الأربعاء 07/مايو/2025

الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم: عندما ينتصر الكف على المخرز

ياسين عز الدين

استطاع الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم أن ينتزعوا حقهم من السلطة الفلسطينية رغم كل المثبطين ورغم قلة الدعم والمساندة، وهي تجربة يجب أخذها بشكل جدي لكي يتعلم الناس أنه رغم تغول السلطة وقمعها والدعم الصهيوني والعالمي لها، إلا أنه يمكن الانتصار عليها والهزيمة ليست قدرًا.

أتذكر جيدًا في بدايات الاعتصام عندما كان الكثير يرددون أنه لا يمكن وقف قرار اتخذه الرئيس الأمريكي ترمب، وأنها “سياسات عليا” وأن الاعتصام لا فائدة منه بل سيغضب السلطة ويعقد الأمور، وغير ذلك من كلام الإحباط والتثبيط.

إلا أن ما أجبر السلطة على الخضوع والتنازل في نهاية المطاف، كان إصرار المعتصمين وطرقهم لجميع الأبواب، وتواصلهم مع جميع أطياف المجتمع الفلسطيني.

وعندما وجدت السلطة نفسها وحيدة أمام المجتمع الفلسطيني بكل أطيافه، اضطرت للانحناء والتنازل، وقبلت بإعادة رواتب الأسرى المحررين من الضفة، والأسرى من الضفة وغزة، مع وعود من عيسى قراقع وقدورة فارس بمتابعة رواتب الأسرى المحررين الموجودين في غزة.

كنا قبل شهرين أمام خطة وقرار مفروض من ترمب يبدأ بأسرى ومحررين من “صفقة وفاء الأحرار”، ثم تمتد لأسرى حماس والجهاد ثم جميع الأسرى ثم أهالي الشهداء.

إلا أن وقوف الأسرى المحررين بقوة وصلابة، أوقف موجة قطع الرواتب في بدايتها، واستطاع عكسها ووأدها في بدايتها.

ولو كان هنالك تضامن شعبي أقوى لربما أجبرت السلطة أن تعيد رواتب جميع الأسرى المحررين بمن فيهم الموجودين في غزة، إلا أن كثرة المتخاذلين والمحبطين والمثبطين، جعل مجال المناورة ضيقًا، ولم يكن بإمكان المعتصمين والمضربين عن الطعام الاستمرار أكثر من ذلك.

وهذه ليست أول مرة يستطيع أبناء حماس انتزاع حقوقهم في الضفة الغربية، فعام 2012م خاض المعلمون المفصولون لأسباب سياسية سلسلة اعتصامات وإضرابات وقضايا في المحاكم إلى أن أجبرت السلطة على إعادتهم لوظائفهم.

ثم خاض بعدهم المعلمون المتجاوز عن دورهم بسبب “السلامة الأمنية” (أو حسن السير والسلوك) وانتصروا وانتزعوا قرارًا بعدم قانونية السلامة الأمنية.

وقبلها عادت الكتل الإسلامية إلى النشاط في الجامعات عام 2011م، وناضلت لكي تنتزع حقها، وما زالت حتى اليوم تناضل لانتزاع حقها في كل “كرتونة” تعلقها على الحائط.

وأذكر عام 2013م بعد فض اعتصام رابعة، حاولت الشبيبة الفتحاوية ممارسة نفس الأسلوب وفض اعتصامات الكتل الإسلامية في جامعات الضفة، لكن صمود أبناء الكتلة أفشلهم.

إذا كان بضع عشرات من المعتصمين والمتضامنين استطاعوا أن يحركوا الرأي العام ويجبروا السلطة على التراجع، وهي ضمن سلسلة تجارب مماثلة، فلا معنى لكلام أولئك المثبطين أصحاب شعار “كله على الفاضي”.

فلنتعلم جيدًا من هذه التجربة ولنتخذها قدوة لانتزاع الحقوق من السلطة، سواء كانت الخاصة بأبناء حماس أو مؤيدي المقاومة أو عموم الشعب الفلسطيني، ولا ننسى أن معركة الرواتب المقطوعة وإن كانت خاصة بأبناء حماس حاليًا لكنها على المدى البعيد تخص جميع الأسرى والمحررين وعائلات الشهداء.

لا يحقرن أحدكم أي شيء بسيط ولو كان منشورًا على الفيسبوك، وبدلًا من لعن الظلام فلتشعل شمعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...