الإثنين 01/يوليو/2024

الحملات التطوعية بالضفة.. لماذا؟

الحملات التطوعية بالضفة.. لماذا؟

طفت على السطح في الآونة الأخيرة تنظيم المؤسسات الفاعلة والمجموعات الشبابية للحملات التطوعية للنظافة في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، ما يثير علامات استفهام حول الدوافع من ورائها، لا سيما بعد ازديادها بشكل ملحوظ.

وكان لمدينة نابلس النصيب الأكبر من عدد هذه الحملات التطوعية، وتسابقت المجموعات الشبابية فيها على تنفيذ تلك الحملات بشكل مبالغ فيه، إذا ما قورنت بالسنوات الماضية.

تقصير
وعلى الرغم من كون تلك الحملات هي ظاهرة طبيعية في الدول، إلا أنها تزايدت في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن وجود مشاكل في آلية التعامل مع ملفات الصحة والنظافة في أغلب المجالس المحلية والقروية، وتزامنا مع غياب للمنظومة التربوية الناظمة والمحفزة على الاهتمام بثقافة النظافة بشكل عام.

الشاب سامر دويكات من بلدة روجيب التي شهدت أكثر من حملة للنظافة، يرى أن السبب الأساس الذي جعله وغيره ينظمون تلك الحملات؛ هو حجم التقصير الواقع بحق بلدته ليس فقط من المجلس المحلي بل من المواطنين كذلك.

وتابع في حديث لمراسلنا: “سيارات جمع النفايات للأسف لا تصل إلى جميع أطراف البلدة، وفي كثير من الأحيان تهمل مناطق على حساب أخرى، هذا من جانب؛  كما أن عمال النظافة المعينين مهمتهم فقط جمع ما في حاويات القمامة ووضعها في السيارة،  أما فيما يتعلق بأشكال القمامة الملقاة على الأرض لا علاقة لهم بها”.

ومضى يقول: “للأسف غياب ثقافة النظافة لدى المواطنين هي الأخرى الدافع وراء مثل تلك الحملات، ولا سيما أن شوارع بلدتنا تعج بالأوساخ وحتى الأشواك التي تملأ قارعة الطريق التي يسلكها أطفالنا وشيوخنا ونساؤنا”.

وتبقى ثقافة تحميل الجهات الرسمية من مجالس محلية وبلدية مسؤولية أي تقصير في النظافة هو التفكير الأكثر شيوعا لدى المواطن بغض النظر عن تقصيره، كما يقول الشاب بشار عواد من بلدة عورتا التي هي الأخرى شهدت حملة مشابهة للنظافة في الآونة الأخيرة.

ويقول عواد لمراسلنا: “التقصير المقصود أو غير المقصود من المجالس المحلية وموظفيها فيما يتعلق بالنظافة وارد بشكل كبير، وهذا ما نلمسه في إطار التعامل مع المشكلة وتفاقمها من وقت لآخر إلى درجة اكتظاظ بعض الأحياء بالقمامة، وإهمال كثير من الأماكن من حقها في النظافة وإزالة أشكال الإهمال بحقها”.

قصور الإمكانيات
ويبرر الشاب فراس العامودي من حي رأس العين بنابلس وجود حملات تطوعية في المدينة نتيجة عدم وجود الإمكانيات الكافية لدى البلدية وطواقمها للإحاطة بأحياء المدينة كافة.

وتابع في حديث لمراسلنا: “نابلس كبيرة جدا ولا يمكن لفرق النظافة لوحدها أن تزيل القمامة ومرادفاتها سواء من الشوارع أو من الأحياء، بل إن الأمر يتطلب تكاتف الجميع للتقليل من الظواهر السلبية بأقل الأضرار ودون نسبة أي مظهر سلبي لأي جهة كانت”.

مسؤولية اجتماعية
المختص في الشأن الاجتماعي مخلص سمارة يرى أن الحملات التطوعية التي تشهدها الكثير من المدن والقرى والأحياء في أغلبها تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية التي تؤمن بها الكثير من المؤسسات والمجموعات التطوعية والأفراد، هذا من جانب، ومن ناحية أخرى حالة التنافس المحموم بينها على أرض الواقع لإثبات الذات من خلال تلك الحملات والأنشطة.

وفي مزيد من التفسير يقول سمارة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بغض النظر عن وجود تقصير في بعض المجالس المحلية فيما يتعلق بالتعامل مع قضية النظافة إلا أن التنافس المحموم بين مؤسسات الحي والقرية الواحدة هي السبب الرئيس لوجود حملات تطوعية فيها”.

ومن ناحية ثانية تابع سمارة: “لا يمكن إهمال الجوانب المشرقة الكثيرة وحجم العطاء الكبير والطاقات الكامنة الموجودة لدى المؤسسات والأفراد وخصوصا إذا ما تزامنت مع البعد الوطني؛ حيث نجد الكثيرين يتهافتون لخدمة أحيائهم وقراهم ومخيماتهم ولا سميا في مواسم الأعياد لتنفيذ حملات تطوعية سواء للنظافة أو تحسين الشكل العام لها”.

وأثنى سمارة على مثل تلك الحملات معقبا: “بغض النظر عن السر الخفي وراء تلك الحملات إلا أن الوطن هو المستفيد الأول منها كما، أن تعميق الانتماء للوطن والشعور بالآخرين من خلال المسؤولية الاجتماعية وتضافر الجهود مع عمال النظافة، هي من أعظم الرسائل وأنبلها إذا ما تم الحديث عن البعد التكافلي.

وختم سمارة: “الممارسة الفعلية لتلك الحملات هي أقوى معاني التأثير والانتماء والقدوة وحتى التربية والشعور بالآخرين، والأصل أن تكون ثقافة التطوع حاضرة في أذهان الأجيال، وحتى في مناهجنا التربوية وسياسة مؤسساتنا الخاصة والحكومية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات