الخميس 08/مايو/2025

أسرة النائب سلهب.. صمود يبدد عذابات الفراق

أسرة النائب سلهب.. صمود يبدد عذابات الفراق

جمعتهما رحلة الحياة، وارتضيا آمالها وآلامها وأفراحها وأتراحها، لم يعكر صفوها سوى قبضة الاحتلال الحديدية المستمرة واعتقالاته المتواصلة بحق زوجها.. إنها السيدة أم نعمان سلهب زوجة النائب الأسير الدكتور عزام سلهب.

تروي أم نعمان في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، لحظات الفخر والاعتزاز بزواجها من النائب سلهب ورحلته النضالية، كما تكشف الوجه الآخر للحياة التي حولها الاحتلال إلى عذابات متواصلة جراء سنوات الاعتقال التي حرمتها زوجها.

قامة مرتفعة

تقول لمراسلنا: “لعمري كم أنني حزينة وفخورة على رحلة حياتي مع زوجي الدكتور النائب أبو نعمان الذي نذر حياته لدينه ووطنه وشعبه.. حزينة على رحلة العذاب والمحنة التي عاشها زوجي في ظل الاحتلال حيث قضى نحو 15 عاما في سجون الاحتلال، وعاما في الإبعاد إلى مرج الزهور بالجنوب اللبناني تجرعنا خلالها الألم والحرمان”.

وتضيف “لكنني فخورة في نفس الوقت برفقة زوج عاش حياته لله داعية وخطيبا وسياسيا وقائدا إسلاميا، وظّف وقته وفكره وعلمه لخدمة شعبه ووطنه، كل شيء يهون أمام هذه القامة المرتفعة الشامخة”.

وتتابع: “الحياة الزوجية مع الدعاة والمجاهدين جميلة وجميلة جدا، وكذا الحال مع أبي نعمان الذي أسعدنا، لقد عهدناه مخلصا لأسرته ومحبا ووفيا لهم، كذلك لأبناء أمته وشعبه، فالكل كان يبحث عن المسجد الذي يخطب فيه ليستمع إلى عطائه الدعوي، وكم من الأجيال والدعاة وطلبة العلم تخرج وهو في كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الخليل محاضرا وعميدا لها، وفي السجن عهدناه صبورا وقائدا للحركة الأسيرة فلم تكسره عتمة الزنزانة ولا قيد السجان”.

وأكدت أم نعمان أنهم عاشوا محنة الفراق بسبب الاعتقالات المتواصلة التي زادت عن عشر مرات طيلة خمسة عشر عاما، فتقول: “تصور أن ابنه البكر نعمان خطب وتزوج ووالده في السجن، وعندما خرج أبو نعمان من السجن خطبت ابنتنا وقررنا أن نفرح وبدأ أبو نعمان يوزع بطاقات الدعوة، وبينما هو عائد من رام الله اعتقلته قوات الاحتلال على حاجز نصب له في منطقة الخان الأحمر على طريق أريحا ليلة خطبة ابنتي، فجرت مراسيم عقد القران دون حضوره، وحزنت ابنتي كثيرا بدلا من الفرح يوم خطبتها”.

وأردفت “كما أن والدته أم عزام توفيت وهو في سجن النقب دون أن يراها، وخلال هذا الاعتقال الإداري الجديد توفي والده الحاج نعمان (أبو عزام) ودفن دون أن يودعه أبو نعمان بسبب وجوده داخل السجن … والحمد لله على كل الأحوال”.
 
همة وعزيمة

نعمان (36 عامًا)، الابن الأكبر للدكتور سلهب يجزم أن والده رغم كبر سنه وشيخوخته ومرضه لا زال صاحب همة وعزيمة، فلم ولن يسكته الاعتقال، فوصايا والده له وللأسرة دوما هي الصبر واحتساب الفراق عند الله.

يقول نعمان: “هم والدي دوما وهو يسأل عنا: كيف حال إخوتي وأخواتي وأمي.. كيف دينهم والتزامهم؟، كيف أحوال الأمة والشعب خارج السجن؟، كيف تفاعلهم مع قضيتهم وأقصاهم؟، حبه لدينه ووطنه ومقدساته هو المقدم في الدرجة الأولى”.

ويشير نعمان إلى أن والده يذكره دوما أن “السجن أيام وتنقضي وكذا الحياة.. المهم أن يكون الإنسان طائعا لله مخلصا لشعبه ووطنه”.

يذكر أن الدكتور النائب عزام نعمان سلهب ولد في الخليل عام 1956م ودرس الشريعة والعقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل على درجة الدكتوراه، وعمل محاضرا في كلية الشريعة بجامعة الخليل وأصبح عميدا لها، وعمل محاضرا في جامعة القدس المفتوحة، وكان رئيسا لرابطة علماء فلسطين في محافظة الخليل، وعضوا في لجنة التعليم العالي في الضفة الغربية، ونائبا لرئيس الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل.

أبعد سلهب إلى مرج الزهور عام 1992م، وانتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م، وهو الآن معتقل في سجن النقب الصحراوي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...