عملية الأقصى.. ضربة أمنية للاحتلال ونقلة نوعية للمقاومة

مع نسمات الصباح الأولى، وبعد ساعة واحدة من صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، وانطلاق المصلين لقراءة القرآن، تفاجأ الفلسطينيون في شتى بقاعهم، بقيام 3 شبان بعملية إطلاق نار وطعن مزدوجة، في باحات المسجد الأقصى المبارك.
العملية التي نفذها الشهداء الثلاثة المحمدون “محمد جبارين”، أظهرت مقاطع الفيديو التي بثت بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، شجاعة كبيرة في التنفيذ، والتي توحي خلالها بتخطيط جيد، وتمويه عسكري عالي المستوى، وفق محللين سياسيين.
وأجمع هؤلاء في أحاديث منفصلة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن توقيت العملية أعطى لها نجاحاً باهراً، في ظل الاعتداءات والاقتحامات الصهيونية المتواصلة للمدينة المقدسة، وتصاعدها خلال الأشهر الأخيرة.
المختص في الشأن الصهيوني والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، أوضح أن عملية القدس شكلت نقلة نوعية في العمل المقاوم، من حيث التوقيت والمنفذون ومكان التنفيذ، مشيراً إلى أن دلالتها تؤكد وحدة الأرض والشعب الفلسطيني جغرافياً وفي أماكن وجوده كافة.
ورأى أبو شنب خلال حديثه لمراسلنا بأن توقيت العملية ومكانها شكلا ضربة أمنية لأجهزة وجيش الاحتلال الصهيوني، خاصة بعد الإجراءات التي اتبعها في ملاحقة المرابطين في المسجد الأقصى.
ويتفق المحلل السياسي إبراهيم المدهون مع سابقه على أهمية توقيت العملية، عادًّا أنه ضمن السياق الطبيعي لنضال الشعب الفلسطيني، وامتدادٌ لانتفاضة القدس.
وقال المدهون لمراسلنا “لا يوجد وقت محدد للعمليات، وهذا رد فعل على الانتهاكات الدائمة للاحتلال الصهيوني، ووجوده وتهديداته التي تمس المسجد الأقصى”، مؤكداً أن ما لفت انتباهه هو تنفيذ العملية في باحات المسجد الأقصى.
واعتقد المدهون أن مكان العملية مهم للشعب الفلسطيني؛ لقداسته، وللعدو الصهيوني لتلقيه ضربة أمنية فيه، متوقعاً أن تتعاظم تبعات العملية؛ “لأنه هو المكان الذي يجب أن يلتفت إليه العالم أجمع، وهذه العملية تنبِّه العرب والمسلمين، خصوصًا المهرولين نحو التطبيع، إلى مكانة المسجد الأقصى وحضوره”.
دلالات العملية
وعن الدلالات التي أبرزتها المجموعة الفردية الفدائية التي نفذت العملية، بيّن الكاتب أبو شنب أن الاحتلال الصهيوني يخشى من العمل الجماعي المخطط له فرديا، مشيراً إلى تطور هذا النوع من العمليات غير المنظمة، ولا يقف خلفها فصيل بعينه.
وأوضح أبو شنب أن هناك زيادة كبيرة في حجم القلق لدى الاحتلال من أن تتحول الضفة الغربية والداخل المحتل لانتفاضة متواصلة، مشيراً إلى أن العملية زادت العبء الأمني على الاحتلال نتيجة الضربة الأمنية التي تلقاها اليوم.
ويسعى الاحتلال، وفق الكاتب، إلى مواصلة عملية القمع، للمدن الفلسطينية وعلى الأفراد الذين عقّدوا مهمة الاحتلال، وخوفه في أن أي ثلاثة أشخاص يمكن أن يشكلوا نقطة خطر أمني على دولة احتلال وتنفيذهم عملية نوعية.
ورأى أبو شنب أن هؤلاء الشبان لو امتلكوا أدوات أكثر إصابة للهدف الصهيوني لأوقعوا إصابات أكثر في العدو، ولنجحت العملية نجاحا أكبر من النجاح الذي حققته.
تحذير للوزراء الصهاينة
وأشار الكاتب الفلسطيني إلى أن العمليات في القدس وباحات الأقصى جاءت ردًّا على عدوان الاحتلال المتكرر على المسجد الأقصى، خاصة مع السماح لوزرائه باقتحام الأقصى، مؤكداً أن هذه العملية ستشكل حذراً مضافاً للوزراء والنواب في الاقتحام في المرات القادمة.
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا في حديث لمراسلنا أن عملية الأقصى ستحدّ من الاقتحامات الصهيونية للمقدسات الإسلامية، على المدى الأبعد، مبيناً أن الاحتلال الصهيوني فشل في كبح تفاعل المرابطين المقدسيين.
ووفق القرا؛ فإن العملية سيكون لها تبعات، وستشجع عددًا كبيرًا من الشبان على تنفيذ عمليات بالطريقة نفسها، معتقداً أن منفذي العملية دربوا أنفسهم بشكل جيد، “وهذا ما أدى لنجاح العملية”.
وعن الإجراءات التي قد يتخذها الاحتلال بعد العملية، رأى الكاتب أن الاحتلال سيشدد إجراءاته ضد المقدسيين، داخل باحات المسجد الأقصى، وسيعمل على اقتطاع أجزاء من الأقصى لدواعٍ أمنية، وحماية المستوطنين، مضيفاً أنه ستشهد عملياته ملاحقة واعتقال واسعة لعدد من شباب الحركة الإسلامية التي حظرها سابقا في الداخل المحتل.
رسائل داخلية وخارجية
أبو شنب عدّ توقيت العملية مهمًّا وحساسًا، ليس على البعد الفلسطيني فقط، خاصة في ظل الأزمات التي يعيشها كالكهرباء، والأزمات الإنسانية المختلفة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأوضح أنه رد كبير على ما تقوم به الدول العربية من هرولة وتصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات “إرهابية” والتطبيع مع الاحتلال.
وبين أن رسالة العملية بشكل بليغ هو أن كل ما يمس المسجد الأقصى عنوان ثورة للفلسطينيين. انتفاضة الحجارة، وانتفاضة القدس، وثورة البراق 1929 كلها قامت بسبب المسجد الأقصى، وهذه أبلغ رسالة، وفق قوله.
وعلى صعيد الداخل المحتل بين الكاتب المدهون أن “شعبنا أفشل مخططات الاحتلال بشأن ردع انتفاضة القدس”، مشيراً إلى أن شعبنا لن يستسلم، والمقاومة ستستمر، وربما ستتصاعد في الأيام القادمة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...

القسام تبث مقطع فيديو لانطلاق سلسلة عمليات أبواب الجحيم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم الأربعاء مشاهد مصورة ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة رفح....

الاحتلال يعترف بإصابة 4 من جنوده بانفجار عبوة ناسفة برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مصادر إسرائيلية، إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت...

حماس تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مسلسل الإرهاب الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس، بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال "الإرهابية"، التي تمعن في ارتكاب...

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 32 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...