وداعاً أيها المسجد الأقصى !

لسنا مضطرين لترضية مشاعر العاجزين والناطقين باسمهم فإن جيلنا هذا ومن يطوف معنا فيه سيشهد أعظم خيباته يوم تتهاوى أركان أبنية المسجد الأقصى فيه، ونحن ننظر إليه باكين محتجّين تتحرك أيدينا في كتابة الإدانات وبث “الهاشتاغات” وسبّ الجميع !
فلسطينياً: اختلفنا في صولة الجمعة المباركة، وأدانت سلطتنا التي تمثلنا رغم أنوفنا أمام العالم هذا الجهاد، وعجزت الفصائل الأخرى أن تردّ إلا ببيانات عالية الطنين، ولم ينفر أهل القدس لحماية مسجدهم سوى محاولات غيّبها الإعلام البارد الساهي، ولم تتحرك حشود الضفة ولا أسود الخليل، ولم نسمع زئير نابلس ولا زفير غضبات جنين، فيما تقف غزة مقيّدةً محاصرة! وتجمعات اللاجئين لا تجد من يرسم لها مسارات الذود عن القدس!
عربياً: فكل دول الطوق وجماعاتها القوية ترتبط بمعاهدات أمنٍ وتأمينٍ وثيقة مع المحتل مباشرةً أو غير مباشرة بغرض شرير أو تحت ضغط السلطة والقوة تؤكدها سلوكيات الجميع.
وكل الدول العربية لا تضع القدس في أولوياتها ولا اهتمامات سياساتها الخارجية، ولا تضع في حساباتها الاستراتيجية السرية أن ثمة جهاداً واجباً هو جهاد ضرورة ودفع يتعين على الجميع الآن، وليس جهاد اختيار ومبادرة.
وجميع العالم لا يكترث ولا يعنيه ما يحل بنا ما دمنا أضعف من إعلان موقفنا حتى بالاحتجاج التصعيديّ “السلميّ” .
كل هذا والعدو يزداد تمسّكاً بتقرير أحلامه التوراتية، ساعياً إلى إعلان مدينته المقدسة وهيكلها التاريخي ومسيحها المنتظر الذي سيبيدنا أجمعين، وقد تجاوز مرحلة السياسة إلى مرحلة البرمجة التي لم يعُد يخفيها!
إنني لا أكتب تعليقاً على حادث وقع، وإنما أسجل صورةً متكررة زاد عمرها عن خمسين عاماً!
إن استهتارنا بالقدس جعلنا بلا قيمة، وتراجعُنَا عن الدفاع عنها جعلنا بلا قضية، ولذلك فإن خروجها الكامل من سيادتنا سيجعلنا بلا حاجة للوجود، وسنختفي تحت قبعات خذلاننا وظلال أشمعتنا المنكسة، وثقوب طاقيّاتنا الطافية، وفجوات رؤوسنا الفارغة.
ستسقط أروقة الجامع القبلي، وستميل صفائحه السوداء، وتتكسّر، ويتراكم غبارها فوق أنقاضها، وستتهاوى القبة الذهبية الصفراء، وسيحمل العاجزون الموجوعون منا صفائحها الذهبية للذكريات وآخرون من تجار الكوارث سيبيعونها في زقاقات السياحة، وستتشقق زخارفها وآيات الكتاب المرسومة على فسيفساء جدرانها، وتخرّ أعمدتها المتطاولة، وسيظهر لكم بعد حين بناء بيزنطي طويل الأعمدة يتربع في قلب الساحات يعلن فيها عصر سيادة اليهود وعلوهم الكبير …
يومها تقوم آخرة جيلنا، وتحلّ نكبتنا، ويبتدئ عصر جيل جديد ينتفض بالغضب، ويعلن الحرب المقدسة ويتبّر علوّهم تتبيراً !
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...

الاحتلال يعتدي على الوقف الإسلامي رباط الكرد بالقدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أزال موظفو بلدية الاحتلال الإسرائيلي بحماية الشرطة، يوم الإثنين، ألواحًا من الحديد وأتربة، وفتحوا مدخل قوس...