الإثنين 30/سبتمبر/2024

طلبة النجاح.. سنوات تتواصل في جحيم الاعتقال السياسي

طلبة النجاح.. سنوات تتواصل في جحيم الاعتقال السياسي

ليس سهلاً على أجهزة السلطة في الضفة الغربية المحتلة أن تتخلى عن دورها في حماية أمن الاحتلال حتى في ظل الحديث المكذوب عن “إيقاف التنسيق الأمني”، ويبدو أنه بات من غير الممكن على هذه الأجهزة أن ترتدي قناع الوطنية والحرص على المصلحة العامة ولو بشكل تمثيلي.

فبعد أيام قلائل مضت على افتتاح العام الأكاديمي الجديد في جامعة النجاح بمدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، أبت أجهزة السلطة إلا أن تعكر صفوه باستئناف الاعتقالات السياسية ضد طلبة الجامعة من أبناء الكتلة الإسلامية.

عشرة أعوام مرت على جامعة النجاح، كان الاعتقال السياسي فيها هو العنوان الأبرز بالنسبة لأبناء الكتلة الإسلامية، ولم تشأ الأجهزة أن يأتي عام جديد دون أن تلوّنه بصبغتها الأمنية، وأن تعيد التأكيد على مواصلة سياسة الاعتقال السياسي والملاحقة.

اعتقالات
وكما كان متوقعا؛ شنّت أجهزة السلطة حملة اعتقالات طالت عدداً من أبناء الكتلة الإسلامية وأعضاء مجلس اتحاد الطلبة، والذين اعتقل معظمهم من أمام بوابات الحرم الجامعي، الذي لا حرمة لطلابه.

واستهلت حملة الاعتقالات بعضو مجلس اتحاد الطلبة موسى دويكات، والطالب الخريج في كلية الهندسة رجاء صبرة، وذلك بعد يومين فقط من بدء العام الدراسي.

واستأنفت الأجهزة حملتها مساء أمس الأحد، واعتقلت أربعة طلاب من أمام بوابة الحرم الجديد، وهم: الطالب بكلية القانون براء عامر، والطالب بكلية الهندسة سليم أبو شامية، والطالب بكلية العلوم عمر كعبي، والطالب بكلية الهندسة أنس اشتية.

وفي الوقت ذاته اعتقلت الطالب بكلية الإعلام ليث جعار من قلقيلية، بعد استدعائه لمقابلة المخابرات.

وسبق اعتقال الطلبة الأربعة مطالبتهم بتسليم أنفسهم عبر هواتفهم الشخصية وصفحات التواصل الاجتماعي، وبعد فشل الأجهزة باعتقالهم، اختطفهم أفراد مسلحون بلباس مدني من أمام بوابات الجامعة.

ولا تزال الحملة مستمرة، حيث تشير مصادر الكتلة الإسلامية إلى توجيه تهديدات لطلبة آخرين ومطالبات بتسليم أنفسهم للأجهزة.
 
حملة متوقعة
المتحدث باسم الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح حمزة قرعاوي قال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن حملة الاعتقالات كانت متوقعة، وهي استمرار لحملات مشابهة اعتاد عليها أبناء الكتلة مع بداية كل فصل دراسي جديد.

وكانت الكتلة الإسلامية قد افتتحت مع بداية العام الأكاديمي معرض القرطاسية الفصلي الذي حمل عنوان “على سطور الرباط”، والذي شارك بافتتاحه المرابطتان المقدسيتان خديجة خويص وهنادي الحلواني، وقد حقق نجاحا كبيرا.

ويشير قرعاوي إلى أن المعرض حقق مبيعات مضاعفة هذا العام، ويبدو أن نجاحه وتميزه ساهم باستفزاز أجهزة السلطة، ودفعها لتصعيد هجمتها على الكتلة وأبنائها.

ولا تخفى الرسالة الجلية التي تحملها هذه الاعتقالات السياسية في هذا التوقيت؛ فهذه الاعتقالات تهدف كما يرى قرعاوي إلى بث الرعب في صفوف طلبة الجامعة، لا سيما الجدد منهم.

ويقول: “يريدون إعطاء انطباع أن الكتلة الإسلامية تنظيم محظور، وأن مشاركة الطالب بأنشطتها يعرضه للملاحقة الأمنية، ويهدد مستقبله الدراسي”.

ويشير قرعاوي بسخرية إلى تزامن هذه الاعتقالات مع حديث بعض الأطراف عن أجواء إيجابية ستقود إلى وحدة وطنية، مضيفا أن الأجواء الإيجابية تتطلب تقديم مبادرات حسن نية من جانب السلطة، لكن ما يحدث هو العكس تماما.
 
تبادل أدوار
وفيما تستمر الأجهزة بسياستها، تواصل إدارة الجامعة صمّ آذانها وإغماض أعينها عما يتعرض له طلبتها من ملاحقة واعتقال.

إدارة الجامعة التي لا تحرك ساكنا للدفاع عن طلبتها، تتواطأ هي الأخرى بمحاصرة الكتلة الإسلامية داخل أسوار الجامعة؛ عبر بالتضييق على أنشطتها وتقييد حريتها، في تبادل واضح للأدوار بينها وبين الأجهزة.

ويقول قرعاوي: إن الإدارة لا تألو جهدا في التضييق على أنشطة الكتلة، وتحاول بكل قوتها إيجاد أي حجة لمنع أنشطتها، ومع ذلك تنجح الكتلة في تحدي الظروف وإقامة أنشطتها.

وبين حملة اعتقالات وأخرى، لا تتوقف الاعتقالات السياسية لأبناء الكتلة على مدار العام، ويُعتقلون دون توجيه لائحة اتهام لهم أو عرضهم على النيابة، بل يُحتجزون بشكل غير قانوني على ما يسمى “ذمة المحافظ”.

وطالبت الكتلة الإسلامية إدارة الجامعة ورئيسها رامي الحمد الله بصفته رئيساً للوزراء ووزيرًا للداخلية، بالتدخل وإيقاف الاعتقال السياسي الذي يحرم الطلبة من ممارسة حياتهم الجامعية كباقي زملائهم.

كما طالبت مؤسسات حقوق الإنسان بفضح ممارسات الأجهزة بحق المواطنين وانتهاك حقوقهم ونزع حرياتهم وتوقيفهم على “ذمة المحافظ” بغير وجه حق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

سان باولو – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الأشخاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، السبت، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ورفع...