الإثنين 23/سبتمبر/2024

حادث جنين.. المقطورة تتكرر بعد 30 عاماً

حادث جنين.. المقطورة تتكرر بعد 30 عاماً

حادث أراده الاحتلال على ما يبدو أن يظهر عادياً، لكن عديد المعطيات تخلص بنتيجة واضحة إلى حد كبير بأنه حادث متعمد مقصود من خلاله إزهاق أرواح الفلسطينيين وقتلهم في مشهد ليس غريباً على عصابات الإجرام الصهيونية.

فالأخبار التي كانت في معظمها من مصادر صهيونية قالت إن حادثا وقع بين سيارة عمال فلسطينية مع شاحنة إسرائيلية قرب مستوطنة “شاكيد”، ما أدى لوفاة 5 عمال فلسطينيين وإصابة آخرين بجراح.

لكن فيديو رصد لحظة وقوع الحادث يثير الشكوك في كون الحادث متعمداً، فلحظة اقتراب الشاحنة من السيارة الفلسطينية كما يبدو جلياً لم يكن ناجما عن انحراف في مقود الشاحنة التي كانت تسير بشكل عادي حين قرر سائقها حرف المقود بشكل حاد لحظة تقابله مع السيارة ما أدى لتهشيمها بالكامل.

عدا ذلك فقد وقع الحادث على طريق طورة في منطقة واقعة خلف جدار الفصل العنصري، وتقع تحت السيطرة الإسرائيلية إلا أنه يسمح لسيارات العمال بتوصيلهم لأماكن عملهم وعودتهم، وبالتأكيد فإن هذه السيارة تحمل لوحات فلسطينية، وهو ما يزيد من احتمال تعمد سائق الشاحنة الصهيوني صدم السيارة لقتل من فيها.

وهذا ليس افتراء أو بدعا من القول والتحليل فقد سبق أن نفذ الصهاينة عددا من العمليات الإجرامية المشابهة، لعل أشهرها حادثة المقطورة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة في العام 1987 والتي اندلعت الانتفاضة المباركة الأولى على إثرها.

 أمر آخر يزيد الشكوك ويجعلها تقترب إلى حد اليقين في أن هذا الحادث متعمد، محاولة الاحتلال وبشكل كبير التكتيم على الحادث وعدم تسليط الضوء عليه إعلامياً، في محاولة لإظهاره كحادث سير عادي، رغم فداحة الخسارة البشرية فيه.

علاوة على صمت السلطة الفلسطينية التي ورغم قسوة الحادث؛ إلا أنها اكتفت بالإشارة إلى أن سائق الشاحنة مستوطن إسرائيلي، وأنها تفحص خلفية الحادث دون أن يعقب ذلك أية تصريحات أو توضيحات.

والتساؤل الأهم هنا، هل خشي الاحتلال أن يكون الحادث هو القشة التي تقصم ظهر البعير، وتشعل الأحداث والمواجهات الصاخبة في امتداد لانتفاضة القدس التي لا تزال مستمرة رغم ضعف أحداثها، خصوصاً أن الحادث يتزامن مع حالة احتقان وتوتر شديد في الشارع الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى، ومحاولات الاحتلال فرض واقع جديد على بواباته، وفي ظل دعوات كثيرة رسمية وشعبية لجعل يوم الجمعة القادمة يوم غضب ونصرة للمسجد المبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات