الجمعة 28/يونيو/2024

إضاءات على طريق معركة القدس

د. أسامة الأشقر

1. إن الذي يقود المعركة في القدس اليوم هو الوعي الجمْعيّ، ولا يستطيع أحد أن يدّعي أنه المسؤول عن هذه الانتفاضة بدليل اشتراك جميع شرائح المجتمع المقدسي في الفعل الثوري الاحتجاجي المتصاعد، وهذا يجعلنا أكثر إصراراً على تعزيز مشروع الوعي وتطوير آلياته وتعميم قيمه.

2. الفعل العسكريّ داخل القدس كان هذه المرة من حيث ينبغي أن ينطلق؛ انطلق من خاصرة الكيان، ومن أهلنا الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 مما يعني أن الوعي ينتصر أيضاً في معركة الجغرافيا.

3. المسجد الأقصى هو منصة التعبئة الحقيقة التي تجمع الأمة من أقصاها إلى أقصاها، وإن المراهنة على هذا العنوان هو مشروع رابح ينبغي الاستثمار فيه على الصعد كافة.

4. إن إجماع المقادسة ومؤسساتهم على التزام سياسة واحدة في التعامل مع إجراءات المحتل يعني أننا نمتلك مشروعاً يمكننا التوافق عليه، وأن مجتمعنا يمكنه أن يقود الفصائل نحو مربع جديد، ويجب الاستفادة من ذلك في برمجة مشروع وحدة الوطنيين لا مشروع الوحدة الفصائلية.

5. انخراط الشباب في ثورة القدس من الجنسين واحتضانهم الكبير المؤثر لها يعني أن هذه الثورة لها مستقبل حافل؛ إذ إن الشباب هم نصف اليوم وكل المستقبل القريب.

6. سقوط الأنظمة العربية بحيث إن استخدامها الإعلامي الشكليّ لموضوع القدس لم يعد مطروحاً في أدبياتها الجديدة بعد قمتهم مع الرئيس الأمريكي ترمب وإعلانهم الوقح عن إدانة المقاومة البطلة في فلسطين، حيث لم يجتمع العرب كعادتهم في مقر الجامعة العربية في مثل هذه الأحداث كما لم تدعُ السلطة الفلسطينية الخارجة عن الفعل الوطني إلى اجتماع عربي؛ مما يعني تواطؤها مع المحتل، وذاك معروف عنها في استماتتها لوقف أي انتفاضة.

7. إن خروج الآلاف في الأردن في هذا الحشد المهيب يعني أن هذا الشعب لا يقبل التماهي مع الموقف الرسمي، وأن دور الأردن لا ينبغي أن يظل محشوراً في مواقف جامدة باردة استراتيجيا وضرورة تشجيع تطورات الموقف الأردني الرسمي الأخير.

8. إن الاحتلال الصهيوني لا يمتلك في معركته مع القوى الشعبية أي حيلة في المواجهة، ولذلك يجب تصعيد الاحتجاج الجماهيري إلى مستويات أعلى وصولاً إلى تركيب مشهد سياسي جديد وفق رؤية يجب أن نعمل على تحديدها في أسرع وقت ممكن: إلى أين سنتجه في هذه الأحداث وأين نريد أن تحطّ جهودنا!

9. إن التغيير يبدأ من أنفسنا، ويجب أن نشحن إرادة التغيير بكل دعم وإسناد، وأن نركز على جغرافيات التغيير الأكثر تأثيراً في مسار التحرر من المحتل.

10. يجب الاستفادة من الأخطاء التي وقعنا فيها في الانتفاضات المقدسية السابقة، وألا نتورط ثانية فيها، وأن نكون واضحين مع أنفسنا وإمكاناتنا وحدود فعلنا في كيفية التعامل مع ظروف المنطقة وكثرة الأعداء وتكالبهم علينا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات