الجمعة 02/مايو/2025

عملية حلميش.. جرأة وبراعة هل تغير مجرى الانتفاضة؟

عملية حلميش.. جرأة وبراعة هل تغير مجرى الانتفاضة؟

عندما أغلق الاحتلال الصهيوني المسجد الأقصى بالبوابات الإلكترونية وقرر أنّ الدخول لن يكون للمسجد إلا عبرها، أشعل بذلك شرارة جديدة من شرارات الانتفاضة وسكب الزيت على الجمر من تحت الرماد، حتى جاءت عملية مغتصبة “حلميش” والتي كانت ردًّا طبيعيا على جرائم الاحتلال من فلسطيني ثائر.

عملية “حلميش” التي حملت معانٍ عدة من الجرأة والبطولة، نفذها الفلسطيني الذي كان على أولى عتبات مرحلة الشباب حيث استطاع بمفرده التسلل إلى المغتصبة الصهيونية في رام الله، وطعن ثلاثة صهاينة، وإصابة آخرين في عملية نوعية وُصفت بالمعقدة.

هذه العملية التي أجمع محللون سياسيون أنّها أربكت حسابات الحكومة الصهيونية جاءت “في التوقيت المناسب، وفي أفضل الظروف، لتقلب كل شيء وتثلج الصدور المحترقة”.

هذا ما أجمع عليه المختص بالشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، والخبير الأمني إبراهيم حبيب في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“.

وأشار العواودة، أنّ العملية “جاءت كالغيث للأرض العطشى، حيث أفشلت سياسة العدو وشرطته التي اغترت وظنت أن الشعب الفلسطيني هزم نتيجة حجم الإجراءات المتخذة، ضده والقمع والملاحقة والتنسيق الأمني”.

فيما أكّد حبيب، أنّ “توقيت العملية يبين أنّ الانتفاضة الفلسطينية في ذروتها مهما اعتراها من محاولات إخماد وإسكات، برغم عملية القمع والاعتداء على الشعب الفلسطيني”.

هدوء لا يستمر!
التجارب التاريخية أثبتت أنّ مثل هذا النوع من العمليات غيرت مجرى تاريخ الصراع؛ حيث تأتي بعد فترة طويلة من الهدوء يكون العدو قد ظن فيها أنّه قد هزم المقاومة وأنهاها، كما أكّد المحلل العواودة، مواصلا؛ أنّ “هذه العملية كسرت إرادة نتنياهو ووزرائه المتطرفين، وإن لم يعترف العدو الآن بذلك”.

ففي حادثة مماثلة اقتحم شاب فلسطيني في 19 من عمره بلدة عسقلان المحتلة عام 1990 وقتل مستوطنة صهيونية، ورغم أنه كان شابا بسيطا إلا أن عمليته هذه كان لها أثر استراتيجي على دولة الاحتلال والصراع عموماً.

وأوضح العواودة، أنّ بروتوكولات حكومة الاحتلال وثّقت وقتها أن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إسحق شامير قال إن المواطن “الإسرائيلي” قد فقد أمنه الشخصي بعد هذه العملية، وأنه لا بد من تسوية للصراع، وعلى إثر هذه العملية وافقت حكومة الاحتلال على مفاوضات مدريد.

وقال: “هذه العملية “حلميش” حتماً ستسجل في بروتوكولات حكومة الاحتلال كحدث فارق، وربما تسقط حكومة الاحتلال التي تحدت تقدير الموقف المهني للجيش والشاباك لحساب الأيدولوجيا المتطرفة”.

فيما ذهب الخبير الأمني حبيب، إلى أنّ العملية ستشكل صاعقا جديدا لتفجير أوضاع الانتفاضة، وهو ما أكّده نظيره العواودة حيث قال إنّ العملية ستكون ملهمة للشباب لتقليدها، وهذا ما يخشاه العدو، حيث تشبه عملية مهند الحلبي في الثالث من تشرين الأول عام 2015 التي فجرت أو زادت من اشتعال انتفاضة القدس.

ويضيف العواودة: “لا أبالغ إذا قلت أن هذه العملية ستكون قد أنقذت المسجد الأقصى من خطة الاحتلال المتدحرجة للسيطرة عليه وتفريغه من مصليه، وصولاً إلى بناء الهيكل الثالث المزعوم. وهي تجسد حقيقة أن الاعتداء على الأقصى يعني تدمير دولة الاحتلال”.

ويشير العواودة، إلى أنّ انتفاضة القدس تختزن طاقة كبيرة كامنة بإمكانها تغيير الواقع على الأرض انطلاقاً من وحدة الموقف حول قضية المسجد الأقصى، “عملاً بوصية البطل عمر العبد” كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...