الأربعاء 07/مايو/2025

في الذكرى الـ48 لإحراقه.. ألسنة النيران لا تزال تطوق الأقصى

في الذكرى الـ48 لإحراقه.. ألسنة النيران لا تزال تطوق الأقصى

تمر في 21 أغسطس من كل عام، ذكرى إحراق المسجد الأقصى؛ تلك الجريمة الصهيونية التي لا تزال تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة المثخن بالجراح، هي محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحرير المنتظرة لبيت المقدس.

ورغم الجريمة التي شكلت لحظة في تاريخ المسجد المبارك والقضية، إلا أنّ الفكرة الصهيونية بالسيطرة على المسجد الأقصى لا زالت ماثلة وحاضرة بقوة.

الأضرار في الأقصى

الحريق الذي لم يكن تُعرف أسبابه في لحظة اندلاعه، أدى إلى أضرار كبيرة بالقسم الجنوبي من المسجد الأقصى المعروف” بمبنى المسجد الأقصى”وبلغت نسبة الجزء المحترق حوالي 1500م من أصل 4400م وهي مساحة المبنى الكلية.

كما دمر بالكامل منبر صلاح الدين، ومسجد عمر، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة من الأعمدة ممتدة من الجنوب شمالاً داخل المسجد الأقصى، والأقواس، ودمر السقف وأجزاء من القبة الخشبية الداخلية، و48 شباكاً من الجص والزجاج الملون، واحترقت مفروشاته من الزجاج.

وأتت النيران أيضا على مجسم لسورة الإسراء مصنوعة من الفسيفساء، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عامودان رئيسيان مع القوس الحامل للقبة، وتضرر المحراب والجدران الجنوبية.

ادعاءات الاحتلال

ادعت دولة الاحتلال أن الحريق ناتج عن عطل كهربائي، فأجرت شركة كهرباء القدس تحقيقا فنيا وأعلنت عن سلامة الشبكة، ونفت أي علاقة بين الكهرباء والحدث، وجرى مؤتمر صحفي عقده الشيخ حلمي المحتسب رئيس الهيئة الإسلامية بالقدس، أكّد فيه أنّ الحريق متعمد وليس طبيعيا ولا من جراء التيار الكهربائي، وأشار إلى أنّ مياه البلدية لدى سلطات الاحتلال قطعت من منطقة الحرم فور ظهور الحريق.

وأوضح المحتسب في حينه، أنّ سيارات الإطفاء التابعة لبلدية سلطات الاحتلال تأخر وصولها ومباشرتها عملية الإطفاء، لافتا إلى أنّ الذي أسهم في إخماد الحريق هو وصول سيارات إطفاء بلديتي رام الله والخليل.

عدد كبير من الشهود المسلمين الذين شاركوا في إطفاء الحريق، أكدوا أنهم وجدوا الماء مقطوعاً عن المسجد وعن محيطه العمراني القريب، ولولا وجود آبار ماء داخل ساحة المسجد الأقصى ساعدت على الحصول على القليل من الماء بوسائل يدوية بدائية، لكانت خسائر هذا المسجد أكبر بكثير مما كانت عليه، ومعلوم أن بلدية القدس هي التي تتحكم في توزيع المياه.

واتضح من تقارير المهندسين العرب، أن الحريق شب في موضعين اثنين في وقت واحد، الأول عند المنبر، وقد أتى عليه برمته، والثاني عند السطح الجنوبي الشرقي للمسجد، وأتى على سقف ثلاثة أروقة وعلى جزء كبير من هذا القسم، وكانت المسافة بين موقعي الحريقين لا تقل عن مائتي متر.

وهذه التحقيقات دفعت سلطات الاحتلال إلى الإعلان في (23-8-1969)، عن اعتقال منفذ الحريق وهو شاب استرالي مسيحي دخل إلى البلاد قبل أربعة أشهر، يدعى “دينيس مايكل وليم روهان”(28 عاماً) وينتمى إلى كنيسة الرب (الله) التي تقبل بحرفية التوراة وتنبؤاتها، وأن أتباع هذه الطائفة يولون أهمية كبرى لرجوع اليهود إلى “إسرائيل” وخاصة إلى القدس، ويعتقدون أنهم يستطيعون التعجيل بهدم المسجد الأقصى.

محاولات السيطرة

منذ احتلال فلسطين وأولى المراحل الفعلية للاستيلاء على المسجد الأقصى كانت قد بدأت بُعيد سقوط الجزء الشرقي من مدينة القدس في قبضة الاحتلال عام 1967، وأوضحت الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى منذ أربعين عامًا أن الاحتلال يحاول بشتى الوسائل تحقيق حلم السيطرة عليه، وإن كانت الأيام جعلته يُسلم بعد 40 عامًا من سيطرته على القدس أنه فشل في تحقيق ما يريد.

ومن خلال التحركات الصهيونية فإن الاحتلال طرح مخططين للاستيلاء على المسجد، الأول يقوم من خلال استمرار الحفريات حول الأقصى ومن أسفله لضعضعة جدرانه وأساساته بانتظار انهياره طبيعيًا، والحل الثاني يقوم على تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والفلسطينيين والسماح لليهود من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية على غرار الواقع الذي فرضته دولة الاحتلال على المسجد الإبراهيمي في الخليل، وهو ما تفرضه الغالبية الصهيونية.

ويرى مراقبون أن الاحتلال سيتخذ في الفترات القادمة خطوات استثنائية متسارعة لتحقيق ما يريد، وليس أدل على ذلك إلا ما فعله خلال الاقتحامات الأخيرة غير المسبوقة التي طالت جميع أنحاء المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الدخول إليه لفترة هي الأطول منذ احتلال الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات