شاهد الملك.. هل يطيح بـعرش نتنياهو؟

تناولت وسائل إعلام العدو كافة، الأحد، التطورات الأخيرة بخصوص ملفات التحقيق مع نتنياهو، في ضوء توصل الشرطة والنيابة الصهيونيتين إلى اتفاق مع آري هارو، أحد الشخصيات التي رافقت نتنياهو، على تحويله إلى شاهد ملك.

مراقبون وجدوا بالأمر محفزا لوقوع هزة سياسية في “إسرائيل” قد تنهي قرابة عشر سنوات من حكم نتنياهو، في حال تقرر فعلا تقديمه إلى المحاكمة بتهم الرشوة والفساد السلطوي.

ووفقا لما نشرته بعض الصحف العبرية، اليوم، فقد وقع أمس الأول الجمعة، الاتفاق على صفقة “الشاهد الملك” بين مدير مكتب نتنياهو السابق، آري هارو، والشرطة والنيابة، بمصادقة المستشار القانوني للحكومة أبيحاي مندلبليت، والنائب العام للدولة شاي نيتسان.

وكتبت “هآرتس” أن هارو (شاهد الملك) يتمتع بدور مركزي في الملف 2000، كونه سجل قسما من المحادثات التي جرت بين نتنياهو، وممول “يديعوت احرنوت” نوني موزس، بواسطة هاتفه الخليوي.

كما أنه شارك في بعض الجلسات، بالإضافة إلى وجود دلائل على أن نتنياهو طلب من هارو القيام بعدة تدابير بهدف فحص جدية موزس في تنفيذ الصفقة التي كانت تهدف إلى تغطية نشاطات نتنياهو بشكل إيجابي في “يديعوت احرونوت”، مقابل عمله على سن قانون يحد من انتشار “يسرائيل هيوم”.

وتتابع “هآرتس”: في حال أفاد هارو أمام الشرطة بأنه عمل باسم نتنياهو من أجل عقد صفقة “السلطة مقابل الصحيفة”، فان هذا سيعني حدوث تطور كبير في هذا الملف الخطير، والجوهري من بين ملفات التحقيق مع نتنياهو.

ويشار إلى أن نتنياهو ادعى حتى الآن، أنه تظاهر برغبته بالتوصل إلى صفقة مع موزس، وأن الاتصالات بينهما كانت محادثات واهية.

وحسب الاتفاق الذي وقعته الشرطة “الإسرائيلية” مع هارو، فإنه لن يجلس في السجن، مقابل ما سيقدمه من معلومات، وإنما سيمضي فترة ستة أشهر في خدمة الجمهور، ويدفع غرامة قدرها 700 ألف شيكل.

يشار إلى أن هارو كان مقربا جدا من نتنياهو حين أدار الأخير منظومة علاقات وثيقة مع رجل الأعمال ارنون ميلتشين، وهي القضية التي يشملها التحقيق في الملف 1000، ويبدو في هذا الملف أن لدى هارو ما يرسخ العلاقات المتبادلة بين نتنياهو والشخصيات التي رشته.

ما بعد نتنياهو

في هذا السياق، كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” عن حالة الارتباك التي يشهدها حزب السلطة (الليكود) في ظل التطورات الأخيرة.

تقول الصحيفة: إنه بعد أشهر طويلة فضل خلالها كبار المسؤولين في حزب الليكود، الجلوس جانبا والحفاظ على الصمت، اضطروا في نهاية الأسبوع إلى بدء التفكير في اليوم الذي سيلي بنيامين نتنياهو.

وتضيف الصحيفة: الاتفاق الذي وقعه اري هارو مع الشرطة “الإسرائيلية”، كشاهد ملك، في ملفات التحقيق ضد نتنياهو، أجبر المسؤولين الكبار في الليكود على بدء الاستعداد لاحتمال حدوث هزة سياسية كبيرة: انتخابات، تشكيل حكومة بديلة في حال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، وطبعا – صراع على الورثة.

وكلما اشتد الخناق حول نتنياهو، يبدو أن الكثيرين من وزراء الليكود يتهربون من منح لقاءات أو الخروج للدفاع عنه في وسائل الإعلام.

وقالوا في الحزب: هناك حالة كبيرة من الحرج، الوضع الأكثر تعقيدا من ناحية نتنياهو هو أنه لم يتبق لديه الكثير من المقربين باستثناء زوجته سارة وابنه يئير، لكنه على الرغم من ذلك، فان مكانته في الليكود لا تزال قوية، وغالبية الأعضاء لا يزالون يدعمونه.

وقال مصدر رفيع في محيط نتنياهو إن الشخصيات البارزة التي تم “تجنيدها” لمهمة الدفاع عن نتنياهو في وسائل الإعلام، هم رئيس الائتلاف النائب دافيد بيتان، والنائبان دافيد مسلم ونافا بوكير.

وقد اهتم بيتان بالخروج للدفاع عن رئيس الحكومة عندما هاجم، في نهاية الأسبوع، خلال لقاء في القناة الثانية، الوزراء الذين رفضوا الوقوف إلى جانب نتنياهو والدفاع عنه، قائلا إن “هناك وزراء لا يهمهم إلا استبدال نتنياهو، ونحن سنصفي الحساب معهم في الانتخابات الداخلية، أعضاء الحزب يذكرون ذلك”.

وكان الصوت الوحيد في الليكود الذي أعلن على الملأ دعمه لاستقالة نتنياهو في حال تقديم لائحة اتهام ضده، هو رئيس لجنة الخارجية والأمن، افي ديختر. وقبل التوقيع مع هارو على اتفاق الشاهد الملك، قال ديختر إن “على رئيس الحكومة أو وزير الأمن الذي يقدم ضده لائحة اتهام، ترك منصبه، إلا إذا كان هناك سبب آخر، آمل أن لا يحدث ذلك”.

ورد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمس، على التطورات في التحقيق ضده، وقال في شريط نشره على الفيسبوك: “لا يمكن بدون القضية الأسبوعية. أريد القول لمواطني إسرائيل- أنا لا أهتم بالضجيج الخلفي وأواصل العمل لأجلكم”.