الجمعة 27/سبتمبر/2024

ما السر وراء الحرائق الضخمة في عاصمة فلسطين الاقتصادية؟

ما السر وراء الحرائق الضخمة في عاصمة فلسطين الاقتصادية؟

تعرضت مدينة نابلس عاصمة فلسطين الاقتصادية لعدة حرائق من العيار الثقيل، أدى كل حريق إلى خسائر تقدر بملايين الشواكل، مما فتح الباب على مصراعيه لأسئلة كثيرة حول الدوافع وراء تلك الحرائق، ولماذا تتكرر، ومن المستفيد منها، وأين وصلت التحقيقات فيها؟.

وفرضت التساؤلات نفسها بقوة بفعل التأثير الكبير لشبكات التواصل الاجتماعي، في مدينة نابلس، والتي واكبت تلك الحرائق عبر البث المباشر، لأشهر صفحات الفيس بوك، كما فتحت المجال للتعليقات والنقاشات العلنية حول مسببات تلك الحرائق، ومن ثم انتقل السجال إلى الإذاعات المحلية في المدينة، ناهيك عن وسائل الإعلام الوطنية.

خسائر بالملايين

وأقر رئيس ملتقى رجال الأعمال في محافظة نابلس نضال البزرة، وهو صاحب أحد مجمعات المفروشات التي تعرضت للحريق خلال الأسبوع الفائت، بتكرار اندلاع العديد من الحرائق في عدد من المنشآت التجارية والصناعية في محافظة نابلس، وتكبدها خسائر بالملايين.

وقال إن الحريق الذي التهم جميع محتويات مجمع نضال ورائد البزرة يعد وبناء على تقرير الجهات الرسمية،  من أكبر الحرائق على مستوى محافظة نابلس حتى هذا اليوم.

وطرح مواطنو نابلس بقوة وجود جسمين بنابلس لإخماد الحرائق، وهما “إطفائية بلدية نابلس”، وهي المؤسسة الأقدم، والدفاع المدني الذي تشكل مع قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994، بسبب التنافر الذي كان يحصل مرارًا بسبب مطالبة الأخير ضم إطفائية البلدية تحت إشرافه.

وطالب البزرة بإنهاء انقسام المؤسسات الوطنية كالدفاع المدني وإطفائية بلدية نابلس، وتجميع الجهود والخبرات بين المؤسستين، داعيا لرفع قدرات وإمكانيات ومعدات تلك المؤسسات، بهدف تطويرها وإدارة وتجميع تلك الجهود لزيادة مقدرتها في إدارة مثل هذه الكوارث.

وتمنى البزرة من جميع الجهات الرسمية والمعنية البحث عن أسباب اندلاع تلك الحرائق، والاستفادة مما حصل لباقي المنشآت والحد من تكرار مثل هذه الحرائق، متمنيًا على أصحاب المنشآت التجارية والصناعية العمل على توفير وسائل الأمن والحماية كافة، ومواكبة حجم النمو في تلك المؤسسات بشكل مستمر.

ولم يكن حريق البزرة هو الأول؛ فقد سبقه الحريق الضخم في محلات الخاروف وسط المدينة في 14 شباط من العام الحالي، ما أدى إلى احتراق طابقين كاملين، والحريق الثاني في مخازن الراتب في شارع المي بأطراف المدينة الشرقية، والذي قدرت خسائره بعدة ملايين، وهما مختصان بألعاب الأطفال والأغراض المنزلية، مما جعله سهل الاشتعال.

وقال رامز الدلع، مدير إطفائية بلدية نابلس إن طواقم وفرق الإطفائية تعاملت مع الحرائق التي وقعت بنابلس وبخاصة الضخمة منها باحترافية عالية، وتم العمل على مكافحة النيران من عدة محاور، وإخلاء المباني والمباني المحيطة من السكان، واستدعاء صهاريج مياه من قسم الحركة التابع لبلدية نابلس وصهاريج مياه من القطاع الخاص.

وأشار إلى أن بعض الحرائق كانت ضخمة، بسبب طبيعة المواد سريعة الاشتعال الموجودة في المكان والمخصصة لتصنيع الأثاث والمفروشات، والتي أعاقت جهود رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق.

ونبه إلى أنه في كل مرة كان يعلن حالة الاستنفار، واستدعاء جميع طواقم إطفاء بلدية نابلس؛ حيث يشارك في عملية الإخماد 70 رجل إطفاء ومتطوع، بإشراف مدير الإطفائية، وحضور رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي.

أسباب الحرائق

وكشفت تحقيقات أولية من ضباط الإطفاء والشرطة أن عدم الالتزام بشروط السلامة العامة واتخاذ تدابير الوقاية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، سبب غالبية الحرائق الكبيرة، والتي زاد من أثرها السلبي أن محلات الراتب والبزرة غير مؤمنة لدى شركات التأمين.

وأهاب الدلع بالمواطنين والتجار وأصحاب المشاغل والمعارض والمصانع، بضرورة الالتزام بشروط السلامة العامة، وعدم التهاون فيها، مشيدا بتعاون الجميع في إخماد الحرائق.

من جانبه، أعلن أمجد فراحته مسؤول العلاقات العامة في شرطة محافظة نابلس، أن طواقم الشرطة باشرت بالتعاون مع الطواقم الفنية المختصة بالبحث والتحري عن شبهات جنائية محتملة، إلا أنه لم تتوصل حتى اللحظة من إيجاد أدلة أو معلومات حول وجود شبهات جنائية أو ترابط بين هذه الحرائق، ولكنها لا زالت تحقق في هذه الحوادث، ولم تغلق ملفاتها.

ونبه إلى أن  التقارير الفنية المتوفرة لدى الشرطة، والتي حصلت عليها من جهات فنية مختصة،  تفيد بعدم اتباع شروط السلامة العامة التي تحددها الجهات المختصة، يقف خلف معظم هذه الحرائق.

تساؤلات كثيرة

ويقول مواطنون إن المدينة عاشت أياما صعبة وهي تشاهد منشئات اقتصادية منكوبة، وتخلف عشرات العاطلين عن العمل بسبب توقفها دون أن يتحرك المستوى الرسمي لإسناد أصحاب تلك المؤسسات، حتى معنويا، ولم يلاحظ تفقد أي وزير للمناطق المنكوبة.

وتساءل الناشط الشبابي النابلسي المغترب حسام مهيار: “هل الحرائق لأعضاء ملتقى رجال الأعمال مفتعلة أم ماذا؟”.

فيما قال المواطن ماهر غريب: “إن هناك استهداف لبعض الفئات من التجار والمخازن التجارية الكبرى، وحرائق المحلات صغيره هنا وهناك”… وتساءل من المستفيد؟.

وانتقد الناشط المجتمعي وليد الكخن حالة الاستهتار والتقصير، قائلا: “الكل مستهتر والطامة الكبرى فش حد من مؤسسات السلطة بتبع، فقط المهم يتبعوا على لم المصاري دون أنظمة الوقاية والسلامة”.

وانتقد أحد موظفي إطفائية بلدية نابلس، رفض الإفصاح عن اسمه، محاولة الدفاع المدني الاستيلاء على إطفائية بلدية نابلس تحت ذريعة وجود مرسوم من رئاسة السلطة، قائلا: “الإطفائية إرث نابلس عريق لا يمكن التخلي عنه”، مطالبا الجهات الرسمية بدعم الإطفائية باللوازم المطلوبة والمعدات للقيام بواجبها وعدم محاصرتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات