عاجل

الجمعة 02/مايو/2025

ما سر معاداة إسرائيل للجزيرة؟

ما سر معاداة إسرائيل للجزيرة؟

على وقع قرار دول عربية، إغلاق قناة الجزيرة الفضائية، ومنعها من العمل، جاء قرار الاحتلال الصهيوني، بإغلاق مكتب القناة وسحب ترخيص مراسليها، بغية محاصرة دورها في فضح الانتهاكات “الإسرائيلية”، وإسناد الحق الفلسطيني، وهو ما يعده الكيان العبري دعمًا لـ”الإرهاب”.

بصريح العبارة قال قادة الاحتلال: إن قرار إغلاق الجزيرة يأتي سيرًا على طريق دول عربية معتدلة، فيما يلخص محللون سياسيون وخبراء إعلاميون حكاية معاداة “إسرائيل” قناة الجزيرة، أنها استشعار بخطورتها على أمن الكيان لدورها في تشكيل الوعي والانتصار للحق الفلسطيني.

ووفق صحيفة “هآرتس” العبرية؛ فإنّ حكومة الاحتلال تنظر لـ”الجزيرة” أنها خطر على أمنها؛ لكونها تدعم المقاومة الفلسطينية، ولقوة تأثيرها، ومتابعتها من الجمهور العربي.

وقالت الصحيفة: “الجزيرة هي الرائدة في كونها تغير آراء ومواقف الناس، والتأثير في الجزيرة ليس في قدرتها على الإمتاع، إنما من مدى إدانة وعداء غالبية القيادات العربية لها”.

هذا الإعلان “الإسرائيلي” كان قد سبقه تصريح لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قال فيه: “إنه سيعمل على إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في القدس”، متهماً الشبكة الإخبارية التلفزيونية بالتحريض على أعمال العنف التي شهدتها مدينة القدس في الآونة الأخيرة.

وهو ما تبعه فيه وزير الاتصالات في حكومته، حيث قال: إنّ “إسرائيل” تعتزم إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في القدس بسبب “التحريض” على العنف، حسب زعمه.

اصطفاف سياسي
المحللون السياسيون والإعلاميون؛ عدنان أبو عامر، وعبد الستار قاسم، ووسام عفيفة، وحسن خريشة، عدّوا أنّ معاداة “إسرائيل” لقناة الجزيرة ليس جديدا، ولكن الجديد هو الذريعة التي منحتهم إياها “الدول العربية المقاطعة لدولة قطر”، والتي قررت إغلاق مكاتب الجزيرة ومنع مراسليها من العمل في دولهم.

وعدّ المتحدثون في تقرير أعدّه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ العمل المهني للجزيرة وانحيازها إلى ثورات العربي ومعاداتها للثورات المضادة، شكل مدخلاً لانزعاج الكثير من الأنظمة العربية والدولية، والتي تعد “إسرائيل” صديقاً وشريكاً حقيقياً.

وتشير السياسة “الإسرائيلية” ضد قناة الجزيرة إلى تشكل حالة من الاصطفاف السياسي الجديد في المنطقة العربية عقب زيارة الرئيس الأمريكي “ترمب” للشرق الأوسط.

أسباب مهنية
“يبدو أنّ الجزيرة كسرت الصورة النمطية للإعلام المهني، كما كسرت من خطوط الحظر التي ما كان للإعلام العربي يخوض فيها”. بهذه الخلاصة المهنية ذهب المتحدثون أبو عامر، وخريشة، وعفيفة، وقاسم، مؤكدين أنّ الجزيرة شكلت نموذجا جديدا ونوعيا للإعلام المهني، واخترقت كثيرا من الجدران، وهو ما شكل إزعاجاً حقيقيا للعديد من الجهات، كان أبرزها “إسرائيل”.

ويظهر المحللون والإعلاميون، أنّ انصهار “الجزيرة” في تغطية “أحداث المسجد الأقصى” الأخيرة لحظة بلحظة خلق حالة من القلق لدى الاحتلال، حيث باتت تشكل في السنوات الأخيرة منبراً مهماً لقوى المقاومة الوطنية الفلسطينية.

تضييق أم إغلاق؟!
واختلف المتحدثون الأربعة في حقيقة توجه “إسرائيل” لتنفيذ فعلي بقرارها إغلاق مكاتب الجزيرة؛ فذهب بعضهم إلى التأكيد أنّ “إسرائيل” تخشى على سمعتها أمام المجتمع العالمي، فهي لا تريد أن تخسر أكثر، بل تريد من ذلك التماهي مع العلاقات العربية التي تعدّ بالنسبة لها أكثر قرباً من قطر.

ورجح آخرون أنّ “إسرائيل” ستسعى بكل جهدها للتضييق على الجزيرة دون إغلاق فعلي لمكاتبها أو سحب تراخيصها حتى تتراجع عن حالة المقاومة الإعلامية التي خلقتها في المنطقة، ليعود المتحدثون جميعهم للتأكيد أنّ الجزيرة لن تخرج خاسرة من هذه المعركة بأي حالٍ من الأحوال، وستسعى بكل الطرق والوسائل لإثبات نفسها، وهي قادرة على ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...