السبت 27/يوليو/2024

صحوة.. حملة بغزة للتوعية من مخاطر الابتزاز الإلكتروني

صحوة.. حملة بغزة للتوعية من مخاطر الابتزاز الإلكتروني

يعيش قطاع غزة تطوراً تكنولوجياً ورقمياً، تزداد بفعله يوماً بعد يوم، عمليات الجرائم الإلكترونية والابتزاز الالكتروني التي تستهدف بها سلطات الاحتلال الصهيوني فئات المجتمع الفلسطيني كافة، لتزداد خلالها حملات التوعية من مخاطر هذا لابتزاز.
 
ولمواجهة هذه المخاطر، أطلقت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، حملة تخصصية أشرفت عليها الشرطة النسائية في غزة منذ شهرين، حملة “صحوة” للتوعية من مخاطر الابتزاز الإلكتروني وكيفية التعامل معه حال وقوعه، وذلك بالتعاون مع جمعية الثقافة والفكر الحر.
 
وقالت مدير الشرطة النسائية المقدم ناريمان عدوان: إن حملة “صحوة” هي حملة توعوية وتثقيفية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني، وتوضيح مسبباته وطرقه والآثار المترتبة عليه، وكيفية مواجهته والتغلب عليه، ومساعدة من وقع ضحية لذلك بسرّية تامة.
 
وأوضحت عدوان: “يمثل عالم الإنترنت، ساحة خصبة لعمل مخابرات الاحتلال، حيث أصبح من أهم ميادين التجنيد والإسقاط وسحب المعلومات، ونتيجة للواقع السياسي الصعب، يلاحظ هروب للشباب من مجتمعاتهم الحقيقية نحو المجتمع الافتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتعايش، ونسيان الهموم التي يعيشون فيها حسب اعتقادهم”.
 
وبينت المقدم أن الحملة تستهدف أولياء الأمور من خلال توعيتهم بمخاطر الابتزاز الالكتروني على أبنائهم، إضافة إلى الشباب.
 
أهداف الحملة
ونبّهت إلى أن الحملة تركزت على الإناث؛ وذلك لأن معظم قضايا الابتزاز تتعرض لها الفتيات، لكونهن الجانب الأضعف حسب تفكير المبتزّ، بذلك تكون الحملة مجتمعية، وتهدف للتوعية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني على جميع فئات المجتمع على حد قولها.
 
وذكرت المقدم عدوان أن الحملة تحمل عدة أهداف منها توفير مسارات آمنة لمن وقع ضحية لجريمة الابتزاز الإلكتروني، والتوعية بمخاطر هذه الجريمة المستحدثة وطرق النجاة والتغلب عليها، بالإضافة إلى توفير بيئة آمنة وحاضنة أمنية ونفسية لهؤلاء الأشخاص.
 
وتهدف الحملة إلى كسر حاجز الخوف عند الضحية، وتشجيعها لمعالجة المشكلة عبر الجهات المختصة، وتوفير الدعم القانوني والنفسي لمن وقع ضحية للابتزاز الإلكتروني، ومعالجة الآثار الاجتماعية لجريمة الابتزاز الإلكتروني بسرية تامة وبشكل مهني وقانوني.
 
ولفتت المقدم عدوان إلى أن مكاتب الشرطة النسائية في محافظات القطاع هي إحدى قنوات التواصل، بالإضافة إلى مكاتب المباحث العامة، وتحديداً قسم المصادر الفنية، وهو القسم المختص بالجرائم الإلكترونية.
 
ويمكن لضحايا الابتزاز الالكتروني كذلك التواصل عبر الصفحة الرسمية للحملة أو عبر رقم الهاتف المحمول للحملة (0595538723)، أو التواصل مع أحد الأشخاص الثقات من المقربين من الأجهزة الأمنية.
 
وأشارت مدير الشرطة النسائية إلى أن جميع طرق وقنوات التواصل ستكون سرية بما يضمن حل المشكلة في أضيق نطاق ممكن.
 
وذكرت المقدم عدوان أن 9 آلاف و65 سيدة وطالبة استفدن من الحملة في جميع محافظات القطاع، حيث استفاد في محافظة الشمال “1603” سيدة وطالبة، وفي محافظة غزة “2640”، وفي محافظة الوسطى “1067” في حين استفاد نحو “2035” سيدة وطالبة في محافظة خان يونس، و1720 في محافظة رفح.
 
معركة مع الاحتلال
المهندس أشرف مشتهى، المختص في أمن المعلومات، أكد أن هذه الحملة تأتي ضمن السياق الطبيعي للحالة والوضع الإلكتروني القائم حالياً، قائلاً: “العدو الصهيوني لا يفتأ يترك أي ساحة لكي يكون في مواجهة مع الشعب الفلسطيني، ومن هذه الساحات المهمة الساحة الإلكترونية، والتي لا تقل أهمية ومكانة عن الساحة العسكرية”.
 
وأوضح مشتهى في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال الصهيوني خصص وحدة كاملة من جيشه للعمل في مجال الأمن الإلكتروني Cyber Security، مبيناً أن عمليات الاختراق وابتزاز مستخدمي شبكة الانترنت أهم الأهداف التي أُنشئت من أجله هذه الوحدة.
 
وأشار إلى أنه لا شك أن جميع الفئات مستهدفة في هذه الهجمة، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، أطفالاً وشباباً وشيوخاً، في محاولة من الاحتلال لإسقاطهم في وحل العمالة وتجنيدهم للعمل لصالحه ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

النساء هدف
ويعدّ العنصر النسوي أحد الفئات المهمة التي يستهدفها العدو الصهيوني لطبيعتها الخاصة، حيث كانت رسالة هذه الحملة رسالة سامية من خلال توعية تلك الفئة بالمخاطر التي يُمكن أن تواجهها حال تعرضها للابتزاز، فكان لزاماً توجيههم نحو الاستخدام الآمن والسليم لمثل تلك التقنيات، وفق ما يوضح مشتهى.
 
وحين تعرض أي شخص للابتزاز الالكتروني، دعا المختص في أمن المعلومات للتوجه مباشرة للجهات الأمنية المختصة في هذا المجال، لقدرتها على التعامل مع القضية، ولحساسية وخطورة هذا الأمر.
 
وأضاف “قيل قديماً (الوقاية خير من العلاج)، فمعرفة الأسباب التي يُمكن أن تسبب عمليات الاختراق الإلكتروني والتي تليها عمليات الابتزاز، ستحجب عنا هذه المخاطر بكل بساطة، فالمعرفة والعلم والوعي بهذه الأمور هو المطلوب حالياً من الجميع معرفته دون استثناء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات