محمد حجاجي.. سفينة الخير إلى أيتام فلسطين

لا يعرف الإعلام ولا محركات البحث العالمية له اسمًا ولا صورةً؛ فلم يكن هدفه أن يكون مشهورًا بهذا، وإنما ذاعت شهرته وانتشرت بين ربوع الأيتام والأرامل والمعوزين والفقراء في قطاع غزة الذين وصلت إليهم المعونات من خلاله إسهاماته الخيرية التي لا زالت باقية حتى بعد إعلان رحيله اليوم.

هو محمد الحجاجي.. مغربي الأصل فلسطيني الهوى والهوية، عاش مغتربًا عن بلاده في أوروبا وفي بلجيكيا بالتحديد.. نذر حياته ونفسه لأجل خدمة فلسطين وأهلها، حتى كان من أوائل الذين أسسوا العمل الخيري في أوروبا مطلع التسعينات، قبل أن ترتقي روحه إلى بارئها عن عمر يناهز (63 عامًا) بعد صراع مع المرض دام سنوات، مع صبيحة اليوم 20 يوليو لعام 2017، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من العمل الخيري يشهد له القريب والبعيد، الأرملة والفقير واليتيم.

فلسطين قضيته

كان الحجاجي يعد فلسطين هي وطنه الثاني بعد المغرب، لكنه في ذات الوقت كان يعدها قضيته الأولى التي يجب أن يعمل من أجلها، فقد أكّد مسؤول في إحدى المؤسسات بغزة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الحجاجي كان يقول: “صحيح أنّ في بلادي المغرب فقراء كُثر وأيتاما وأرامل، لكنني أعدّ فلسطين هي قضيتي الأولى والتي يجب أن يدفع ويدافع عنه كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها”.

أسس الحجاجي مجموعة من المؤسسات الخيرية حتى تساهم بتقديم أكبر قدر من المساعدات للعائلات المحتاجة سيما في فلسطين وقطاع غزة، كان أبرزها مؤسسة “الأقصى بلجيكيا” التي كانت ولا زالت تقدم مساعدات بشتى أنواعها للفقراء والأيتام.

زيارة غزة

تمكن الحجاجي من زيارة غزة عقب الحرب الأولى “الفرقان” في عام 2010، فيما كانت زيارته الثانية في عام 2013 عقب حرب “حجارة السجيل”، افتتح من خلالها العديد من المؤسسات، وقدم العديد من المساهمات الخيرية للمتضررين من تلك الحروب.

ومما ميّز الحجاجي عن غيره، أنه كان يحاول أن يباشر ميدانية العمل الخيرية بنفسه، ويرفض المكوث في المكاتب، فكان ينزل للفقراء والأيتام حتى يقدم لهم بنفسه، ويسمع منهم ما يريدونه وما يتمنونه.

وصيته الأيتام

رحل الحجاجي اليوم الخميس، ووصاياه لم ترحل، فقد أوصى كل أذرع مؤسساته الخيرية بالأيتام خيرًا، والذي كان حرصه الدائم والأكيد أن يتواصل معهم ليسمع منهم وعن احتياجاتهم.

رحل الحجاجي وانقطع عن الدنيا، لكن أفعاله ومساهماته لا زالت شاهدة وحاضرة في دعوة كل أرملة، ودمعة كل يتيم، وحاجة كل فقير.