مقامات كفل حارس.. عندما يُزوَّر التاريخ لصناعة وجود وهمي

التجول لدقائق قليلة؛ داخل المقامات الإسلامية الثلاثة في بلدة كفل حارس شمال سلفيت؛ تعيدك وتذهب بك إلى التاريخ والماضي الجميل؛ حيث التراث والحضارة والعراقة تراها تتجلى بين ناظريك، إلا أن الاحتلال أبى إلا أن ينغص الفرحة، ويقلبها لحزن بالادعاء أن المقامات يهودية.
وعن طبيعة المقامات يقول رئيس بلدية كفل حارس المهندس عبد الرحيم بوزية، إن المقامات إسلامية كونه يوجد فيها قباب ومحاريب، وإن المقامات تعود لذي الكفل ومقام يونس عليه السلام، ومقام خادم صلاح الدين، ولا يوجد بداخله قبر بعكس المقامين الآخرين.
مقامات إسلامية
ويدعو بوزية إلى دعم كفل حارس والمقامات، وتسيير رحلات للتعريف بالمقامات لحمايتها من المستوطنين الذين يقتحمون البلدة بين حين وآخر لتأدية طقوس دينية فيها.
وتشير دائرة الآثار الفلسطينية إلى وجود مقامات إسلامية في كفل حارس وهي: ذو الكفل وذو النون ومقام ثالث بناه السلطان صلاح الدين الأيوبي، ويسعى المستوطنون إلى تحويل ذي النون إلى مزار توراتي، وأطلقوا عليه مقام “يوشع بن نون” قائد جيش النبي موسى عليه السلام الذي دخل فلسطين من جهة أريحا.
ولا يخلو اقتحام المستوطنين لبلدة كفل حارس خلال زيارتهم للمقامات الدينية؛ من مخاطر عديدة على السكان الفلسطينيين؛ حيث لا تنسى عائلة بوزية في كفل حارس استشهاد ابنتهم الطفلة ابتسام بوزية (13عامًا) عام 89 خلال انتفاضة الحجارة؛ وقتلها بدم بارد؛ بعد إصابتها برصاصة في الصدر مباشرة؛ بعد ما كانت تشاهد اعتداءات المستوطنين الصهاينة من نافذة غرفتها.
ويعرب مواطنو كفل حارس عن مخاوفهم من تكرار اقتحامات المستوطنين؛ حيث تقول فاطمة الحسن إن منزلها يقع قرب المقامات، وإنه مع كل اقتحام للمستوطنين؛ يبدأ حينها منع التجوال وإلقاء القنابل الصوتية وأحيانا الرصاص الحي لإرعاب الشباب المتواجدين في المكان، ثم يباشرون بوضع يافطات على المقام معادية للعرب، ويافطات تدل على أن المكان لهم، وبعد أن تمتلئ الساحة، تتحول إلى مسرح للرقص والغناء بصوت مزعج جدا مع نفخ بالأبواق وغيره من أعمال وأفعال وطقوس يهودية.
نفي المزاعم
وينفي الباحث د. خالد معالي مزاعم يهودية المقامات بالدليل القاطع حيث يقول: “يوجد وثيقة كتبها القائد جوهر بن عبد الله على حجر على أحد جدران مقام صلاح الدين؛ وهي: “إن جوهر بن عبد الله أحد خدم الضريح”، وهذا ينسف الادعاءات الصهيونية حول هوية صاحب المقام.
ويضيف، “لو كان صاحب الضريح هو” يوشع بن نون”، لما وصف جوهر المسلم نفسه بأنه خادم ضريح يعود ليهودي، فهو مقام إسلامي بناه فاتح القدس القائد السلطان صلاح الدين الأيوبي”، وتنفذ فيه النذور؛ وقد نقش على بابه الآية (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)”.
ويشير إلى أن المقام الثاني عبارة عن مسجد للنساء، فيما المقام الثالث بناه السلطان صلاح الدين الأيوبي، وكان يوجد شاهد منحوت بالصخر كتب عليه تاريخ البناء إضافة إلى آية الكرسي، إلا أن قوات الاحتلال وأعوانهم سرقوه.
وعن عمر المقامات؛ يؤكد معالي أنها تعود لأقل من ألف عام، وهذا يعني عصر الإسلام؛ حيث يعزو معالي أسباب الاستهداف الاستيطاني للمقامات الثلاثة إلى أهداف استيطانية بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني، بادعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان.
ولفت معالي ان المقامات الثلاثة في بلدة كفل حارس؛ كانت في السابق وتحديدا قبل عام 67؛ مزارا للقرى والبلدات المجاورة لها، وكانوا يقيمون مهرجانا سنويا فيها، حيث الدبكة والفلكور الفلسطيني، والخطابات الحماسية”.
ويضيف:” جاء الاحتلال بعد هزيمة عام 67؛ وزعم أن المقامات تعود لهم وليس للمسلمين، ويقتحمون بين فترة وأخرى البلدة، ويدنسون هذه المقامات بحماية جيش الاحتلال.
ويؤكد معالي أن “أسرلة” المواقع الأثرية في سلفيت وقراها؛ تتم بعدة أوجه ووسائل وطرق ماكرة من الاحتلال والمستوطنين الذين يتفننون في اختراع واصطناع الأسماء والمسميات الجديدة لتلك المواقع؛ بهدف إقناع الرأي العام والمجتمع الدولي بوجود تاريخي قديم لهم فوق الأرض الفلسطينية وبأحقيتهم فيها.
خرق للاتفاقيات الدولية
ولفت معالي أن سلطات الاحتلال تمعن في خرق الاتفاقيات التي تحافظ على الموروث الحضاري والثقافي أثناء النزاع المسلح مثل اتفاقية لاهاي عام 1954 والاتفاقيات الدولية عام 1972 التي تنص على عدم مساس المحتل بالتراث الثقافي للمناطق المسيطر عليها.
ودعا معالي إلى حماية المواقع الأثرية الفلسطينية التي تعاقبت عليها حضارات وإمبراطوريات عظيمة منها الآشورية والبيزنطية والرومانية والإسلامية والصليبية، مشيرا إلى أن الاستيطان يعمد عدا عن أسرلة وعبرنة المواقع الأثرية إلى عزل الآثار وتهويدها، وجزء منها يعمل على طمسه، خلف الجدار وداخل المستوطنات”.
وأكد معالي أهمية الحفاظ على المواقع التاريخية قرب وحول المستوطنات، وذلك بتسيير رحلات بحثية وطلابية وجامعية لتلك المواقع، ووضع لافتات باللغة العربية للتعريف بها، وسرعة ترميمها حماية لها من المستوطنين.
كفل حارس
وتقع قرية كفل حارس –سكانها أكثر من 3500نسمة – على امتداد شارع ما يسمى بحسب الاحتلال شارع عابر “السامرة” الذي يربط غور الأردن بفلسطين المحتلة عام 48 إلى مدينة تل الربيع “تل أبيب”، وتبعد عن سلفيت حوالي خمسة كم وتحيط بها قرى دير استيا وقيرة، وحارس، وزيتا جماعين، ومردة.
وتضع قوات الاحتلال أسلاكا شائكة على جانبي الشارع ابتداء من قرية الزاوية القريبة للأراضي المحتلة عام 1948م، وحتى غور الأردن باستثناء الأراضي الفاصلة بين كفل حارس ومستوطنة “ارئيل”.
ويوجد على مدخل القرية حاجزا عسكريا وبرج مراقبة إسمنتي “صامع”، حيث دوريات الاحتلال لا تفارق المنطقة على مدار الساعة ليلا نهارا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

حماس: قرار الاحتلال توسيع الحرب تضحية صريحة بأسراه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" على خطط توسيع الاحتلال عمليته البرية في غزة، ...

الأونروا: 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن أكثر من 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا"،...

احتجاجات في جامعات أميركية تنديدا باعتقال داعمين لفلسطين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت جامعات كولومبيا وجورجتاون وتافتس وقفات احتجاجية منسقة، تنديدا باعتقال أكاديميين وطلاب دعموا القضية...

الكنيست تناقش فرض ضريبة على تمويل المنظمات الحقوقية الناقدة لإسرائيل
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام نددت منظمات حقوقية إسرائيلية، بمشروع قانون ناقشه الكنيست يفرض ضريبة بنسبة 80 % على التبرعات الأجنبية ويمنع...

الجبهة الشعبية تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد أحمد سعدات
فلسطين المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال الصهيوني، ورئيس حكومته الفاشية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه إيتمار...

إصابة 3 مواطنين واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأُصيب ثلاثة مواطنين بكدمات وكسور، واعتُقل آخرون، خلال شن قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة...