية، بجعلها أيام عطلة رسمية، في محاولة لسلخهم عن عاداتهم الدينية والتراثية على عكس أغلب الدول العربية التي توجد بها شريحة للنصارى، وتعد أعيادهم عطلاً رسمية”.
لكن رب ضارة نافعة، كما يشير الباحث مخلص سمارة، مؤكدًا أن قدوم فلسطينيي 48 إلى الضفة الغربية “زاد من ترابطهم مع أهلهم في الضفة، وزاد من تمسكهم بعاداتهم الدينية والتراثية، وأفشل سياسة الاحتلال”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن 11 أسيرا فلسطينيا من غزة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ102 على التوالي
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ102 على التوالي، ولليوم الـ89 على مخيم...

أطباء بلا حدود: إسرائيل ترفض دخول طواقم طبية لغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الطواقم الطبية الدولية إلى قطاع غزة، في ظل الحاجة الملّحة لإمكانات وقدرات طبية...
من قتل شرين؟ وثائقي أمريكي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل أبو عاقلة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام لأول مرة، كُشف الستار عن الجندي الإسرائيلي قاتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، وذلك في فيلم وثائقي استقصائي...

الدفاع المدني يعلن توقف 75% من مركباته في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، عن توقف 75% من مركباته في قطاع غزة؛ بسبب شح الوقود. وأفاد الدفاع...

عشرات المستوطنين يدنسون ساحات المسجد الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...