الجمعة 20/سبتمبر/2024

21 أغسطس.. قادة رحلوا وجهادهم حاضر

21 أغسطس.. قادة رحلوا وجهادهم حاضر

(21 أغسطس) ليس يوما عاديا في تاريخ فلسطين الحافل بالبطولات؛ ففيه وقبل 14 عاما اغتال الاحتلال القيادي في حركة “حماس” إسماعيل أبو شنب، وفيه أيضا وقبل 3 أعوام ارتقى 3 من قادة كتائب القسام في جنوب قطاع غزة في غارة صهيونية على أحد المنازل، وهو اليوم ذاته الذي يصادف ذكرى حريق المسجد الأقصى عام 1969.

رحل القادة العظماء، وتركوا خلفهم إرثا كبيرا، وجهاد عظيما، آثاره لا تزال حاضرة وتتعاظم، وبنوا بنضالهم جسورا للتحرير والعودة.

الشهيد إسماعيل أبو شنب
القائد إسماعيل أبو شنب، يوصف بأنه “عصري الفكر، وحضاري الرؤية”؛ حيث عُرف عنه الإبداع والمثابرة لكنه لم ينعزل بنجاحه، فانخرط في العمل الجهادي ليُزكي علمه، ويعطي كلّ ذي حق حقه.

ولد المهندس إسماعيل حسن محمد أبو شنب “أبو حسن” في الثامن والعشرين من مارس عام 1950م في خيمة على رمال ملعب اليرموك بمدينة غزة، لينتقل بعدها مع أسرته إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة؛ ليعيش كما غيره من أبناء فلسطين فصولاً من القهر الذي لا ينتهي بعد أن هُجّروا من ديارهم رغما عنهم، حتى تزوج في الرابع من أغسطس عام 1977م، ثم أنجب ثمانية أبناء.

ومرت حياة الشهيد بمحطات عدة، وكان له دور بارز في العمل السياسي والاجتماعي، والمهني؛ فقد أسس مع آخرين جمعية المهندسين الفلسطينيين في قطاع غزة عام 1976م وهي الآن نقابة المهندسين، وهي من كبرى النقابات الفلسطينية.

كما أسس مع آخرين الجمعية الإسلامية عام 1976م، وهي الآن من أضخم المؤسسات الاجتماعية في قطاع غزة، وكان عضوا مؤسسا في رابطة الأندية الرياضية الفلسطينية عام 1978م.

وكان الشهيد أبو شنب عضوًا في مجلس شورى الإخوان والهيئة الإدارية في قطاع غزة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات.

وشارك في العديد من اللقاءات الوطنية في فترة السبعينيات والثمانينيات، كما شارك في اجتماع مجلس شورى الإخوان مع آخرين ممثلاً عن قطاع غزة في عام 1980م في الأردن لمناقشة مشاركة في الكفاح المسلح في فلسطين.

كان قائدا للحركة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس ما بين 83-87.

وشارك الشهيد أبو شنب في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وتولى قيادتها في 1988م حتى اعتقاله في مايو 1989م.

القادة الشهداء
وفي مثل هذا اليوم وقبل ثلاثة أعوام، ودّعت كتائب القسام، ثلاثة من قادتها، الذين أفنوا أعمارهم في سبيل الله منذ أكثر من 20 عاماً، وانتقلوا بالقسام من السكين إلى الصواريخ والطائرات.

ونعت الكتائب في بيانها العسكري في يوم 21-8-2014 وخلال معركة العصف المأكول، اثنين من أعضاء مجلسها العسكري، وهما الشهيد القائد محمد إبراهيم صلاح أبو شمالة “أبو خليل”(41 عاماً)، والشهيد القائد رائد صبحي أحمد العطار “أبو أيمن” (40 عاماً)، كما نعت القائد محمد حمدان برهوم “أبو أسامة” (45 عاماً) من الرعيل الأول القسام.

وأكدت الكتائب أن قادتها أذاقوا العدو الويلات، وجرّعوا جنوده المرارة منذ ما يزيد على 20 عاماً.

وقالت الكتائب: إن الشهيد محمد أبو شمالة كان من أبرز مؤسسي كتائب القسام في منطقة رفح، وقاد العديد من العمليات الجهادية وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى.

وأضافت أنه شارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وعُين قائداً لدائرة الإمداد والتجهيز، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية براكين الغضب ومحفوظة وحردون وترميد والوهم المتبدد، كما كان من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.

أما الشهيد رائد العطار فكان رفيق درب الشهيد محمد أبو شمالة في كل المحطات الجهادية منذ التأسيس والبدايات.

وقالت الكتائب: إن العطار شارك في العمليات الجهادية وملاحقة العملاء في الانتفاضة الأولى، ثم في تطوير بنية الجهاز العسكري في الانتفاضة الثانية، ثم قائداً للواء رفح في كتائب القسام، وعضواً في المجلس العسكري العام.

وكشفت أن لواء رفح شهد تحت إمرته الجولات والصولات مع الاحتلال وعلى رأسها حرب الأنفاق وعملية الوهم المتبدد وغيرها من العمليات البطولية الكبرى، وكان له دوره الكبير في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.

أما الشهيد محمد برهوم فكان من أوائل المطاردين في كتائب القسام، وهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، طورد من قوات الاحتلال في عام 1992م.

وأوضحت الكتائب في بيانها أن برهوم نجح بعد فترة من المطاردة من السفر إلى الخارج سراً، وتنقل في كثير من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى القطاع ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد العدو، وشهادتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات