الأحد 30/يونيو/2024

استهداف حماة الثغور.. غضب شعبي من الفكر المنحرف

استهداف حماة الثغور..  غضب شعبي من الفكر المنحرف

في حادثة غير معهودة وغير مسبوقة، فجّر انتحاري من أصحاب “الفكر المنحرف” نفسه بقوة أمنية من “حماة الثغور” مما أدى إلى مقتله وإصابة آخر بصحبته، واستشهاد قائد ميداني في كتائب القسام وإصابة آخرين.

هذه الحادثة الغريبة عن المجتمع الفلسطيني أثارت موجة غضب عارمة لدى أبناء الشعب على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم التنظيمية، وخرجت مئات الأصوات والتغريدات المطالبة بالضرب بيدٍ من حديد على يد هؤلاء “المنحرفين فكرياً” وضرورة اجتثاثهم.

بدورها، زفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، القائد الميداني نضال الجعفري (28 عاماً) من مسجد الفاروق في حي الشابورة برفح، وأكّدت أنّه من الذين يحرسون ثغور الوطن من الاحتلال وأعوانه، ومن الدخلاء على شعبنا وعلى فكره الوسطي ونهجه المقاوم، الذين أبوا إلا العبث بأمن شعبنا ومحاولة حرف بوصلة جهاده المقدس ضد الصهاينة المحتلين.

وأكدت الكتائب في بيانها، بأنها لن تتوانى في الدفاع عن شعبنا وأرضنا وحماية مشروع المقاومة من التهديدات كافة، ومواجهة الفكر المنحرف الدخيل بالفكر الجهادي المقاوم الأصيل.

ونشر عشرات النشطاء الفلسطينيين تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للضرب بيدٍ من حديد على أيدي هؤلاء “المنحرفين” وضرورة معالجة المجتمع من هذه الفئات المشبوهة واستئصالهم قبل أن ينتشروا.

المحلل السياسي إبراهيم المدهون علق مغرداً على الحادثة: “الإجرام والتطرف والأفكار المنحرفة مستوردة ومتأثرة بعولمة الجريمة والانحراف واستغلال المخابرات لبعض المتأثرين بسبب تكنولوجيا الاتصال”.

وأضاف: “البيئة الفلسطينية والخطاب الداخلي لم يكن ليخرج يوماً مجرماً منحرفاً مضطرباً متطرفاً”.

الحكمة مطلوبة
وفي وسط حالة الغضب العارمة خرجت بعض الأصوات التي دعت للتعامل بحذر وحكمة مع الأمر، حيث حذّر الخبير الأمني إبراهيم حبيب، من رد الفعل المتطرف على الحادثة، وقال: “برغم خطورة الحدث في رفح، وبرغم استشهاد أحد عناصر الضبط الميداني الأبطال وجرح العديد منهم، وما لهذا الحادث من دلالات أمنية خطيرة، إلا أنني أدعو صنّاع القرار في غزة بالتروي وعدم الاستعجال في اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى فتح مواجهة جديدة داخل القطاع مع هذه العناصر المنحرفة”.

ونصح حبيب، بأن يكون لدى صناع القرار مزيد من الحكمة ومزيد من المعالجات الفكرية، والبحث عن أسباب وجود هذا الفكر المتطرف، مبيناً أنّ ردة الفعل المتطرفة قد تؤدي إلى مزيد من التطرّف.

منظور آخر

ورغم خطورة الحدث ومؤشراته الأخطر، إلا أنّ الباحث والأكاديمي سامي عكيلة، عدّ “حادث رفح” بأنّ له إيجابية مهمة على صعيد الرواية المصرية، التي تتهم المقاومة في غزة، بزعزعة الأمن المصري.

وأشار إلى أنّ ما حدث فجر اليوم -حسب الرواية الفلسطينية- أخف وطأة ، حيث إن عناصر المقاومة؛ لم يكونوا هدفًا بحد ذاتهم؛ لكنهم تحولوا لذلك؛ عندما اعترضوا المجموعة التكفيرية.

وأضاف: “وفي كل الأحوال، دماؤنا ودماء الإخوة في مصر واحدة، ومصابنا مصابهم، وعدونا عدوهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات