الأحد 11/مايو/2025

مقترح القسام .. هل يعجل الفراغ بحل الأزمة؟

مقترح القسام .. هل يعجل الفراغ بحل الأزمة؟

تباينت آراء المحللين والمتابعين السياسيين حول ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً، بأنّ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” قدّمت مقترحاً لقيادة الحركة السياسية لخطة من أربعة بنود للتعامل مع الأوضاع غير الإنسانية في قطاع غزة، وتدعو إلى إحداث فراغ سياسي وأمني في القطاع، الأمر الذي نفاه عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل.

عقب نفي البردويل للأمر، عادت مصادر وأكّدت لقناة “الميادين” صحة ما تم تداوله، حيث عدت ذلك بأنّه سيشكل خطورة على الإقليم وأن “إسرائيل” أوّل من تلقف الرسالة حين تحدثت عن مدى خطورتها”.

خطوة غير مسبوقة

وكانت وسائل إعلام عبرية وصفت الخطوة بـ”غير المسبوقة والدراماتيكية” عادّة أنها “تنذر بإحداث “فلتان أمني” في القطاع، قد ينفجر بمواجهة مع “إسرائيل”، مشيرة إلى “أن المقترح يعدّ ورقة ضغط على جهات إقليمية وعربية لن تسمح بهذه المواجهة”.

المحلل السياسي حمزة أبو شنب، عدّ ما تم تداوله أنّه أمر ليس ببعيد عما يدور في أروقة المقاومة، وقال: “بل لا أريد الجزم بأن ثمة طروحات أعقد وأصعب مما طُرح، ويعدّ ما يتداول عقلانياً بالنسبة لما يناقش في أوساط المقاومة”.

تدمير أوسلو

وفي الوقت الذي أكّد عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ حركة “حماس” تسعى بكل ما تملك إلى إنهاء اتفاقية أوسلو المدمرة للقضية الفلسطينية، شاركه أبو شنب في وجهة النظر، عاداً أنّ هذا الاقتراح يمثل خطوة استراتيجية لتهشيم ما تبقى من أوسلو وإعادة بلورة مشروع وطني مقاوم بعد ضياع 25 عاماً من التسوية التهمت خلالها الأراضي، وتوسع الاحتلال، وأصبحت السلطة ذات دور وظيفي يخدم الاحتلال.

وفي حين عارض قاسم، فكرة الاقتراح بإحداث فراغ أمني وسياسي في قطاع غزة، دعا حركة “حماس” إلى إحداث أزمات أكبر بانحيازها التام إلى محور الممانعة والمقاومة المتمثل في إيران، وترك كل ما دونهما، مبيناً أنّ ذلك يمكن أن يشكل قلقاً لدى “إسرائيل” والأنظمة العربية.

رؤية جديدة

المحلل السياسي ناجي البطة، أكّد أن “حماس” تريد أن تتخلص من حجج رئيس السلطة محمود عباس، ليس بحل اللجنة الإدارية فحسب بل بترك الساحة كاملةً سياسياً وأمنياً، وهي بذلك أرادت أن توصل الرسالة أنّ الأمر جد وخطير.

وفي نفس الوقت قدم نظيره قاسم، مقترحاً لحركة “حماس” بتجاوز محمود عباس، والسعي قدماً نحو محور المقاومة، والنظر بعين أخرى للقضايا الإنسانية والإدارية في قطاع غزة.

ويشير أبو شنب، إلى أنّ المقاومة لم تعد تقبل مقايضة الشعب بسلاحها، أي أنها ترفض أن يعيش المواطن في ظروف إنسانية معقدة بسبب حمايته للمقاومة، وعلى الاحتلال أن يدفع ثمن ذلك، فهو المسؤول الأول عما يتعرض له قطاع غزة ويتحمل تماهيه مع إجراءات السلطة.

البحث عن مخرج

وفي الوقت يسعى السياسيون للبحث عن مخرج للأزمات المتراكبة والمتراكمة في قطاع غزة، نصح المحلل البطة حركة “حماس” إذا ما أرادت أن ترجع خطوة للخلف بضرورة الإعلان عن الموافقة لإجراء انتخابات عامة وشاملة دون أن تشارك فيها “حماس” لتضمن خروج آمن وناصع من المسؤولية التي تحملها على كاهلها.

الأمر الذي لم يبدِ الباحث أبو شنب تأييده، وقال: “لم تعد طروحات الحلول السابقة كالانتخابات الرئاسية والتشريعية، مقنعة للقاعدة الشعبية للخروج من المأزق، وعلى الكل الفلسطيني التفكير في العودة إلى ما قبل نشأة السلطة، والانتهاء من المظاهر الرسمية، الاكتفاء بالقطاع الخدماتي، فالاحتلال لا يحترم أي نتائج للانتخابات، ويلاحق النواب، ويتحكم بالسلطة، فآن الأوان لتغيير الواقع تجاه إعادة إحياء مقاومة الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات