الجمعة 28/يونيو/2024

مؤمن مسك.. قد أينع الثمر متفوقًا يا رائد

مؤمن مسك.. قد أينع الثمر متفوقًا يا رائد

في حي “أبو اكتيلة” بمدينة الخليل، كان الاستشهادي رائد عبد الحميد مسك (أبو مؤمن) يشق طريقه نحو الشهادة، قبيل موعد حصوله على شهادة الماجستير بعشرين يوما من جامعة النجاح الوطنية، فقد أطلق كلمته المشهورة، (الشَّهادة قبل الشهادة)، فكانت عمليته البطولية الاستشهادية في مدينة القدس المحتلة يوم (19/8/2003)، التي قتل فيها عشرون صهيونيا وجرح أكثر من 150.

ترك “مسك” خلفه زوجته أم مؤمن الحامل، وفلذة كبده مؤمن، وابنته سارة، وكان بكره الصغير (3 سنوات)، أول من أبلغ عن استشهاد والده، حيث شاهد صورته على التلفاز وهو يحمل بندقية وقرآنا.
   
مؤمن اليوم أنهى الثانوية العامة بتفوق باهر، وحصل على معدل (97.1) في الفرع العلمي، وفور سماعه النتيجة سجد على الأرض، وحمد الله، وترحم على والده، الذي كان يتمنى لو أنه حي يرزق  يفرح بنجاحه.

تجمعت النسوة حول “أم مؤمن” في منزلها بوادي أبو اكتيلة بالخليل، وهنّ ينشدن ويغنين فرحا بنجاح “مؤمن”، والأم قد غالبها الدمع فرحا وحزنا، وما إن وصلها نجلها بالنتيجة حتى احتضنته وبكت، وقالت: “أهدي هذا النجاح لزوجي الاستشهادي أبو مؤمن كي تقر عينه، راجيا من الله أن يجمعنا به في الجنة. لقد تركنا راحلا عن هذه الدنيا وهو يبحث عن الشهادة، واليوم ينال ابنه الشهادة بتفوق”.

وتضيف أم مؤمن في حديث خاصٍّ لمراسلنا: “كان أبو مؤمن رجلا مؤمنا، حفظ القرآن، ودرس الشريعة، وأصبح إماما وخطيبا ومعلما للقرآن، وكان يعمل على تربية مؤمن منذ طفولته، فحفّظه العديد من سور القرآن، وزرع فيه حب المسجد والصلاة فيه، وكان يعمل على إعداد مؤمن ليكون عالما ومبدعا يخدم دينه ووطنه”.
 
وتقول “أم مؤمن”: “حرصت على تعليم مؤمن وتفوقه منذ صغره، حتى ينام والده قرير العين ومرتاحًا. لقد عملت على تنفيذ وصيته بإعداده إيمانيا وتربويا ليصبح رجلا وعالما يخدم دينه ووطنه”.

تحدٍّ، وصمود، ومثابرة، ومواجهة، هي عناوين وشعارات رفعها “مؤمن” منذ بداية مرحلة الثانوية العامة، ليبرْهن لكل من يظن أن الابن دون والده لا يستطيع النجاح والتفوق، مرددا “ثابرتُ وتحملتُ ما عليّ من مسؤوليات، وحصدت تعب واجتهاد الشهور الماضية”.     

“والدتي لا يوجد مثلها اثنان”. هنا لم يغفل “مؤمن” عن ذكر تضحيات والدته، التي أعطته الدورات والدروس الخاصة التي يحتاجها، حتى إنها لم تطلب منه اختيار تخصص معين هي تريده، بل تركته يختار تخصصه بنفسه، علما أنه قرر دراسة الطب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات