الأحد 11/مايو/2025

الشهيد القسامي بلاسمة.. التلميذ السادس للعياش

الشهيد القسامي بلاسمة.. التلميذ السادس للعياش

طائرتا أباتشي هجوميتان؛ تحوم فوق جبال وتلال سلفيت في ساعة مبكرة، وعلى ارتفاعات منخفضة؛ وكأنها تبحث عن شيء ما؛ وذلك بعد سماع دوي انفجار كبير وإطلاق رصاص غرب سلفيت، مما أثار تساؤلات المواطنين؛ ليتبين لاحقا أن هجوما أوقع ثلاثة من المستوطنين قتلى، بعد يوم واحد فقط من اغتيال الشهيد القسامي محمد بلاسمة من سلفيت.

ولا تنسى أسماء جابر والدة الشهيد ذلك اليوم وتقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كان الحزن يعم أجواء المنزل، وأفراد العائلة كافة؛ بعد أن اغتال جنود الاحتلال ولدي محمد ظهر يوم الجمعة (6-8-2004)، إلا أن سماع صوت الانفجار وإطلاق الرصاص بعد يوم واحد على استشهاده، ومن ثم رؤيتنا للطائرتين فوق سلفيت وقراها؛ ومقتل المستوطنين؛ أثلج صدورنا وخفف عنا من مصابنا، وتأكدنا من وجود رجال أبطال يثأرون لولدي محمد.

عملية الاغتيال

وعن حادثة استشهاده تقول: “قنصوه برصاصة في الرأس وكسروا كتفه، ومن ثم اعتقلوا مطاردا كان معه من كفر الديك، وكان آخر ما أكله هو قطف عنب، ولم يترك سلاحه من يده إلا بعد أن سقط شهيدا”.

ويتذكر أهالي سلفيت ذالك اليوم ؛ حيث حلت الذكرى الـ13 يوم الأحد (6-8) لاستشهاد القسامي بلاسمة؛ والذي وصفته صحافة الاحتلال وقتها بالتلميذ السادس للشهيد القائد المهندس يحيى عياش.

وعن عملية اغتيال الشهيد يقول المواطن أحمد عبد الله، وكان ممن شاهد الطائرات،  إن خبر استشهاد محمد نزل كالصاعقة على أهالي سلفيت وقراها، فقد اشترك في عملية اغتياله قرابة 600 جندي وثلاث طائرات؛ منها مروحيتان وطائرة استطلاع رآها كل أهل سلفيت وقراها، وهي تحوم فوق المدينة.

وكان الشهيد بلاسمة قد قتل وجرح العديد من الجنود والمستوطنين مع زميله القائد القسامي الشهيد سامر دواهقة؛ والذي استشهد هو أيضا؛ لاحقا بعد قصف صاروخي من طائرات الاحتلال، واشتباك مسلح مع جنود الاحتلال.

وعد بالثأر

وكم كانت لحظات عزة وافتخار عندما رأى أهالي سلفيت خلال تشييع جثمان الشهيد بلاسمة، المطارد سامر دواهقة يترجل ليقف على قبر الشهيد محمد ويقول: “رصاصنا لا يطلق في الهواء تكريما لروح الشهيد بلاسمة؛ بل في صدور الصهاينة؛ وهو ما فاجأ آلاف المشيعين الذين تعودوا أن يطلق الرصاص بكثافة في الهواء خلال تشييع جنازات الشهداء”.

وما فاجأ أهالي سلفيت أكثر؛ أنه خلال أقل من 24 ساعة؛ يصدق القسامي دواهقة بكل كلمة؛ ويفي بوعده ويثأر للشهيد بلاسمة؛ بقتله ثلاثة مستوطنين في عملية تفجير وإطلاق نار على حافلة للمستوطنين ومركبات تتبع للمستوطنين على خط ما يسمى “بعابر السامرة” شمال سلفيت؛ ذلك الخط الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون إلى مستوطنة “اريئيل” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية.

ويتناقل أهالي سلفيت رواية، كيف أن الشهيد دواهقة والذي خلف الشهيد بلاسمة؛ كان قد نجح بقتل ثلاثة من القوات الخاصة الصهيونية التي كمنت له قرب منزل أخته مع عيد الفطر ليقتلوه؛ بعد حادثة استشهاد زميله محمد؛ ولكنه فاجأهم بكشف كمينهم وإفراغ رصاصه في أجسادهم؛ ولم يقدروا على الرد على مصدر النيران لهول المفاجأة التي لم يعتادوها.

ولاحقا -دواهقة – تلميذ الشهيد بلاسمة؛ يقف على قبر زميله الشهيد جهاد حسان أبو نعيم من كتائب شهداء الأقصى، وقال مخاطبا الجموع الحاشدة؛ الثأر لك دين في أعناقنا؛ ورصاصنا لا يطلق في الهواء؛ وبالفعل كمن لجنود الاحتلال وقتل جنديا ثأرا له بعد أيام من استشهاد الشهيد أبو نعيم..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات