هل تتقدم غزة على لندن بعلم الأدوية؟

قد يبدو العنوان غريباً أو لافتًا؛ كيف تتقدم غزة المحاصرة المنهكة من الأزمات المتراكمة على لندن البلد المفتوح المتقدم كثيراً، لكن الحقيقة أنّ طلاب الطب في غزة بدأوا يدرسون “علم الأدوية” بطريقة أحدث من تلك التي تُدرس في جامعات بريطانيا الكبرى.

بداية الفكرة
الدكتور والطبيب والأكاديمي جهاد حماد، نائب عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، بادر إلى تطوير تعليم “علم الأدوية” في الجامعة بطريقة جديدة؛ حيث دعا طلابه للبحث عن فيديوهات أو مقاطع تعليمية متطورة على الانترنت فلم يجدوا.

الأمر الذي أدى إلى لمعان فكرة استحداث فيديوهات تعليمية حديثة لهذا العلم الأصعب والأعقد في العالم، بحسب حديث الدكتور حماد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“،  مؤكداً أنّه لا يوجد لدى أيٍّ من الجامعات في العالم سياسة متكاملة لتدريس هذا العلم.

الأول في العالم
يؤكد حماد، أنّه تمكن بعد جهد استمر ثلاث سنوات من إنشاء موقع الكتروني يهتم بتحويل المحاضرات الجافة إلى ملفات “فيديوهات رسوم متحركة”؛ في مشروع هو الأول من نوعه من حيث الشمولية على مستوى العالم.

وأوضح الطبيب الفلسطيني أنّه تمكن من ذلك خلال زيارة بحثية قضاها في جامعة (KCL) في لندن، لمدة سبعة أشهر ضمن برنامج “زمالة”، وبتمويل من مؤسسة التعاون في فلسطين.

وشدد حماد، على أن مقترح تطوير موقع تحويل محاضرات علم الأدوية لرسوم متحركة نال إعجاب رئيس قسم الأدوية في جامعة KCL الذي يعدّ خامس أفضل قسم أدوية في العالم، ليكون المشروع الأول الشامل من نوعه في العالم.

موقف وإنجاز
ويبدي الأكاديمي الفلسطيني حماد، فخره بالانتماء لوطنه وجامعته الإسلامية التي عمل فيها منذ أكثر من 8 سنوات، مبيناً أنّ وصوله إلى لندن بهذا المشروع لاقى إعجاب الكثير من الطلاب.

ويقول لمراسلنا: جاءتني إحدى الطالبات تسأل باستغراب “هل أنت من غزة فعلاً؟!”، لافتاً إلى أنّ العالم يحتاج إلى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن غزة، مبيناً أنّ المشروع استطاع أن يبهر الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الجامعات البريطانية.

وقال: “استطاع الطلاب التركيز معي في المحاضرة، حيث إنّ هذا النوع من المحاضرات جاف بالنسبة لهم، إلا أنّ توصيل المعلومة بالرسوم المتحركة كان أسلوباً جديداً بالنسبة لهم لم يعهدوه من قبل”.

أرشيف طبي للعالم
ويشير حماد، أنّ موقعه سجل ما يزيد عن 40 ألف زيارة، وقرابة مليون تصفح داخلي للصفحة، رغم عدم الإعلان عن الموقع بشكل رسمي، لافتاً إلى أنّه سيكون بمنزلة أرشيف لمستقبل تعليم طبي متطور وشامل.

وأوضح أنّ مجانية الموقع رفع من أسهم الجامعة في مجال التعليم العالمي، ووضع الجامعة في مستوى متقدم على خارطة التعليم الطبي في العالم.

دعوة للدعم
من ناحية أخرى، دعا الطبيب والأكاديمي الفلسطيني، الجامعات العربية والعالمية إلى دعم المشروع وتطويره حتى يصبح مرجعاً لكل طلاب في العالم، مبيناً أنّ هذه هي الخطوة الأولى على طريق تطوير المشروع حيث سيلحقها خطوات أكثر تقدماً.

وأشار حماد إلى أن القائمين على الموقع يعملون في الوقت الحالي على تطوير قناة على اليوتيوب؛ لنقل الفيديوهات التعليمية من الموقع إلى القناة؛ لكونها أوسع مساحة من الموقع.