الإثنين 24/يونيو/2024

معركة البوابات.. مرابطون بين حسابات الاحتلال وراكبي الأمواج

معركة البوابات.. مرابطون بين حسابات الاحتلال وراكبي الأمواج

أيامًا قليلة بعد اندلاع أزمة البوابات الحديدية على مداخل الأقصى، نشرت الصحفية الصهيونية الشهيرة “شمريت مائير”، مقالاً قالت فيه: “لو كنت مكان نتنياهو لأبلغت الإدارة الأمريكية استعدادي لإزالة البوابات الإلكترونية شريطة أن أتلقى اتصالاً هاتفيًّا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.

أما وزير الجيش الصهيوني السابق موشيه يعالون، فوصف قرار نتنياهو وضع البوابات والكاميرات، قائلاً: “عندما يلقي مجنون حجرًا في البئر، فإنه حتى ألف عاقل لن ينجح بإخراجه”، موضحًا أن “نتنياهو وضع البوابات الإلكترونية في الحرم دون أن ينسق ذلك مع الأردن”، ووجه يعالون انتقادات حادة لوزراء حكومة الاحتلال الذين رفضوا الاستماع لما قدمه الشاباك والجيش الصهيوني واللذان كانا ضد وضع البوابات الإلكترونية.
 
بدورها كررت وسائل إعلام الاحتلال وعن قصد خلال فترة الأزمة أن “الجيش “الإسرائيلي” والشاباك يوصيان بعدم الإصرار على وضع البوابات الالكترونية على مداخل الحرم القدسي والبحث عن تسوية، مؤكدة أن نتنياهو اتخذ القرار منفردًا، ولم يأخذ برأي المؤسسة الأمنية والعسكرية.

وأمام معادلة واضحة لا يفهم الصهاينة غيرها، تقوم على معيار وهو مستوى التدهور الأمني المترتب على القضية وليس أي اعتبار آخر، يقوده صمود حركة المرابطين في المسجد الأقصى ومستوى العمليات وتقديرات التدهور الأمني سيما بعد عملية حلميش التي نفذها الناشط في حركة حماس عمر العبد.

فحسب مصادر في الجيش الصهيوني، قالت: “من الصعب جدًّا إعادة الهدوء والاستقرار الأمني إلى الشارع، وأن ذلك يستغرق عدة أسابيع قبل القول أن موجة “الإرهاب” قد انحسرت”، محذرة من “استمرار أزمة البوابات دون حل قريب”.

راكبو الأمواج

وفي ظل وضع صعب وجد نتنياهو نفسه فيه مع تخلي حتى الوزراء المقربين عنه في هذه المعركة، وأوصاف مقلقة للكيان الصهيوني أطلقتها وسائل إعلام الاحتلال وأجهزة الأمنية تعقيبًا على حركة المرابطين بأنها “صحوة غير مسبوقة في القدس”، كان لا بد من البحث عن مخرج.

وسعت الدبلوماسية الصهيونية للاستفادة من هزيمتها بنسج علاقات عربية واستثمار الهزيمة  طالما أنها سترضخ، فقد وصف الكاتب الصهيوني بن كاسبيت في صحيفة معاريف ما يجرى بـ”مهزلة البوابات الإلكترونية التي أدت لهزيمة الغرور والعجرفة وسطوة القوة..”، فكانت الهزيمة بوابة لفتح اتصال مع السعودية والخروج من مأزق قتل المواطنين الأردنيين من حارس السفارة الصهيونية في عمان، وتجاهل معتاد لرئيس السلطة محمود عباس الذي وصفته الصحافة الصهيونية بـ”راكب الأمواج”.

ونقل موقع “والا” العبري  الصهيوني أن “جهات أمنية ترى أن عباس لا يسيطر فعليًّا على الشارع الفلسطيني وبخاصة ما يدور بالقدس، وبالتالي فإنه يصرح علنًا بتأييد الاحتجاجات حول الأقصى، وذلك للتغطية على ضعف تأثيره على الشارع.

وعلق على ذلك أحد أساتذة الإعلام في إحدى جامعات الضفة على موقعه على الفيس بوك: “الإعلام الرسمي.. همه التأكيد على أن الرئيس هو صاحب القرار في كل ما يجرى في القدس، بين كل جملة وجملة هناك جملة تقول ذلك: السيد الرئيس يقرر، السيد الرئيس يؤكد، المقدسيون ينفذون قرار القيادة الفلسطينية، ملتزمون بقرار القيادة.. لو تعلمون أن هذا وحده يؤكد أن هناك أزمة عند القيادة. وهذا مؤكد”، وفق قوله.

من هي “حركة المرابطين”؟

وأمام هذه الحسابات المتداخلة تحاول هذه الأطراف تجاوز صانعي النصر الحقيقي، وهي حركة المرابطين في القدس، وهي الحركة التي حظرتها حكومة الاحتلال قبل عامين، وعدّتها خطرًا على المشروع الصهيوني في القدس.

وتذرعت حكومة الاحتلال في قرارها حظر حركة المرابطين أنها “تجمعات مشاغبة من رجال الحركة الإسلامية” الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح، وتنظيم “حماس” في الأقصى، الهادفة إلى العنف والحث على الإرهاب”، حسب زعمها.

وقد باتت حركة المرابطين العنوان الحقيقي المحرك للمقدسيين وفلسطينيي 48 الذين سطروا هذه الملحمة البطولية، وهم يتناولون بسخرية كاملة كل من يحاول نسب هذا الصمود لنفسه!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات