الأحد 23/يونيو/2024

أبحاث الشامي.. مرض أمه أكسبه لائحة أطباء العالم

أبحاث الشامي.. مرض أمه أكسبه لائحة أطباء العالم

لم يمر سوى عشرة أيام على تخرج الشاب محمد رائد الشامي في كلية الطب بالجامعة الإسلامية بغزة، إلا وبدأ يحصد ثمار جهده المتواصل على مدار 6 أعوام، ليتلقى أول خبر سار له، وهو قبوله محاضراً ومحكماً في المؤتمر العلمي الدولي حول مرض السرطان، في الولايات المتحدة الأمريكية.

واختارت الجمعية الأمريكية للتثقيف والتعليم حول مرض السرطان بالتعاون مع الجمعية الأوروبية ورابطة الاتحاد الأوروبي لتعليم مرضى السرطان، الطبيب الشامي محاضراً ومحكماً في لجنة تحكيم في البوسترات العلمية في مؤتمرها العلمي حول مرض السرطان، بعد تنافس شديد بين 250 طبيبًا حول العالم.

وقال الطبيب الشامي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” الحاصل على درجة طبيب امتياز: إن نجاحه وقبول ورقتين علميتين في المؤتمر الخاص في التعريف والتوعية حول مرض السرطان، يعد نجاحاً استمده من ألم والدته من المرض ذاته.

وبلهجة رسمت خلالها على وجهه علامات الألم تارةً، والفرح تارة أخرى، يقول محمد: “أمي مرضت بسرطان الثدي، ووضعها الصحي أثر عليّ بشكل مباشر، لذا أخذت على عاتقي دراسة هكذا أمراض، والعمل على توفير علاج لها”.

 

الشاب الشامي والذي يقطن في بلدة الزنة الحدودية شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تعرض بيته خلال عدوان الاحتلال الصهيوني عام 2014 إلى الهدم، ليستمد الأمل من بين ركام بيته والعزيمة للاستمرار في دراسته والتفوق رغم الآلام والصعوبات.

ويقول طبيب الامتياز، والذي تخرج في فوج الأقصى من الجامعة الإسلامية، ويعمل في مجمع ناصر الطبي بمحافظة خانيونس: “إن هذه التجربة نوعية وحديثة لخريج حديث في كلية الطب”، موجهاً رسالته إلى زملائه الطلاب والأطباء بالاهتمام بالبحث العلمي.

وأضاف: “لديّ شغف وحب كبير بعلم الأورام، بعد إصابة والدتي بالمرض خلال دراستي في المرحلة الجامعية الثانية”.

محاولات للتغيير
الطبيب الشامي، والذي يحاول من خلال أبحاثه العلمية للتغيير والوصول إلى علاج لمرضى السرطان ووالدته التي تعاني منذ سنوات، أوضح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه لم يشارك من الأطباء الفلسطينيين غيره في المؤتمر، وأن النصيب الأكبر للمشاركين من الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن أهداف المؤتمر بين أنه يركز على تحسين مستوى الخدمة المقدمة لمرضى السرطان وجوْدتها في ظل توجه الدول الأوروبية لعلاج مرض السرطان لمشاركة المريض نفسه في عملية العلاج، مشيراً إلى أن المريض بحاجة لمعرفة ووعي كافٍ للتعرف على طبيعة العلاج الذي يحتاجه.

وناشد الطبيب الجهات المعنية مساعدته في تحقيق هذا الإنجاز، بالمساهمة في الدعم المالي لتكاليف السفر الباهظة، والعمل على سفره عبر معبر فح البري أو حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة.

“الطبيب يستحق”
الدكتورة بتينا بوتشر، المحاضرة في كلية الطب بالجامعة الإسلامية، والتي كان لها دور أساسي في دعم الطبيب الشامي ومساندته، أكدت أن ما حصل عليه من قبول في لجنة التحكيم، يستحقه بجدارة.

وقالت بوتشر -ألمانية الأصل تدرّس في قطاع غزة منذ عامين-: “إن الشامي لديه الرؤية والفهم الكبير لبحث العلمي، ويستحق هذا المنصب”.

وأضافت خلال حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن طلاب الجامعة الإسلامية لديهم الدافع الذاتي والمعنوي في الدراسة والتميز في تخصصاتهم العلمية.

من جانبه، أشاد الدكتور خميس الإسي، رئيس وحدة الطب المسند بالبراهين في الجامعة الإسلامية، بجهود الطبيب الشامي، مشيراً إلى أنه الطالب الأول الذي حصل على تدريب في جامعات لندن، إلا أنه لم يتمكن من السفر بسبب إغلاق المعابر.

وقال الإسي لمراسلنا: إن كلية الطب تسعى للارتقاء بطلابها للمستويات العالمية، و”نأخذ أفضل السبل التعليمية، وهذا أقل الواجب، وهي حقوقهم”.

يشار إلى أن المؤتمر من المقرر أن ينعقد في مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو الأمريكية على مدار ثلاثة أيام في الفترة الواقعة بين الثالث عشر حتى الخامس عشر من شهر سبتمبر القادم، بحضور أطباء دوليين وباحثين في مجالات مرض السرطان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...