السبت 28/سبتمبر/2024

سوق الأضاحي.. عرض كبير وجيوب فارغة

سوق الأضاحي.. عرض كبير وجيوب فارغة

كل شيء في سوق الأضاحي وسط قطاع غزة ليس على ما يرام، العرض كبير والطلب شبه منعدم، والجلبة هي للباعة بعد مخاصمة الزبائن للسوق سوى قلّة يكررون المشاهدة ولا يشترون إلا نادراً.

وللمرة الأولى تسجل أسواق الأضاحي والمواشي ضعفاً غير معتاد في قطاع غزة، فأزمة الرواتب والكهرباء واشتداد الحصار انعكست بشكل كامل على شراء الماشية المحلية والمستوردة.

وأعلنت وزارة الاقتصاد الوطني في غزة بالاتفاق مع وزارة الزراعة الشهر الماضي أسعار الأضاحي، فكان كيلو العجل الهولندي لا يتجاوز 17 شيكلا والشراري “السمنتال” لا يتجاوز 19 شيكلا، وسعر كيلو الخروف البلدي لا يتجاوز 4.5 دينار، والروماني لا يتجاوز 4.5 دينار، أما خروف العساف لا يتجاوز سعر كيلو لحمه 5.5 دينار.

ويتوفر في أسواق غزة قرابة 25 ألف رأس من العجول والأبقار ما بين مستورد ومحلي، في حين قدرت وزارة الزراعة حاجة القطاع (12-15) ألف رأس في عيد الأضحى المبارك.

نقدي وبالتقسيط

منذ طلوع الشمس يجوب أحمد أبو مساعد تاجر المواشي سوق الخراف وسط القطاع جيئةً وذهاباً دون أن يبيع شيئاً، وهو لا يكف عن توجيه اللوم على تجار الخراف الذين أدخلوا بضاعة عبر الأنفاق.

يتصبب العرق على رقبته حين يضيف: “لا يوجد مال، فقر ووقوف حال، أنا تاجر من زمان وأتجول في كل الأسواق، أفضل نعجة سعرها اليوم 180 دينارا أردنيا، والخروف الذي يضاهي 450 دينارا وصل إلى 220 الآن، للمرة الأولى ممكن أبيع بالتقسيط، وكيلو العسّاف بدينارين ونصف”.

وبالكاد أفلح مروان أبو عامر تاجر الخراف الشهير من بلدة القرارة ببيع خروفين في السوق، فالأحوال سيئة للغاية، والتوقعات ببقاء الحال هو ما سيكون لليوم الأخير قبل العيد.

باع أبو عامر خروفين بـ(270) دينارا، وهما في الأحوال الطبيعية يبلغان (450) دينارا، لكن ضعف الطلب اضطره للبيع بدل أن يعود بهما.

وفي نهاية السوق جلس تجار الماشية وعمالهم واجمين من ضعف الموسم، في حين بدأ آخرون نقل الماشية من مكان عرضها إلى عربات النقل للعودة بها مرةً أخرى لموطنها.

ويقول محمد قويدر تاجر الماشية من مخيم النصيرات إن السوق لم يكن يوماً بهذا الشكل، كاشفاً عن غضبه من أحد التجار الذي أدخل ماشية من أصل مصري وليبي زادت الطين بلّة.

ويتابع: “أعرض كيلو العساف بأربعة دنانير، والحملة بدينارين ونصف وأقول الخروف بـ120 دينارا، ولا أحد يقترب، لم أبع سوى خروف صغير-يبتسم- مثل الأرنب بأربعين دينارا وأربعين شيكلا”.

قدرات محدودة

يتنقل السيّد علاء بصلة بين تجار الخراف فيمسك رأس خروف ويتفحص حملةً أخرى دون أن يحسم أمره، وإماكاناته المادية لا تتعدى (200) دينار أردني.

يقول: “اليوم جئت أتفقد الأسعار، فكل سنة متعود أشتري خروف لكن أرى بضاعة كثير، ولا يوجد نقود مع الزبائن، لذا قررت النزول مرة أخرى غداً لحسم الأمر”.

ويقبض السيّد خالد مشتهى على عدة أوراق فئة 20 دينارا ويعيد عدّها خشية وقوع خطأ مع التاجر، يقول: “منذ سنوات طويلة اعتدت شراء الأضحية؛ لكن اليوم قلق من أزمة الكهرباء”.

ويتابع:”اليوم شريت خروف بـ150 دينارا، كل سنة أشتري أضحية أفضل، لكن لسوء الحال نزلت درجة -يبتسم- حتى أصيب السُّنّة” .


null

أدوية وأدوات

يبدو الطبيب البيطري محمد ثابت (59 عامًا) ساخطاً على من يسميهم دخلاء المهنة الذين يعالجون الماشية بأدوية وأسعار غير حقيقية، في حين سجّل هو وجود عدوى من الماشية المستوردة، تخلّصت منها الماشية منذ فترة وجيزة.

يقول: “منذ سنوات طويلة، اعتدت نقل عيادتي المتنقلة في الجزء الخلفي من عربتي لأسواق الأضاحي لمدّ الزبائن والتجار بالأدوية والأمصال من عربة تعدّ مركزا طبيا متكاملا”.

ويتابع: “القدرة الشرائية معدومة، فهنا يلجأ لي الزبائن للاستشارة والعلاج، لكنك كما ترى التجار لا يبيعون شيئا، وهناك خطر من مواشي نقلت قبل فترة أوبئة تخلصنا منها بصعوبة”.

ويعرض التاجر عطية حرب كل ما يتعلق بمستلزمات الأضحية والماشية (سكاكين-حبال-كلاليب) وأدوات أخرى متجولاً بين أسواق قطاع غزة وحاله متوقف على زيادة الطلب.

ويقول:”أبيع كما ترى كل شيء، كنت أبيع الكُلَّاب بـ20 شيكلا، اليوم أعرضه بـ10 شواكل، لم أر مثل هذه الأسواق في حياتي، فلدي سكاكين إيطالية وبرتغالية ممتازة، لكن الزبائن يطلبون سكينا ثمن الثلاثة منها 10 شواكل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات