عملية السلام في خبر كان

تجميد الاستيطان «بح».
حل الدولتين «بح».

هذه نتائج جولة اليهودي جاريد كوشنر صهر ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط.

ترى ماذا بقي إذن من وهم اسمه «عملية السلام»؟!

كوشنر أبلغ عباس بأنه لا يمكن الآن دعوة الحكومة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو!! وهكذا أصبحت «عملية السلام» التي قدم العربان كل تلك التنازلات من أجلها مرهونة بمصير حكومة نتيناهو!!

كوشنر تجنب الحديث عن حل الدولتين في كل تصريحاته، بل اكتفى بالقول إنه يسعى لسلام حقيقي ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

حل الدولتين الذي اعترفت به الإدارة الأمريكية السابقة، وأصبح حلم الدول العربية، وبيت الشعر الذي يلازم كل بيانات الجامعة العربية والدول العربية المعنية بالقضية الفلسطينية، بات الآن في خبر كان.

والسؤال هو: ما هي مواصفات السلام الحقيقي الذي يدعو إليه اليهودي كوشنر، الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى مفاوضات ماراثونية ربما تمتد عشر سنوات أخرى، وبالتالي فإن السنوات العشر الماضية من المفاوضات التي اعتقد العرب أنهم وصلوا بها إلى مرحلة حل الدولتين ستبدأ من جديد!!

لست مهتما بعملية السلام الموهومة، ولا بحل الدولتين الذي يعطي لـ»إسرائيل» الحق في سلب ونهب 78% من أراضي فلسطين، مقابل كيان مسخ لا يشبه أي شكل من أشكال الدول في العصر الحديث، كيان منزوع السلاح والسيادة والإرادة.

لا يهمني أن تتعرقل عملية السلام، ولكن ما يثير حفيظتي هو أنه كلما تعقدت عملية السلام زادت العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني!!

من سوء الزمن الذي نعيش فيه بات مطلبنا فقط هو أن تتناسب العلاقات بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني طرديا مع التقدم في «عملية السلام»؛ فكلما تراجعت «عملية السلام» تتراجع العلاقات، وكلما تقدمت «عملية السلام» تقدمت تلك العلاقات.