بيت أبو رجب .. هل يتحول لـعش الدبابير بالخليل؟

في ساحة المدرسة الإبراهيمية في مدينة خليل الرحمن وعلى مشارف المسجد الإبراهيمي تنزرع المئات من المنازل التاريخية القديمة وكذلك الحديثة، وسط وجود واستهداف استيطاني صهيوني مكثف يعبث بعراقة المدينة.

هناك، باتت تعشعش الجماعات الاستيطانية من خلال الاستيلاء على المنازل لتحولها إلى “أعشاش دبابير”، تغير من خلالها معالم البلدة القديمة، وتسيطر على مواقع هامة في أسواقها وحاراتها سعيا لتهويدها.

في الزاوية الجنوبية الشرقية لساحة المدرسة الإبراهيمية وبالقرب من زاوية أبو الريش، ينزرع بيت قديم مكون من ثلاثة طوابق يعود لآل أبو رجب التميمي، يسكن فيه عدة أسر، ويطل على المسجد الإبراهيمي حيث بات هذا المنزل مثار اهتمام المستوطنين الصهاينة، مما دفعهم للهيمنة والسيطرة عليه وضح النهار في عملية قرصنة تحت حماية الجيش.

محمد أبو رجب، نجل صاحب المنزل، ناشد المواطنين والجماهير التدخل لحماية المنزل والأسر القاطنة فيه، وحمايتهم من سطوة المستوطنين والجيش الصهيوني.

وقال أبو رجب في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “اقتحم نحو 120 مستوطناً منزلنا قبل نحو أسبوعين، واحتجزونا في الطابق الأول، ومنعنا من الصعود للطوابق العليا والسطح، واعتدوا علينا بالضرب، ودفعوا والدتي وألقوها على الأرض محاولين قتلها، كل ذلك تحت حماية الجيش.

ويضيف “ليست هذه هي المرة الأولى التي يداهمون فيها المنزل، فقد اقتحموه عام 2012 م ومكثوا فيه أياما ومن ثم أخرجهم الجيش، واقتحموه عام 2013م ومكثوا فيه عدة أيام وتم إخراجهم منه، وهاهم اليوم يعودون بكثافة ويقتحمونه ويعتدون علينا، ويحتمون بالجيش، ويتضامن معهم وزراء ونواب صهاينة، ولا يزالون يسيطرون على الطابق الثاني والثالث والسطح، ويحتجزوننا في الطابق الأول، ويتحكمون في دخولنا وخروجنا”.

وأشار أبو رجب إلى أن المستوطنين شرعوا في أعمال حفر وتخريب في البناء لا نعلم طبيعتها لأننا محاصرون ومقيدون من الحركة، وكلما هممنا بالخروج تصدى لنا المستوطنون وجنود الاحتلال وكأننا في سجن.

وعدّ المهندس عماد حمدان، رئيس لجنة إعمار الخليل، أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستغلون الأوضاع السياسية، لخلق وقائع جديدة على الأرض من استيطان ومصادرة للأراضي والمنازل في ظل انشغال الرأي العام، فكما تعلمون جرت عملية اقتحام منزل آل ابو رجب في الساعات التي كان يرابط فيها المقدسيون على أبواب المسجد الأقصى.

وأكد حمدان في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن الجهات القانونية ستتابع ملف منزل آل أبو رجب قانونيا وستخرجهم كما كان الحال في الأعوام السابقة في 2012م و2013م .

وعدّ خبير الاستيطان في محافظة الخليل الأستاذ عبد الهادي حنتش احتلال المستوطنين لبيت آل أبو رجب خطوة باتجاه تهويد البلدة القديمة والاستيلاء على المزيد من المنازل، وحذر حنتش من حالة السكوت المطبق للفلسطينيين على ما يجري.

وأضاف حنتش أن المستوطنين دوما يتذرعون بشرائهم للمنازل عند السيطرة والهيمنة عليها، ويتبين فيما بعد أنهم زوروا وثائق كي يعتمدوا عليها للسيطرة على الأراضي والأبنية.

وكان مستوطنون قد زعموا أنهم اشتروا المبنى، في حين ادعت جمعية “هرحيفي” الصهيونية أنه تم شراء المبنى قبل عدة سنوات، وأن الحكومة تمنع توطين المستوطنين فيه منذ أكثر من 5 سنوات لعدم اكتمال الأوراق الثبوتية.

ونفت عائلة أبو رجب بيعها للمنزل، وقال صلاح محمد أبو رجب: “المستوطنون كذابون مفترون وأتحدى أن يبرزوا وثيقة ملكية حقيقية واحدة غير مزوره، منزلنا له ورثة كثر، ولا يستطيع أحد أن يتصرف به، ونحن مجمعون أن هذا المنزل ورثناه من أجدادنا، ولن نسمح لأحد أن يهيمن عليه أو يدعي ملكيته زورا وبهتانا”.

وأضاف أبو رجب في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “تقدمنا باستئناف للمحكمة العليا الإسرائيلية نطلب فيه إخراج المستوطنين من منزلنا، وتقدمنا أيضا بطعون في الأوراق المزورة التي يدعون من خلالها شراء المنزل، ولن نخرج من منزلنا مهما كلف الثمن”.