الأحد 10/نوفمبر/2024

من شيخ الأقصى للفدائي عمر.. الابتسامة سلاح الأحرار

من شيخ الأقصى للفدائي عمر.. الابتسامة سلاح الأحرار

مبتسما، دخل الفدائي الأسير عمر العبد، قاعة محكمة الاحتلال، ليقهر سجانيه ويربكهم، وهو ما تكرر مع شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، لتتحول ابتسامتهما إلى سلاح يقهر الاحتلال، ويهزأ بإجراءاته العدوانية.

فور بث شريط محاكمة الفدائي عمر العبد، منفذ عملية “حلميش” التي قتل فيها ثلاثة مستوطنين، سارع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ليطالب بإعدام البطل؛ كي لا يعود للابتسامة مجددا، دون أن يدري أنه بذلك سيطلق آلاف عمر العبد.

الفدائي عمر .. الابتسامة القاهرة
وظهر الفدائي عمر العبد، أمس الخميس، لأول مرة منذ اعتقاله، في قاعة محكمة الاحتلال، فيما مددت محكمة “الصلح” الصهيونية بمدينة “ريشون ليتسيون” وسط فلسطين المحتلة، اعتقال الشيخ رائد صلاح حتى الاثنين المقبل.


الفدائي عمر العبد مبتسمًا في قاعة محكمة الاحتلال

ووثقت الكاميرات دخول الفدائي عمر العبد إلى قاعة المحكمة رافعًا رأسه، واثق الخطوة، غير خائف ولا مباليًا بالمحكمة؛ وراح يوزع الابتسامات شمالا ويمينا، وهو ما جعل الاحتلال يجن جنونه أكثر فأكثر، خاصة مع افتخاره بعمليته، وقوله: إنه لم يندم على شيء سوى أنه لم ينل الشهادة.

واعتقلت قوات الاحتلال الأسير عمر العبد، بعد تنفيذه عملية طعن فدائية، في 21 من تموز/يوليو الماضي، أدت لمقتل ثلاثة مستوطنين في مستوطنة “حلميش” (المقامة عنوة على أراضي رام الله)؛ ردًّا على استهداف الأقصى ومصليه.

 

وحاز مشهد ابتسامة الفدائي عمر، على فخر واعتزاز الفلسطينيين، فالشاب أحمد بكر من قرية كوبر مسقط رأس الأسير يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “رأيت شريط محاكمة ابن قريتي البطل عمر العبد، وزدت افتخارا به. رفع رأسنا جميعا، وأكثر ما أغاظ الاحتلال هو ابتسامته. كلنا عمر العبد”.

وأضاف “كان الاحتلال يظن أن عمر سيكون منكسرا ذليلا نادما، ولكنه لم يكن كذلك، لكونه يدافع عن الأقصى والحق الفلسطيني”.

وهدمت سلطات الاحتلال منزل الفدائي عمر العبد، واعتقلت أفراد عائلته بزعم أنهم علموا مسبقا بنيته تنفيذ عملية فدائية، وهو ما نفته والدته قبل اعتقالها، حيث إن عمر كتب وصيته على الفيس بوك، طالبا عائلته مسامحته بما يحدث بعد تنفيذه العملية من تضييق لسلطات الاحتلال عليهم واستشهاده كما كان يتوقع.

ابتسامة الفدائي الأسير، لفتت انتباه الكاتبة الفلسطينية رولا حسين، فقالت: “عمر الذي ابتسم اليوم داخل المحكمة، كان من المفترض أن يجد أمامه عائلته تحضر محكمته، وينظر إليهم ما بين فخره وألمه وشوقه، ولكنه وقف وحيداً بين الأعداء، شامخاً”.

وأضافت “هو يعلم أن والديه وإخوته وعمه أسرى في سجون الاحتلال مثله؛ لأن الاحتلال قرر الانتقام منه على فعلته حين قتل ثلاثة مستوطنين وأصاب الرابع. عمر يعلم أن منزله أصبح ركامًا، ضمن إجراءات العقاب الصهيوني الجماعي، ورغم ذلك ابتسم بعمق”.

وتابعت: “عمر الذي ساوى فينا النظرة ما بين المثقف الذي يجيد الكتابة والمقاومة، والمقاوم الذي لا يجيد الإملاء ولكنه يجيد الفعل بضراوة، فلك أيها العُمر “شكرن بكل إملاء اللغة التي أجدتها، فأنا لن أقول بعد اليوم إلا كما قلت أنت: شكرن”.

شيخ الأقصى.. ابتسامة العزة
وفي اليوم نفسه، الذي تألق فيه الفدائي عمر بابتسامه، ظهر شيخ الأقصى شامخًا هو الآخر في محكمة الاحتلال يلوح بيديه وابتسامته تملأ وجهه؛ ليتفق البطلان على هذا السلاح في وجه المحتل، كما اتفقا في كون الأقصى محور محاكمتهما وتحركهما الجهادي والثوري.

واعتقلت قوة صهيونية خاصة، شيخ الأقصى فجر الثلاثاء الماضي، من منزله في أم الفحم، ونقلته للتحقيق لدى جهاز الأمن العام “الشاباك”، على خلفية خطبه المنادية بنصرة المسجد الأقصى.

محمود اغبارية من بلدة أم الفحم مسقط رأس الأسير الشيخ رائد صلاح، توقف عند الابتسامتين، قائلاً: “ابتسامة الشيخ صلاح والأسير عمر العبد، رفعت معنوياتنا للسماء، وابتسامتهما أغاظت الاحتلال، وقتلته، وأوجعته أكثر من العملية؛ لكون الابتسامة للاثنين معناها أمر واحد فقط، وهو أننا بعون الله منتصرون”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات