الأحد 30/يونيو/2024

معبر رفح.. الإنسانية المذبوحة

معبر رفح.. الإنسانية المذبوحة

لا يزال نزيف المعاناة يتدفق من بين أوتار الألم، على الرغم من التطمينات التي تصدر تارة من الجانب الفلسطيني، وأخرى من الجانب المصري، حول تسهيلات متوقعة في غضون أسابيع قليلة، ليبقى المواطن  ضحية الحصار في انتظار “الانفراجات الموعودة”.

صراخ الاطفال وبكاء النساء وقهر الرجال، مشهد يتكرر في كل مرة يفتح فيها معبر رفح بعد فترة إغلاق طويلة، ليظهِر قصصاً حق لها أن تُنقش على الصخر؛ كي لا ينسى التاريخ الحال الذي وصلت إليه غزة وأهلها.

فمنذ ساعات الفجر الأولى بدأ المئات من المسافرين الحضور داخل الصالة الخارجية لمعبر رفح، بعد إعلان السلطات المصرية فتح المعبر استثنائياً للسفر بالاتجاهين كليهما، ولمدة يومين.

قصص متشابهة
تتشابه القصص والروايات التي نسمعها ونعاينها ونرصدها، من أشخاص حرموا حقهم في الحياة والتنقل بحرية بسبب سياسات جائرة من القريب والبعيد.

وكغيرها من الحالات تجلس المواطنة نيفين أبو عزب على حقيبتها، علها تنال قسطاً من الراحة بعد ساعات من الانتظار، من أجل سماع اسمها للسماح لها بمغادرة القطاع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويجلس بجانب أبو عزب طفلاها اللذان يتشوقان لرؤية والدهم الذي ينتظرهم بـ”الإمارات”، بعد ما يزيد عن العام وهم محتجزون داخل قطاع غزة بعد قدومهم لزيارة أقاربهم وذويهم.

وتنتظر الوالدة أم أحمد السماح لها بالسفر منذ ما يقارب الـ6 أشهر، بعد انتهاء إقامتهم وتجديدها لأكثر من 3 مرات، الأمر الذي كلفهم الجهد والمال.


null

null

null

أحلام تتبدد
أما المواطنة أم محمد حماد فقصتها تتشابه مع سابقتها في المظهر وتختلف في المضمون، حيث يتوقف مصير ابنتها في الزواج على “البوابة السوداء” وتوجهها لخطيبها في دولة الإمارات العربية.

وعادت أم محمد مع أبنائها الأربعة قبل أربع سنوات إلى قطاع غزة، من أجل إكمال دراستهم الجامعية في غزة نظراً لتكلفة الدراسة العالية في الإمارات، لتتفاجأ بالواقع المرير والصعب الذي يعاني منه سكان القطاع.

وحول قصتها مع معبر رفح تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابنتي خطبت قبل عامين، وأُجّل زفافها أكثر من 3 مرات بسبب ظروف المعبر الصعبة”.

ويتوقف مصير الشابة حماد على أبواب المعبر، متمنية أن يفتح المعبر بشكل مستمر للتخفيف من وطأة الأزمة والأعداد الكثيرة التي تنتظر أملًا في السفر، والتي قاربت أعدادها في كشوفات هيئة التسجيل للسفر في وزارة الداخلية 30 ألف مسافر.

مطالبات بفتح المعبر
وعلى كرسيه المتحرك ينتظر الخمسيني أبو محمد العطار دوره في كشوفات السفر الخاصة بهذا اليوم، من أجل السفر لإكمال علاجه في جمهورية مصر العربية.

وأصيب العطار بجلطة دماغية قبل 7 شهور أفقدته القدرة على الحركة، منتظراً السماح له للعلاج بعد تلقيه تحويلة علاجية إلى مستشفيات مصر.

وطالب السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر، ومراعاة الحالة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، قائلا: “نكنّ كل الود والتقدير لأهلنا في مصر، ونتمنى أن تبقى جسور التواصل ممدودة لوقف نزيف المعاناة المتواصل داخل قطاع غزة”.


null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات