الثلاثاء 24/سبتمبر/2024

صاحب اللحية الحمراء وحكاية 34 عاما بالاعتقال

صاحب اللحية الحمراء وحكاية 34 عاما بالاعتقال

“صاحب اللحية الحمراء”، رجل يهابه الغزاة، ويحترمونه في آنٍ؛ فهم يعرفون أن رجلا أمضى نصف عمره في السجون لن يتراجع عن الخط الذي سار فيه، إنه يذكرهم بهشاشتهم، وأنهم زائلون عن هذه الأرض لا محالة مهما طال بهم الزمان.

محمد أبو طير.. إنه الصوت الذي يرهب “إسرائيل” والوجه الذي يخيفهم، ظنوا أنهم بإبعاده عن معشوقته القدس، سيستكين، فـ”خاب فألهم؛ فالرجل ماضٍ بجهاده لن يتوقف”.

بالكاد يستطيع “صاحب اللحية الحمراء” أن يستريح يوماً واحداً في بيته بالقدس، (قبل أن يبعَد إلى رام الله)، فحكاية الاعتقال لا تنتهي، والأعوام الـ 34 التي قضاها في سجون الاحتلال على فترات متفرقة، لم تفتّ في عزيمته وإرادته.

النائب أبو طير (65 عاما)، لم يقضِ سوى شهرين قبل اعتقاله الأخير بين عائلته؛ يقول في حوار صحافي سابق: “إنه لن يرضخ، ولن يذعن، ولن يتمكنوا مني”.

تقول زوجته، لمراسلنا: “إن زوجها خرج من جنبات المسجد الأقصى المبارك، وبدأت تفاصيل معاناته منذ مطلع السبعينيات، ليكون الاعتقال والتحقيق والعزل رفيق دربه مرة تلو مرة؛ ومن ثم يتنسّم الحرية أيامًا أو أسابيع، ثم يُعاد اعتقاله من جديد، كما جرى يوم الجمعة الماضي”.

من “فتح” لـ”حماس”

أنهى الشيخ الثانوية العامة الشرعية في القدس عام 1971، وبدل أن يكمل دراسته قرر خوض غمار النضال من أجل فلسطين، فالتحق بصفوف حركة فتح في لبنان وتدرب في معسكراتها، ثم عاد إلى فلسطين ليبدأ رحلته، فاعتقل في العام 1974، وحكم عليه بالسجن 16 عاما، خفّفت بعد الاستئناف إلى 13 عاما.

عندما ظهرت حماس التحق أبو طير بصفوفها، ووجد فيها الأمل الذي كان ينتظره ويحاكي أفكاره، ولم يمضِ كثيرٌ من الوقت حتى اعتقل في العام 89 (انطلاق انتفاضة الحجارة الأولى)، ليمضي عاما ونيفًا في السجن، ثم اعتقل من جديد في العام 90 ستة أشهر، لكنه ما لبث أن خاض غمار العمل العسكري في الضفة الغربية بعد انطلاقه في قطاع غزة، فاعتقل في العام 1992 بتهمة الانتماء إلى كتائب القسام وشراء السلاح، وحكم ست سنوات ونيفًا أمضاها كاملة.

وفي حزيران عام 2006 أقدمت قوات الاحتلال على إعادة اعتقاله مع نواب ووزراء حركة حماس كافة، ليحكم عليه بالسجن 52 شهرا، وما إن أُفرج عنه حتى أصدرت المخابرات الصهيونية قرارا بإبعاده ونواب القدس محمد طوطح وأحمد عطون ووزيرها السابق خالد أبو عرفة، الذين بدورهم رفعوا شعارهم “إنا باقون في مدينتنا”.

وكانت قوات الاحتلال، اعتقلت فجر الجمعة الماضي النائب في المجلس التشريعي محمد أبو طير من منزله الكائن في رام الله.

ويأتي اعتقال أبو طير، بعد ان أطلق سراحه قبل حوالي شهرين من السجون “الإسرائيلية”، حيث أمضى حكما بالسجن 17 شهرا، بتهمة الانتماء لحركة حماس.

وباعتقال أبو طير؛ يصبح عدد النواب الفلسطينيين في السجون الصهيونية 13 نائبا، جميعهم حولهم الاحتلال للاعتقال الاداري، حسب نادي الأسير، باستثناء القيادي في حركة فتح النائب مروان البرغوثي الذي صدر حكم بسجنه أربعة مؤبدات، وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات الذي يمضي حكما بالسجن لثلاثين عاما.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات