الإثنين 01/يوليو/2024

سيريس .. الثروة الخضراء مهمشة

سيريس .. الثروة الخضراء مهمشة

على مساحات شاسعة مغطاة ببساط أخضر على مدار العام، تمتد أحراش خضراء في بلدة سيريس الواقعة بين محافظتي نابلس وجنين شمال الضفة، يحلم سكانها أن يعترف بها كمحمية طبيعية، سعيا لاستقطاب اهتمام رسمي ومجتمعي بها.

وتقع قرية سيريس إلى الجنوب الشرقي من مدينة جنين، وتبعد حوالي 22 كم عن مركز المدينة. ويزيد عدد سكانها عن (6000) نسمة قليلا، وذلك حسب دائرة الإحصاء الفلسطينية.


null

وتبلغ مساحتها حوالي 12495 دونما منها حوالي 2500 دونم أراضي دولة وحوالي 7500 دونم مزروعة بالزيتون، وحوالي 1500 دونم أراضي سهلية، والباقي يستخدم للمنشآت.

ويفخر مواطنو البلدة أن سبب تسميتها بسيريس، يعود إلى ربة الغلال. والغلات دلالة على كثرة مزارعها وحقولها الزراعية، وما تنتجه من منتجات وبخاصة الزيتون، إضافة إلى السفوح الخضراء المحيطة بها والمليئة بأشجار البلوط والسيريس.


null

 ويقول رئيس مجلس قروي سريس شحادة سمارة: إن مساحة محمية سيريس تزيد عن ألفي دونم، وكلها أراض مزروعة بأشجار عمرها مئات السنوات، وكانت ملاذًا للتنزه في أشهر عديدة منالسنة، لضخامتها.

ويضيف: “للأسف تعرضت تلك المنطقة بداية التسعينيات إبان الانتفاضة الأولى إلى استغلال تجار الأخشاب، ما أدى إلى اقتلاع مئات الأشجار، لكن في السنوات الأخيرة، أعيد الاعتناء بها وزراعتها من جديد”.

ويؤكد أن المنطقة في أشهر الربيع تستقطب مئات الأسر من القرى المجاورة؛ حيث يقضون ساعات النهار فيها، يستمتعون بجمال البيئة الفلسطينية، وبذلك تستحق اعتراف الجهات الرسمية بها محميةً طبيعية، حتى تستقطب المزيد من الزوار والمهتمين.


null

ويحلم المجلس القروي أيضا بإحضار حيوانات إلى تلك المحمية، حتى تكون حديقة حيوانات مفتوحة، كما كانت بالسابق.

من جانبه كشف حسام أبو مريم رئيس البلدية المتحدة (سيريس جزء منه) أن مشروع محمية طبيعية في سيريس مشروع مهم وحيوي ليس للبلدة لوحدها، وإنما لكل المنطقة، منبها إلى تقديم مشروع لأكثر من جهة وبانتظار الحصول على تمويل لذلك.

وعلى مدخل البلدة تقابلك شجرة ضخمة مثمرة يبلغ عمرها حوالي 200 عام، كما يقول أحد المواطنين، وكأنها تحمل حكاية كثيرة مليئة بالذكريات، تكشف أسرارها البيوت والقصور القديمة داخل البلدة، إلى جانب الخرب المحيطة بها مثل خربة أبو علي، وخربة عثمان، وخربة الرمان.


null

كما يبرز جمال المسجد العمري في البلدة، والذي جرى ترميمه مع الاحتفاظ بالتصميم الداخلي للمسجد والمئذنة التي يصعد إليها بسلم حجري قديم، وكما يوجد داخل المسجد قبر قديم يقال إنه قبر الولي سيرين.

ويتناقل أهالي القرية رواية موجودة بالكتب أن سيدنا إبراهيم قد مر بها عندما رحل من العراق، وسكن بطرف السهل بجانب سبع شجرات ضخمة كانت موجودة، وذلك قبل متابعة رحلته إلى الخليل، ولكن هذه الشجرات بادت.

ويقال إن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي قد مر عليها، واتخذها مقرا لقواته، أما في العصور الحديثة فقد مر بها القائد المصري إبراهيم باشا خلال فتوحاته في بلاد الشام، وأقام فيها بعد أن فشل في اقتحام قرية صانورالمجاورة. وكانت سيريس إحدى محطات قوافل بني أمية قديما.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات