الأحد 30/يونيو/2024

بيع التين والصبر.. صفقة الموسم الرابحة

بيع التين والصبر.. صفقة الموسم الرابحة

بات موسم بيع الصبر والتين من المواسم التي تشتهر فيها المدن الفلسطينية عامة، ومدينة نابلس على وجه الخصوص؛ التي تحتضن بعض القرى والبلدات المعروف عنها كثرة الإنتاج لهذين الصنفين من فاكهة الصيف كما اعتاد الكثيرون على تسميتها.

وارتبط شارع المنتزه الواقع بالقرب من منتزه جمال عبد الناصر والقريب من وسط المدينة بهذا الموسم السنوي؛ حيث تعج قارعة الطرق هناك بالباعة الذين ينسلون من بعض القرى والبلدات لعرض بضاعتهم من التين والصبر، ولا سيما من بلدتي تل ورامين المعروفتين بكثرة إنتاجهما لهما.

فرصة الكسب

ويتخذ الكثير من المواطنين من هذا الموسم فرصة للكسب المادي، ومناسبة للحصول على بعض الأموال لتعينهم على صعاب الدهر ومتطلبات الحياة؛ كون بيعهما لا يحتاج إلى رأس مال أو أي تكاليف كبيرة.

محمد اشتيه؛ شاب على أعتاب العشرين من عمره، في صباح كل يوم من أيام هذه الشهور يفترش الأرض صباحًا واضعًا عليها علب التين بأنواعه والصبر؛ منتظرا زبائنه المعتادين وكله أمل بأن يحظى ببيع ما لديه ليعود إلى بيته منتصرًا على  الظروف الاقتصادية الصعبة، كما يقول.

ويشير اشتيه خلال حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن موسم التين والصبر بالنسبة إليه مهم جدا، فهو يحاول خلال شهرين إلى ثلاث شهور أن يجمع ما يستطيع من المال لسداد أقساطه الجامعية التي تثقل كاهله.

وتابع: “أنتظر موسم التين والصبر بشغف، كي أحصل على مصدر رزق مضمون، يساعدني في توفير ما أحتاج من مال لسداد القسط الجامعي؛ كوني طالبا في جامعة النجاح الوطنية”.

المواطن أبو فادي الراميني من بلدة رامين غرب مدينة نابلس يقول: “منذ أكثر من خمسة عشر عاما وأنا أهتم بهذا الموسم اهتماما كبيرا، فعلى الرغم من كوني أعمل في البناء إلا أنني أعلق عملي الأصلي لأتفرغ لبيع التين والصبر، كون موسمهما مصدر خير لكثير من الأسر التي تنتشر في المدن الفلسطينية ولاسيما نابلس وطولكرم”.

تراجع الموسم

ويشير الراميني إلى أن كميات التين والصبر الموجودة الآن في الأسواق أقل بكثير مما كان عليه الأمر قبل سنوات، وتابع: “للأسف نظرًا لغياب الاعتناء بشجرتي التين والصبر فإن الموسوم يتراجع شيئا فشيئا”.

وأضاف: “مع ذلك نجد عشرات المواطنين والشباب يتخذون من هذا الموسم  مصدر رزق لهم، وعونا لعائلاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.

ولعل إجابة الطفل سليم رمضان من بلدة تل والذي هو الآخر اتخذ من شارع المنتزه في نابلس ملاذا لبضاعته من التين والصبر؛ تفسر سبب إقبال الكثير من الأفراد على العمل في بيعه، قائلا: “عملية بيع التين والصبر لا تحتاج إلى رأس مال فأولاً نحن نقطفهما من أراضينا في القرية ومن ثم نتوجه في الصباح الباكر إلى مدينة نابلس، ونختار أفضل الأماكن حيوية ونشاطا، ومن ثم نبيع ما لدينا”.

ومن النادر، قال رمضان “أن نعود ومعنا أي بضاعة بل إن مصيرها في أغلب الأيام البيع  للمواطنين الذين يتهافتون إلى شرائهما”.

وعن سر قيامه ببيع التين والصبر رغم صغر سنه قال: “أنا أحاول أن أكسب المال كي أساعد أسرتي، كون والدي توفي منذ سنوات، ولدي من الأخوة والأخوات أربعة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات