الجمعة 28/يونيو/2024

عدم قطع الكهرباء.. الأمنية الوحيدة لمريضة الكلى ياسمين

عدم قطع الكهرباء.. الأمنية الوحيدة لمريضة الكلى ياسمين

تدنت أمنيات الفتاة العشرينية ياسمين أبو كاشف إلى مستويات لم يتصورها عقل، حتى أصبحت أمنيتها الوحيدة ألا ينقطع التيار الكهربائي عنها وهي تغسل الكلى مما يزيد من ألمها ومعاناتها.

ياسمين التي تبدو أصغر بكثير من عمرها الحقيقي، شخصت حالتها عندما كانت في سن الخامسة عشر، وعانت من ظروف صحية أخرى كضعف في النمو وحصى في الكلى، يَتعينُ –بحسب الأطباء المشرفين على حالتها- أن تأتي إلى المستشفى لتلقي العلاج من 3 إلى 4 مرات أسبوعياً حيث يُؤدي غسيل الكلى إلى إرهاقها بشكلٍ شديدٍ، بالإضافة إلى ذلك، تعاني ياسمين من الفشل الكلوي من الدرجة الثالثة.

فيما يؤكّد محمد شتات رئيس قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء بغزة، أنّه في هذه الحالة، لا تُعد الزراعة خياراً بسبب وجود حصى في الكلى وقد تؤدي الجراحة إلى فشلٍ كلويٍّ آخر، مبيناً أنّ الجهاز يُعد روح المريض، “ويُمكنك أن تتخيل تأثير ذلك عليه إذا ما توقفت الأجهزة عن العمل” كما يقول.

ومما يزيد من معاناة “ياسمين” وعائلتها هو أنّها تسكن في شمال قطاع غزة، حيث يقول والدها جهاد أبو كاشف: “نعيش في شمال قطاع غزة، لذلك يشكل الذهاب للمستشفى بشكل يومي أمرا كبيرا بالنسبة لعائلتي، فتعدّ التكاليف مرتفعةٌ جداً وبالكاد يمكننا تحملها”.

ويستدرك: “ليس لدينا خيارٌ آخر، حيث لا يوجد غسيل للكلى في مكانٍ آخر غير مدينة غزة، بالإضافة إلى ذلك، فإن تكاليف الأدوية مرتفعة جداً، وفي حال نفاد الدواء المطلوب من المستشفى، علينا الحصول عليه من مكان آخر على نفقتنا الخاصة”.

أزمة خطيرة
يؤكد الدكتور شتات، أنّ أزمة الكهرباء في مستشفى الشفاء خطيرة جداً بشكل عام، وفي قسم غسيل الكلى بشكلٍ خاص، الذي لا يُمكن أن يعمل بدون الكهرباء.

وانخفضت ساعات وصل الكهرباء المتفاقمة بالأصل لسكان قطاع غزة من 8 ساعات يومياً إلى 3 أو 4 ساعات فقط، حيث تُواجه المستشفيات ومرضاها عواقب وخيمة، ففي حين تعوض المولدات جزئياً نقص الكهرباء، مما يؤثر غالباً في العلاج.

وألقى ذلك بآثارٍ سلبية على قسم غسيل الكلى في المستشفى، حيث يُؤدي انقطاع إمدادات الكهرباء إلى توقف دوران دورة الدم، وبالتالي يحتفظ الجهاز بالدم في داخله، مما يؤدي ذلك إلى تخثر وهدر الدم؛ مما يُساهم في نقص الدم، ومضاعفات يُمكن أن تُؤثر على حياة المريض بصورة شاملة، على حسب حالة المريض، يمكن أن تؤدي إعاقة غسيل الكلى إلى الوفاة.

عمل حساس
استرسل الدكتور شتات، بقوله “إنّ إمدادات الكهرباء من المولدات غير ثابتة، مما يؤثر على عمل أجهزة غسيل الكلى نفسها، وإلحاق الضرر بها، أو جعلها تماماً عديمة الفائدة”، ويبين أنّ الأجهزة الإلكترونية اللازمة لإصلاح هذه الأجهزة غير متوفرة في قطاع غزة، ويستغرق الحصول عليها من الدول المانحة من 6-12 شهراً بسبب الحصار، وبالتالي لا يمكن للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، الحصول عليه.

وبسبب عطل الأجهزة، يتأخر غسيل الكلى للمريض، وتزيد فترات انتظاره، والتي لها تأثير نفسي واجتماعي على المرضى، وعلاوة على ذلك، لا يسكن عدد كبير من هؤلاء المرضى في مدينة غزة، بل يضطرون لقطع مسافات كبيرة للوصول إلى المستشفى.

وأوضح الدكتور شتات، “حاولت مريضة لديّ جدولة موعد غسيل الكلى بعد الظهر بدلاً من الانتهاء بحلول منتصف الليل؛ لأنها تعيش في منطقة حدودية، وهي منطقة غير آمنة ليلاً، حدث ذلك من قبل؛ حيث وصلت ذات يوم إلى المنطقة الحدودية في وقتٍ متأخرٍ من الليل، وأطلق الجنود النار على السيارة من نقطة تفتيش قريبة، لذلك يخاطر هؤلاء الناس بحياتهم عندما يأتون إلينا للحصول على علاج في وقت متأخر”.

إرهاق المرضى
ويُقدم مستشفى الشفاء حالياً العلاج في 5 فترات مختلفة، آخرها من الحادية عشر مساءً وحتى الثالثة صباحاً، والتي يمكن أن تكون متعبة جداً للمرضى من كبار السن والمرضى الذين يعيشون في أماكن بعيدة.

ويَضُم المستشفى حالياً 45 جهاز غسيل كلى ويعالج 328 مريضاً. فبالإضافة إلى مشكلة الكهرباء، لا تتوفر العديد من أصناف الأدوية مثل هرمون البيوتين، الذي يؤدي نقصه إلى الإصابة بفقر الدم.

ويكمل شتات حديثه، “عندما انخفضت ساعات الكهرباء بشكل حاد، كان لديّ مريض توقف علاجه لمدة 3 ساعات لعدم وجود سولار في المولد، وبدأ الدم في التجلط، فأصبح المريض بحاجة إلى نقل وحدات دم. إذا كان هذا سيحدث بشكلٍ دائمٍ، يتوفى المريض بعد يومين أو ثلاثة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات