الخميس 01/مايو/2025

المختطفون الأربعة.. عامان على الإخفاء القسري

المختطفون الأربعة.. عامان على الإخفاء القسري

عامٌ جديدٌ من الحزن يمر على أهالي المختطفين الأربعة، يستذكرون خلاله ذلك اليوم المشؤوم الذي اختفى فيه فلذات أكبادهم؛ ليبقى الوجع مستمراً والجرح لم يندمل بعد.

عامان من الأسر والاختطاف والحسرة والفقد والغياب وظلم ذوي القربي، تعرضوا خلالها لأقسى أشكال القهر والألم في مواجهة المجهول في كل مرة.

بدأت الحكاية عندما، اختطف مسلحون مجهولون، يوم 19 أغسطس/آب 2015، الشبان الأربعة: ياسر فتحي زنون، وحسين خميس الزبدة، وعبد الله سعيد أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة)، بعد عبورهم معبر رفح البري، عندما كانوا في طريقهم للسفر إلى تركيا، من أجل العلاج والدراسة، حسب رواية ذويهم.

هذه الحكاية تركت أفراد عوائل المختطفين الأربعة تعيش ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، خاصة بعد مرور (732 يوماً) على اختطاف أبنائهم دون أن تعرف عن مصيرهم شيئا.

كتائب القسام أعلنت في حينه، أن الشبان الأربعة من أعضائها، وحمّلت السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن حياتهم، وطالبت بالإفراج عنهم وإنهاء اختفائهم القسري.

وأمام الصمت المصري، جاءت بعد نحو عام من الاختفاء، الصور المسربة لاثنين من المختطفين هما: ياسر زنون وعبد الدايم أبو لبدة، في أحد السجون المصرية، لتقطع أي شك باحتجازهما من السلطات الأمنية في مصر.


قلق مستمر
“عامان ونحن نتعرض لأقسى أشكال القهر في مواجهة الظلم الذي وقع لأبنائنا المختطفين.. لا ندري عن أحوالهم شيئا، وهل هم أحياء أم أموات”، بهذه الكلمات بدأ علاء شقيق المختطف ياسر زنون حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“.

ويتابع بكل غصة ومرارة: “لم نترك أي جهة إلا وخاطبناها، بدءًا بالصليب الأحمر، ومروراً بجمعيات حقوق الإنسان، وليس انتهاءً بالوفود التي تنطلق إلى الجانب المصري في كل مرة يفتح معبر رفح أبوابه لها”.

وأضاف: “نعيش في قلق مستمر وألم منقطع النظير، خاصة أن كل الطرق والسبل مسدودة”، مطالباً المسؤولين والمعنيين بالتدخل من أجل معرفة خبر أو معلومة حول أبنائهم وأين وصل بهم الحال؟.

وأكد زنون أن والدته أصيبت بعدة أمراض منها الضغط والسكري بعد حادثة الاختطاف، في حين أن زوجة شقيقه تستيقظ من منامها بفزع وقلق، إضافة إلى أن أطفاله بدؤوا يكبرون دون معرفه والدهم.

على رأس الأولويات
التقارب الأخير، بين “حماس”، ومصر، أطلق بارقة أمل لدى أهالي المختطفين، مع تأكيد قائد “حماس” بغزة يحيى السنوار، الذي ترأس وفدها إلى القاهرة قبل عدة أشهر، أكد – وفق علاء زنون- أن ملف المختطفين كان على رأس أولوياتهم في مصر.

وقال زنون بلغته العامية: “نريد معرفة مصير أبنائنا.. اليهود وهم احتلال أول ما بياخدوا أي شخص بيبلغوا أهله بعد أسبوع، وحالة ضرار أبو سيسي المختطف من أكرانيا خير دليل على ذلك”، مشيراً إلى أنه وفي حال ارتكاب أي جرم بحق مصر من الشبان الأربعة فلها الحق بأن تحاكمهم حسب القانون.

لأجل مصر
من جهته، يؤكد محمد أبو لبدة، الناطق باسم عوائل المختطفين أنه لا يوجد أي جديد في ملف الشباب المختطفين، مشيراً أن الوفود التي خرجت من القطاع تحمل هم المختطفين وتضعه على سلم أولوياتها، لكنها لم تأت برد حول مصير الشبان الأربعة حتى اللحظة.

وأضاف شقيق المختطف عبد الدايم أبو لبدة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ندخل العام الثالث ولا يوجد أي معلومات حول مكان احتجازهم وهل هم أحياء أم أموات.. نعيش في قلق ومعاناة مستمرة دون معرفة مصير أبنائنا”.

وطالب السلطات المصرية بضرورة إعادة أبنائهم وفك أسرهم، مشيراً أن الحادثة الأخيرة التي حصلت في رفح من استشهاد نضال الجعفري (استشهد في رفح خلال تصديه لمجموعة “منحرفة فكريا” فجر أحدهم نفسه بعد منعهم من التسلل إلى سيناء) خير دليل أن قطاع غزة يضحي بأبنائه في سبيل حماية أمن القطاع بشكل عام وأمن مصر بشكل خاص.

وفي رسالة للسلطات المصرية: “عامان من القهر والحزن والألم المستمر.. أعيدوا إلينا أبناءنا فهم لم يرتكبوا أي جريمة بحق مصر أو غيرها، وأهل قطاع غزة يتمنون الخير لمصر وأهلها”، متمنياً أن يطمئنوا قلوبهم بمعرفة مصيرهم والسماح لأهلهم بالتواصل معهم ولو هاتفياً إذا لم يرغبوا بإطلاق سراحهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...