الأحد 30/يونيو/2024

انتصار القدس.. بناء لا يكتمل إلا بالوحدة والمقاومة

انتصار القدس.. بناء لا يكتمل إلا بالوحدة والمقاومة

خرج المقدسيون منتصرين في جولتهم الأولى ضد البوابات، وهو ما ولد الخشية لدى الاحتلال من انعكاسات ذلك على تصاعد انتفاضة القدس؛ حيث ترى صحافة الاحتلال أن المقدسيين يسعون بعد إنجازهم لتقليده في مواقع أخرى، فيما تساءل كتاب ومحللون فلسطينيون عن كيفية البناء على الانتصار لمراكمة الإنجاز تلو الإنجاز حتى دحر الاحتلال.

“الإنجاز يولد إنجازا”، و”النصر يقوم لنصر آخر”؛ وهو ما عبرت عنه صحيفة “هآرتس” العبرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (1-8-2017) أن المقدسيين، بعد انتصارهم في معركة الأقصى، يريدون الانتقال لمواجهات مشابهة في قضايا أخرى تخص مدينتهم المقدسة.

معركة ضمن حرب

وعن البناء على انتصار القدس يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إن “ما تحقق في القدس هو انتصار صغير، ولكنه ذو مغزى كبير، وهو معركة واحدة ضمن حرب طويلة، لذلك لا يجب أن تأخذ الفلسطينيين نشوة الانتصار وتمنعهم من رؤية الواقع بكل مخاطره وتعقيداته، لا سيما المحاولات والمخططات “الإسرائيلية” الرامية إلى خطف الانتصار، التي لاحظنا تجسيداتها حتى اللحظة الأخيرة من خلال محاولة الإبقاء على إغلاق “باب حطة”، وتحديد أعمار من يحق لهم دخول الأقصى، إضافة إلى مهاجمة المصلين والمحتفلين بالنصر؛ للتأكيد بأن “إسرائيل” رغم اضطرارها للتراجع لا تزال هي صاحبة السيادة”.

ويتساءل المصري: “هل يمكن البناء على هذا الانتصار، وإذا كان ممكنًا كيف يمكن تحقيق ذلك؟”.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أهم الدروس المستفادة من “انتفاضة القدس” هو أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية مركزية في المنطقة، وخصوصًا في الأردن الذي شهد حالة من الغليان الشعبي ما قبل وبعد اغتيال الأردنييْن على يد حارس السفارة (الإسرائيلية)”.

ويتابع: “حالة التوحد الفلسطينية في القدس وفرت حالة إجماع وطني قلّ نظيرها منذ وقوع الانقسام حتى يومنا هذا، ويجب أن نعترف بصعوبة البناء على ما تحقق إذا لم يتم الاحتفاظ بأسباب الانتصار المذكورة وغيرها، والمراكمة عليها.. وهنا تكتسب مسألة تشكيل قيادة موحدة في القدس أهمية بالغة شرط أن تبتعد عن القيادة لا سيما بعد تاريخ طويل لا يزال ماثلًا من الأوهام والرهانات على نجاح مسار “أوسلو” رغم ما انتهى إليه من وضع كارثي؛ فملحمة القدس  أكدت أن من يراهن على الشعب يربح ومن يراهن على الغير يخسر”، كما قال المصري.

انتصار المقدسيين

ويرى بروفيسور السياسة عبد الستار قاسم أن أهل القدس أبدوا انتماء والتزامًا لا مثيل لهما، وأصروا على حماية المسجد العظيم وباحاته المقدسة، وحققوا ما أرادوا، ويجب البناء عليه وتكراره في مواقع أخرى.

ويقول قاسم لمراسلنا: “تراجع الاحتلال عن إجراءاته على بوابات المسجد الأقصى، وهذا إنجاز كبير يُحسب لأهل القدس فقط.. شعبنا في كل الأنحاء لا يقصر ولم يقصر،  ونرجو ألا يطل علينا أحد من أي جهة كانت شرقية أو غربية ويدعي تحقيق هذا الإنجاز.. نحن لسنا بحاجة إلى مزايدين ومدعين يسرقون تضحيات الشعب”.

وعن البناء على الانتصار يضيف قاسم: “ما حصل في القدس يؤكد وبقوة أننا نحن الشعب الفلسطيني نستطيع حمل بعض، ونستطيع تحقيق الإنجازات بعون الله تعالى وبدون منّة من أحد.. إذا ارتفع مستوى تعاوننا وتكافلنا وتضامننا فإننا نغطي بعضنا، وهذه هي الروح الإسلامية الصحيحة، وليكن لنا في هذه التجربة درس من أجل أن نصر على سياسة الاعتماد على الذات وليس على الغير.. لقد حملنا أنفسنا وبعضنا عام 1936 وعام 1987 خلال الانتفاضة، ونحن نحمل بعضنا الآن”.

التوحد حول الهدف

بدوره يرى الكاتب الصحفي د. خالد معالي أنه يمكن البناء على انتصار القدس بمعرفة وإدراك أن ما حصل هو جولة من الجولات ولا يصح النزول عن الجبل مبكرًا، ولا يصح إعادة السيف إلى غمده ما دامت المعركة مستمرة؛ فكل يوم يدنس المستوطنون الأقصى؛ حيث يلاحظ أنهم كثفوا من اقتحاماتهم بعد الانتصار لمواساة أنفسهم ومداواة كبريائهم الذي جرحه المقدسيون”.

ويتابع: “العمل على ما حققه أهل القدس خلال معركتهم، من تلاحم ووحدة في الميدان، وتعزيز ذلك على الدوام؛ وتطويره هو المطلوب في المرحلة القادمة، فالمقاومة كانت على الدوام توحد؛ بعكس المفاوضات؛ وتبين ضعف الاحتلال أمام المقاومة الشعبية عندما تكون تجمعات بالآلاف موحدين حول هدف واحد، والمقاومة الشعبية -بدون سلاح- ومن خلال تجمعات وحشودات كبيرة وإصرار على الهدف النبيل استطاعت أن تنتصر، بعكس ما يروج دعاة فكر الهزيمة من أنه لا جدوى من المقاومة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات